عقب إعلان الرئيس الأمريكي "ترامب" عن قراره الجائر بشأن نقل سفارة بلاده إلى القدس، باعتبارها عاصمةً للكِيان الصهيوني، تباينت ردود الأفعال الدولية بين مؤيد ومعارض.
وقد كان موقف الأزهر الشريف في هذه القضية واضحًا منذ البداية بالرفض القاطع، حيث رفَض شيخ الأزهر أ.د أحمد الطيب لقاء نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس"، وأكد "الطيب" أنه لا يمكن أن يجلس مع من يُزيِّفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب، وأكّد أيضًا دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني في وجه الكيان الصهيوني.
ومن المواقف التي جاءت مؤيدة لذلك، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير، حيث صوّتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولاياتِ المتحدةَ إلى سحْب اعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل، فيما انضمت 7 دول إلى إسرائيل والولايات المتحدة في التصويت ضد القرار؛ كان من بينها جواتيمالا.
وقد ترجَم رئيس دولة جواتيمالا - الواقعة في "أمريكا الوسطى" - "جيمي موراليس" ، هذا الموقف سريعًا؛ حيث أعلن نقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس، وقد أوصى خارجيةَ بلاده بالبدء في عملية التنسيق تمهيدًا لنقل السفارة، مؤكدًا عَلاقة بلاده المتميزة مع الكِيان الصهيوني منذ عقود وحتى اليوم، وأضاف "موراليس": أنه أَجْرى مكالمةً هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووعده بنقل بعثة جواتيمالا الدبلوماسية إلى القدس.
كما أكّد أن إسرائيل حليفُ بلادِه الدائم، مُتجاهِلًا بذلك حقيقة الأوضاع في الشرق الأوسط والانتهاكات التي تقوم بها السلطات المحتلة ضد الشعب الفلسطيني والمدنيين العُزَّل، وقد أشادت الخارجية الإسرائيلية بالصداقة بين إسرئيل وجواتيمالا، بعد قرارها الذي وصفته "بالشجاع" في نقل سفارتها للقدس.
ويرى "المرصد"؛ أن هذا القرار لم يكن مفاجئًا، ولا سيّما أننا نسمع كثيرًا عن المبادرات التي تقوم بها بعض دول أمريكا الجنوبية ضد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الرغم من أننا تابعْنا المواقف الشجاعة للعديد من دول هذه القارة التي تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني، فإن دولة جواتيمالا تحديدًا لم تكن من بين تلك الدول.
هذا الموقف يعكس حجم تواصُل الكِيان الصهيوني وعَلاقاته مع دولٍ كثيرة، وهناك العديد من الأخبار التي تشير إلى وجود مباحثاتٍ إسرائيلية مع العديد من الدول؛ كي تسيرَ على خُطى جواتيمالا في تزييف التاريخ، والمشاركة في اغتصاب حقوق الشعوب المظلوم؛ ألَا يُعَدّ ذلك نوعًا من التطرف؟ بل التطرف بعينه!