ذكرت الدكتورة باربرا رويث بِخارانو ""Bárbara Ruiz-Bejarano بجامعة أليكانتى في حديث لوكالة "إيفي" الإسبانية: أن إسبانيا لديها مشكلة مع ماضيها الإسلامي بسبب استمرار فكرة أن الإسلام هو العدو، وقالت: إن الإسبان محرومون من الترابط الثقافي مع العالم الإسلامي؛ ودافعت عن الحاجة الماسة لإعطاء التراث الإسلامي الإسباني القيمة الاقتصادية والثقافية التي يستحقها.
وسبق للباحثة أن حققت بحثًا في طرد المسلمين الإسبان بين عامي (1609-1614). وقد أوردت صحيفة "لا بانجوارديا La Vanguardia " التي أوردت الخبر أنه في عام 2015 أصدر مجلس النواب الإسباني قانونًا يسمح لأحفاد اليهود (السفارديم) الذين طُردوا من إسبانيا في عام 1942م بالحصول على الجنسية الإسبانية، وردًّا على ذلك طالب الكثير من المغاربة المسلمين، باعتذار رسمي من إسبانيا للأضرار التي لحقت بأسلافهم المسلمين.
وترى "بيخارانو" أن مسألة الجنسية بعيدة عن النقاش في الوقت الراهن، وذكرت أن "هناك اختلافات كبيرة بين طوائف السفارديم اليهودية والمسلمين"، وأن التنازل الذي أُعطي للسفارديم تمت صياغته داخل المفاوضات الثنائية بين إسبانيا وإسرائيل.
كما أعربت عن أَسَفها لعدم وجود بلد مسلم في العالم الإسلامي يمثل الموريسكيين بعد مغادرتهم إسبانيا، مضيفة في لقاء نظمته مؤسسة "ذكرى الأندلس في المغرب" أن الموريسكيين كانوا ضحايا لسوء المعاملة والنهب في أثناء طردهم، وهو ما فسر على أنه "نصر للمسيحية".
وأضافت الباحثة أن في إسبانيا لا يزال هناك الكثير مما يتوجب القيام به بشكل عام، وأشارت إلى أنه من الضروري "استعادة ما هو مفقود حول الإسلام في الكتب المدرسية"؛ حيث يدرس الطلاب في المدارس تاريخ إسبانيا المسلمة في صفحة مليئة بالهوامش أو صفحتين على الأكثر.
ويرحب مرصد الأزهر بكل الآراء الواعية والمنصفة والتي تدل على الفكر المعتدل الذي يتميز به الباحثون، لا سيما فيما يتعلق بالتاريخ الإسلامي والعربي في شبه الجزيرة الأيبيرية. كما يؤكد المرصد أن العمل على انسلاخ الأجيال عن ماضيها، وتصوير الحقبة العربية الإسلامية بأنها تمثل عداءً للشخصية الإسبانية فهو أمر ينافيه التاريخ والحضارة، فلا تزال ذكرى العرب والمسلمين وحضارتهم ماثلة أمام القاصي والداني، ولا تزال كتب التاريخ تؤكد أنه بينما كانت أوروبا ترزخ تحت نِير الظلام والعبودية، كانت إسبانيا ممثلة في بلاد الأندلس تشع النور لكل العالم في كل معالم الحياة، ولا يخفى على كثير منا أن ملوك أوروبا كانوا يرسلون أبناءهم؛ لتلقي العلوم في إسبانيا خلال تلك الحقبة التي يريد البعض الانسلاخ عنها.