تحليلُ لإصدارٍ مرئيٍّ بثَّتْهُ "مؤسسةُ السَّحابِ" المنصةُ الإعلاميةُ لتنظيمِ القاعدةِ

  • | السبت, 24 مارس, 2018
تحليلُ لإصدارٍ مرئيٍّ بثَّتْهُ "مؤسسةُ السَّحابِ" المنصةُ الإعلاميةُ لتنظيمِ القاعدةِ

     "شرق إفريقيا ثغر الإسلام الجنوبي"، إصدار مرئي جديد رصدته وحدة اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، يتحدث فيه زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري عبر تسجيل صوتي عن دول شرق إفريقيا، ويشن فيه هجومًا حادًا على المسيحية - خاصة الكنيسة الأرثوذكسية القبطية - إضافةً إلى الجماعات الصوفية، ويعمل على التحريض ضدهما بصورةٍ واضحة.
يُعَدُّ الإصدار الذي بثَّته "مؤسسةُ السحاب للإنتاج الإعلامي" - المنصة الإعلامية لتنظيم القاعدة – والذي بلغ مدته 28 دقيقة، هو الجزء الأول من الحلقة العاشرة من حلقات سلسلة "الربيع الإسلامي"؛ هذه الحلقات شرع فيها "الظواهري" تبشيرًا أسماه "الخلافة على منهاج النبوة"، وتنفيرًا من الجور والفساد والإفساد، ليبشر المسلمين - كما يدعي - أنَّ الربيعَ الحقيقي هو ربيع الإسلام المنتصر القادم لا محالة، وليس الربيع العربي، لكنه في الوقت ذاته هاجم "الخلافة المزعومة"، التي ادعاها "إبراهيم البدري" ومن معه في إشارة إلى زعيمِ "داعش" أبي بكر البغدادي وعناصرِ تنظيمه الإرهابي. هذا وقد سبق ذلك الإصدار تسعة إصدارات، تحدث "الظواهري" في الحلقات الخمس الأولى منها عن الموقف الواجب تجاه الحملة الصليبية على العراق والشام، وعن الجريمة الباكستانية الأمريكية ضد وزيرستان، وفي الحلقة السادسة تحدث عن الخطر الصفوي، وفي السابعة عن الأحداث الخطيرة التي تجري في اليمن، وفي الثامنة عن المسلمين في شرق آسيا، وفي التاسعة تحدث عن المسلمين في تركستان الشرقية.
وفي أعقاب مهاجمته وتشكيكه في خصمه البغدادي، انتقل لمهاجمة المسيحيين في شرق إفريقيا ومصر، قائلًا : "وبعد أن اهتدى العرب لنور الإسلام رحل منهم تجار لشرق إفريقيا، فنشروا الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ولكن هذا الاهتداء لدين الله سبحانه أزعج الصليبية في شرق إفريقيا متمثلة في الحبشة، التي أدركت - كما أدركت النصرانية في الشمال- أنها لو تركت الناس يتصلون بالمسلمين لسادت دعوة المسلمين بينهم، فبدأت مملكة الحبشة النصرانية - إثيوبيا حاليًا - في اعتداءاتها على المسلمين، كما هي حتى اليوم، وكما هو حال كنيستها الأم في مصر، التي تتربص بالمسلمين الدوائر، وتساند كل طاغية طاغوت جبار يعتدي على المسلمين".
واستمر "الظواهري" في سرد أحداث تاريخية تهدُفُ إلى تأجيجِ نيرانِ الفتنةِ بين المسلمين والمسيحيين، ثم انتقل إلى مهاجمة الفرق الصوفية التي تشكل أكبر مجموعات إسلامية في شرق وشمال إفريقيا، وحاول تصويرها كفرق خارجة عن الإسلام، ومجموعة من "المجاذيب، والحشاشين"، و"العملاء للغرب".
واختتم "الظواهري" كلمته موجهًا مناشدته لكل مسلم ومقاتل قائلًا : "تعالوا لنتفق ونتحد ونتعاون على إقامة خلافة النبوة وتحكيم الشريعة وتحرير ديار المسلمين، تعالوا ولا تتفرقوا عصبيات ووطنيات ومجموعات، ولا يهولنكم ضجيجُ أمريكا وعجيجُها، فهي لا تخلق ولا ترزق، ولا تحيي ولا تميت".
ومن جانبه يرى مرصدُ الأزهر أنَّ تنظيم القاعدة يعمل على إحياء نفسه مجددًا، مستهدفًا تنشيط تواجده في شرق إفريقيا بعدما عزَّزَ وجوده في غرب القارة، في الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون أنَّ التنظيمَ قد عفا عليه الزمن، وبات ذكرى سيئة في تاريخ الإنسانية. كما يؤكِّدُ المرصدُ على أنَّ رسالةَ "الظواهري" تُعَدُّ مؤشرًا خطيرًا بتبني القاعدة سياسة جديدة لإحياء بقائها على الساحة، وذلك من خلال إثارة الفتن الطائفية، واستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها في الشرق الإفريقي؛ حيث ينتشر المسيحيون وأتباع المذهب الصوفي الإسلامي على نطاق واسع، ويشكلون نسبًا متفاوتة من سكان بلدان تلك المنطقة، الأمر الذي يصفه مرصدُ الأزهر بأنه تشتيت للمجتمع وتقسيمه إلى فرق صغيرة متصارعة.

وحدة رصد اللغات الإفريقية

طباعة