استكمل فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، فعاليات زيارته للبرتغال؛ لمشاركة الجمعية الإسلامية الاحتفال بالذكرى الخمسين على تأسيسها في البرتغال، واستقبل فضيلته وزير الخارجية البرتغالي "أوجستو سانتوس سيلفا"، حيث اجتمعا معًا لأكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية.
وفي هذا الإطار، سلطت عدد من الصحف البرتغالية الضوء على هذه الزيارة وذكر تفاصيل الاجتماع، فقد أوردت صحيفة "أوبسيربادور" البرتغالية تصريحات وزير الخارجية البرتغالي حول هذا الاجتماع، والذي أعرب عن سعادته بتلبية فضيلة الإمام الأكبر دعوة الزيارة، مؤكدًا أن الجمعية الإسلامية في البرتغال بعيدة تمامًا عن أي فكر متطرف، وتَنْعَمُ بقدر كبير من التعايش والانفتاح مع مختلف الديانات والثقافات، كما أشار إلى أن الدبلوماسية البرتغالية تسعى إلى إقامة تعاون جديد مع المؤسسات الإسلامية.
بدورها، أشارت صحيفة "دياريو دى نوتيثياس" البرتغالية إلى تشديد وزير الخارجية البرتغالي على حرص بلاده على توطيد العَلاقة وتوثيق التعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف، باعتبارها أكبر مرجعية إسلامية سُنّيّة على مستوى العالم، ولما لهذه المؤسسة من دور محوري للمسلمين على المستوى الفكري والديني والأخلاقي.
وأكد وزير الخارجية لفضيلة الإمام أن الجمعية الإسلامية في البرتغال ككل تُمثِّل نموذجًا للاندماج والتعايش السلمي، كما أبرزت الصحيفة تأكيد الوزير البرتغالي وسطية الجمعية الإسلامية وابتعادها عن التطرف، وأن هذه التجربة ملهمة للبرتغاليين في نبذ العنف وترسيخ السلام والعمل على مواصلة المسيرة على هذا النحو.
أما الموقع الرسمي للرئاسة البرتغالية على الإنترنت فقد أشار إلى تأكيد وزير الخارجية البرتغالية أن مؤسسة الأزهر تعمل على فتح قسم للغة البرتغالية بجامعة الأزهر، مشيدًا بهذه الخطوة، ومؤكدًا في الوقت نفسه أن هذا لن يخدم مسلمي البرتغال فقط ولكن كل متحدثي البرتغالية على مستوى العالم سواء من المسلمين أو من لهم اهتمام بالشأن الإسلامي.
وتابع الموقع نقلًا عن الوزير تأكيده وجود عَلاقات جيدة مع مصر، علاوةً على برتوكولات التعاون مع الجامعات المصرية مثل: جامعة القاهرة وأُسوان وغيرها، لافتًا إلى أهمية تعزيز التعاون مع جامعة بحجم وقيمة جامعة الأزهر.
من جانبه، أعرب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بالجمعية الإسلامية هناك والنموذج الذي تقدمه في الاندماج والعَيش المشترك، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يسعى إلى ترسيخ مفاهيم المواطنة والمساواة والتعايش السلمي بين أبناء المجتمع.
كما أشادت البوابة الدبلوماسية البرتغالية بدور شيخ الأزهر في العمل على تحديث آليّة التعليم في الأزهر، لتواصِلَ مؤسسةُ الأزهر مسيرتَها كمركز للدراسات الإسلامية المعتدلة، ناشرةً بذلك الإسلام الوسطى الذي يقبل ويُعَزِّز الحوار مع العالم بأسره، وأشارت أيضًا إلى أن شيخ الأزهر لم يَكْتَفِ فقط بترسيخ مبدأ التسامح والحوار مع المذاهب والتيارات المختلفة داخل الإسلام، بل سعى أيضًا إلى تعزيز الحوار والتفاهم مع أبناء الديانات والمعتقدات المختلفة.