عودة "داعشية" إيطالية إلى أوروبا تثير القلق

  • | الثلاثاء, 2 يناير, 2018
عودة "داعشية" إيطالية إلى أوروبا تثير القلق

     مريم الرحيلي فتاة في 19 من عمرها، وُلدت في إيطاليا من أبوين من أصول مغربية، وعاشت مريم كفتاة طبيعية؛ كانت تُشارِك صديقاتِها أماكنَ التنزه حيث تقيم في مدينة بادوفا.
 اختفت مريم فجأة في يوليو عام 2015 ولم يُعرف عنها أي معلومات، وبعد عدة أيام من البحث والتَّحَرّي جاء الخبر أن الفتاة ربما توجد في سوريا للقتال تحت لواء داعش، وتبيّن أن الفتاة قد استقلت القطار إلى مطار بولونيا ومنها إلى تركيا، المحطة الأولى في رحلتها تُجاهَ الأراضي السورية المحتلة من داعش.
أثارت قصة الفتاة الهاربة حالة من القلق في مدينة بادوفا، ومن ثَمّ في ايطاليا بأسرها، انتهت بإدراج اسمها ضمن قائمة "المقاتلِين الأجانب" المُجَنَّدين بين صفوف الإرهابيين، كما صدر بحقها مذكرةُ اعتقالٍ دولية، وتمّ فتح قضية بالواقعة اتُّهمت فيها الفتاة بالانضمام لجماعة إرهابية.
عامان على اختفاء مريم الرحيلي دارت خلالها الكثير من القصص والروايات، في محاولة لكشف الدافع وراء هذا التحوُّل الكُلّي الذي عصف بالفتاة وانتهى بها وسط جحيم الحروب والقتل؛ كيف لفتاة لا تكاد تتخطى مرحلة المراهقة أن تُناصِرَ تنظيمًا يبيح سفك الدماء، ولا يرحم طفلًا أو امرأة أو شيخًا؟! وما الذي حلّ بها؟  
من بين هذه القصص؛ أن مريم هي واحدة من الفتيات الأربع الإيطاليات المقيمات في منطقة الرَّقَّة والمندرِجين تحت اسم "زوجات مقاتلِي داعش": سونيا الخديري، وماريا جوليا سيرجيو، وأليتشي برينولي، وتشير الوقائع إلى أن هؤلاء الفتيات قُمن بتغيير أسمائهن الحقيقية إلى ألقاب يُعرفون بها، حيث عُرفت مريم الرحيلي باسم "الأخت ريم"، وعُرفت ماريا جوليا سيرجيو باسم "فاطمة الزهراء".
 رَوَتْ أيضًا نور، فتاة لبنانية كانت قد تزوجت من أحد مقاتلي داعش، أنها في العام الماضي كانت تعيش مع فتاة إيطالية داخل ما عُرف "بالبيت الأسود"، وهو أشبه بمنزل ضيافة للنساء الأجانب في مدينة الرَّقَّة. وفي أحد الأيام خرجت مريم ولم تَعُدْ، عَرفت نور بعدها أن الشرطة الدينية اعتقلتها ووجّهت إليها تهمة ممارسة عَلاقةٍ مُحَرَّمة بسبب خروجها أثناء الليل، وأقنعت الشرطةُ الدينية مريمَ أنها إذا اعترفت فسوف يُغفر لها؛ وعليه اعترفت مريم، ثم أُخذت بعدها إلى مسجد النور هناك، حيث تمّ رجْمُها حتى الموت، كما أوردت إحدى الروايات أن مريم قد قُتلت في المعركة التي وقعت في الرَّقَّة مع القوات الكردية.  
في 12 من ديسمبر من العام الجاري أصدرت محكمة فينيسيا حكمًا غيابيًّا على الفتاة التي تبلغ من العمر الآن 21 عامًا؛ بالسَّجْن لمدة 4 سنواتٍ نافذة مع الطرد من إيطاليا عند نهاية المدة، وبينما ينطق القاضي الحكم كانت هناك حالةٌ من اليقين أن مريم قد ماتت، كما ظهر والد مريم في إحدى حلقات البرنامج التليفزيوني virus بتاريخ 3 -12 -2015، تحدّث خلالها عن أن ابنته الضحية قد وقعت تحت تأثير الاستقطاب من أحد العناصر الداعشية عَبْرَ شبكة المعلومات (الإنترنت)، خاصّةً في أيامها الأخيرة قبل اختفائها، حيث كانت لا تُفارِق هاتفها المحمول، وأنه في المرات القليلة التي تحدث فيها معها بعد رحيلها إلى سوريا، لم تخبره بمكانها، إلا أنها تَمَنّت أن تعود في أقرب فرصة سانحة.
وأفادت وكالة نوفا الإيطالية، نقلًا عن جريدة الحدث المغربية بتاريخ 19 ديسمبر من العام الجاري؛ أن الفتاة الإيطالية المغربية مريم الرحيلي لا تزال على قيد الحياة، وأنها تمكنت من الهرب بعد سقوط الرَّقَّة وعادت بالفعل إلى أوروبا، وتحديدًا إلى فرنسا بهُوِيَّةٍ مزيَّفة.
وأكد المقال الصادر في جريدة الحدث بالرباط؛ أن مريم لا تزال موالية لداعش ومستعدة للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا، الأمر الذي أثار حالة من التأهب والاستنفار داخل الجهات الأمنية المختلفة وخاصّةً الفرنسية حيث توجد الفتاة الآن، وتعمل الجهات الأمنية الآنَ على تَعَقُّب الفتاة لإلقاء القبض عليها، وليس فقط تنفيذًا للحكم الصادر ضدها.
وعليه؛ إن تمّ تأكيد هذه المعلومات، فإن مريم الرحيلي سوف تكون من بين أوائل المقاتلات الإيطاليات  العائدات من مناطق الصراع المسلح، وتعيد بذلك شبح عودة المقاتلين إلى أوروبا بعد سقوط داعش.
ويظل السبب الحقيقي وراء ما دفع مريم إلى الرحيل والانضمام إلى صفوف داعش لغزًا يَصْعُب التَّكَهُّن به، لكنه لا يُخفي حقيقة أنّ هناك عناصر رقميّة موالية لداعش، تعمل بكل طاقتها على استقطاب وجذب الشباب من صغار السن عَبْرَ الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

وحدة الرصد باللغة الإيطالية

 

طباعة