يتابع مرصد الأزهر عن كثب حملة الاعتقالات التي تقوم بها ألمانيا، وذلك بعد أن هددت داعش بشن هجمات إرهابية في أعياد الميلاد.
كان التنظيم الإرهابي قد أطلق عددًا من التهديدات بشنِ هجماتٍ إرهابية على مراكزِ التسوق خلال احتفالاتِ عيدِ الميلاد بجميعِ أنحاءِ العالم، حيث قام داعش بنشر صورة لشخص يمسك بيده سكينًا ملطخة بالدم، وسط سوق لعيد الميلاد.
ويأتي ظهور هذهِ الصور بعد أن ألقت الشرطة الألمانية القبضَ على 6 اشخاصٍ يعتقدُ أنهم خططوا لهجومٍ على سوقِ عيدِ الميلاد بمناسبة الذكرى السنوية للاعتداء الدموي الذي وقع في 19 ديسمبر لعام ٢٠١٦ في برلين، عندما دهس التونسي المنتمي لداعش "أنيس العمري" المارَّة بشاحنة في أحد أسواق عيد الميلاد، مخلفًا 12 قتيلا.
ونشر التنظيم صورة لـ "بابا نويل" بأحد شوارع لندن ومن خلفه أحد أفراد التنظيم الإرهابي، يرفع رسالة باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية تقول: "قريبا في أعيادكم: وهو ما اعتبرته صحيفة مترو البريطانية رسالة من التنظيم لأعضائه للبدء في تنفيذ عملياتهم الإرهابية المخطط لها مسبقًا، وأوضحت مترو أن الصورة والرسالة نُشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر على حساب لشخصٍ يستخدم اسمًا مستعارًا، ولا يعرف المتابعون هويته الحقيقية.
ومن جانبها نظمت الشرطة الألمانية في العاصمة برلين عددًا من المداهمات منذ أسبوعين، في إطار تحقيقاتٍ ضد إرهابيين محتملين وإسلاميين مشتبه بهم، هذا وقد ذكر الادعاء العام يوم الخميس على موقع "تويتر" أن عمليات التفتيش مستمرة، موضحًا أنها تأتي على خلفية السفر إلى مناطق تحت حكم سيطرة داعش، وحسب صحيفتي "برلينر تسايتونغ" و"بيلد" الألمانيتين فإن الأمرَ يتعلق بأشخاص مشتبه بهم يعتقد أنهم على علاقة بأنيس العمري -منفذ هجوم الدهس الإرهابي بأحد أسواق أعياد الميلاد العام الماضي بالعاصمة برلين- ومن جانبها أكدت متحدثة باسم الشرطة، اتخاذ إجراءات أمنية بالتعاون مع الادعاء العام، إلا أنها لم تذكر أي تفاصيل.
هذا وقد قامت الشرطة اليوم باعتقال مواطن ألماني للاشتباه في انتمائه لتنظيم "داعش" الإرهابي، والتخطيط لهجوم في مدينة كارلسروه. جاء في بيان صدر عن النيابة العامة الألمانية، الأربعاء، أن رجلا يُدعى "داسبار دبليو" (29 عاما) مشتبه في أنه كان يدعم "داعش" من أراضي ألمانيا منذ 2015، وينشر موادَّ دعائية تروج لممارسات هذا التنظيم.
وكشف البيان، الذي نشرته صحفٌ ألمانية، أن المشتبه به كان من ضمن خططه اقتحام منصات ساحة تزلج في مدينة كارلسروه بسيارته، وأنه كان يدرس المكان، وحاول الحصول على وظيفة سائق في خدمات التوصيل المختلفة، لكنه لم ينجح في ذلك.
وبحسب البيان "ثمَّة معلومات تدل على أن "داسبار دبليو" غادر إلى العراق في 2015، ثم عاد إلى ألمانيا في 2016، ليعود إلى العراق مجددًا بعد شهرين من ذلك، حيث انضم إلى "داعش" وتلقى تدريبًا على القنص، وكان يقوم بمهمات استطلاعية في مدينة أربيل العراقية، لاختيار أهداف للهجمات." ووفقًا للمدعي العام الاتحادي، فإن المشتبه فيه هو ألماني الأصل.
وفي هذا الصدد يهيب "المرصد" بالحكومة الألمانية توخّي أقصى درجات الحذر من الأطفال والشباب والنساء العائدين من مناطق داعش خلال السنوات الأخيرة، لأنهم في الغالب لا يزالون يحملون أيديولوجية العنف والإرهاب التي تلقوها في داعش بشكلٍ كبيرٍ، إذ تأتي هذه المخاوف بعد انحسار تنظيم “الدولة” في كل من سوريا والعراق، واقتصار وجوده على مساحاتٍ ضيقةٍ جدًا في كلٍّ من البلدين، حيث يشكل العائدون من صفوف التنظيم خطرًا كبيرًا على أوطانهم الأصلية من وجهة نظر أمنية وفكرية.