في ظل متابعة وحدة الرصد باللغة الإسبانية لأحوال المسلمين في إسبانيا، وفي مبادرة هي الأولى من نوعها، دعا حزب العمال الاشتراكي الإسباني إلى ضرورة تخصيص مكان بمقبرة "سيدي مبارك" الإسلامية في "سبتة" لتغسيل موتى المسلمين باعتبارها واحدة من شعائرهم الدينية قبل الدفن. كما رأى الحزب أن الجمعية الإسلامية بالمدينة في حاجة إلى هذا المبنى نظرًا لصعوبة هذا الأمر بالنسبة للعديد من العائلات المسلمة التي لا تمتلك مساحة مناسبة أو مكان يمكّنها من تنفيذ هذه الشعائر في ظروف ملائمة.
بدوره، أكد أمين منظمة الحركات الاجتماعية والتنوع "جمال الدين محمد"، أنه من حق أية ديانة أن تمارس حقوقها في تطوير وتحسين الخدمات الخاصة بجمعيتها الدينية. وبما أن "سبتة" مدينة تحوي العديد من الجنسيات والثقافات والديانات المختلفة فالتطوير وتذليل العقبات مطلوب من أجل تحقيق التعايش والتعامل مع هذه الوضعية المهمة بشكل جيد. وأكد كذلك أن هناك العديد من الحالات التي يصعب فيها على المسلمين تنفيذ عملية الغسل؛ نظراً لعدم توفر المكان الملائم لذلك، وفي الوقت ذاته عدم قدرتهم على تخصيص مكان لهذا الغرض.
ومن خلال تواصل أعضاء حزب العمال الاشتراكي مع المواطنين المسلمين في "سبتة" أكدوا لهم أهمية هذه الشعيرة ومدى احتياجهم إلى تنفيذ هذا المطلب، مشيرين إلى أن كرامة الإنسان لا تقتصر عليه حال حياته فقط بل وعند مماته. كما أن هذا المبنى موجود بالفعل في مقابر إسلامية في مدن إسبانية أخرى مثل سرقسطة وبلنسية.
وقد أكد كل من الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي في "سبتة" وأمين منظمة الحركات الاجتماعية والتنوع بالمدينة ذاتها أنهما لن يبخلا بالجهد والعمل من أجل الحصول على مطلب تشييد هذا المبنى للمسلمين وسوف يقدمون الاقتراح إلى برلمان مدينة سبتة المتمتعة بالحكم الذاتي. ويأمل مرصد الأزهر أن يتم الموافقة على هذا المطلب، حتى يتسنى للمسلمين ممارسة شعائرهم الدينية الخاصة بالدفن، وكذلك تخصيص المزيد من المساحات تناسب مع احتياجاتهم.