استغاثةٌ من تحت الأنقاض: إنْ لم نُعِدْ بناء الموصل، ربما يعود تنظيم داعش مَرّةً أخرى!

  • | الثلاثاء, 27 مارس, 2018
استغاثةٌ من تحت الأنقاض: إنْ لم نُعِدْ بناء الموصل، ربما يعود تنظيم داعش مَرّةً أخرى!

    بعد انتظارٍ دام شهورًا عِدّة، منذ طرد تنظيم داعش خارج الموصل، قام المواطنون بحملة تطوعية من ‏أجل إعادة بناء المدن العراقية، و‏قال "محمد شعبان" أحد العاملين في مجال الإعمار داخل المدينة: إنه لو استمر المتطوعون في العمل ‏يوميًّا لمدة ستة شهور لن يتمكنوا من أداء الهدف المنشود لإعمار المدينة، مضيفًا: أنهم ‏كانوا يعملون في البحث عن الجثث المدفونة تحت الأنقاض بعد خروج داعش من المدينة، وكان عدد ‏الجثث التي يعثر عليها يوميًّا يصل إلى ثلاثين جثة، ولا يزال هناك العديد من الجثث تحت الأنقاض، ‏والتي من الصعب العثور عليها بالأدوات البُدائيّة التي نعمل بها.
يُذكر أن هناك بعض المنظمات ‏المدنية التي سبق وقدّرت عدد الجثث المُحتمَل العثورُ عليها بأكثرَ من عشرة آلاف جثة، بينما قدّرتها ‏الأمم المتحدة بحوالَي ألفين وخمسمائة. ‏
وبعد الخروج الفوري لتنظيم داعش خارج مدينة الموصل، قام العديد من المتطوعين بحملة نظافة ‏وإعمار للمدينة، لكن الجهد الأكبر مبنيٌّ على الحكومة؛ بسبب التكلفة المادية الكبيرة التي تَوَقّعها ‏المستثمرون والمقاولون لإعمار المدن المدمرة بالعراق.
وقد وصلت التكلفة المادية المُقَدَّرة من البعض ‏حوالَي 88 مليار دولار، سبق وأن جمعت الحكومة العراقية حوالَي 30 مليار دولار منها، في مؤتمرٍ دولي ‏عقدته من أجل جمع تبرعات لإعمار العراق، وتوقّعت الحكومة أن تتجاوز التبرعات الحَدّ ‏المنشود، لكن النتيجة كانت مُخَيِّبةً للآمال؛ فلم يبلغ القدر المُتَبَرَّع به ثلثَ المنشود، وأتت غالبية ‏التبرعات في صورة استثمارات، وليست موارد مالية تُدفع إلى الحكومة مباشرة.
وفي الوقت الذي ‏صرفت فيه الحكومة الأمريكية حوالَي 14 مليار دولار لحرب داعش فإنها وعدت باستثمار حوالَي 3 ‏مليار دولار كتَبَرُّعٍ للحملة!‏، بالإضافة إلى التكلفة المادية المُلقاةِ على عاتقِ الحكومة، فإن هناك العديدَ من الأزمات التي تواجه ‏القائمين على عملية الإعمار، إلى جانب العديد من الأزمات الأخرى التي توليها الحكومةُ اهتمامًا بعد الحرب الطويلة مع ‏تنظيم داعش، والتي أرهقتها ماديًّا ومعنويًّا، وكل هذه الأمور تُقلِقُ المواطنَ العراقي وتُفْقِده الأملَ في ‏الغد، فالدمار الذي تعيشُه المدن العراقية قد يكون نذيرَ شؤمٍ بعودة بعض الأفراد المنتسبين إلى ‏التنظيمات الإرهابية، واتخاذ هذه الأماكن المهجورة وكرًا لها ودرعًا تحتمي به ومُنْطَلَقًا لهجماتها ‏الإرهابية. ‏
ويطرح "مرصد الأزهر" هذه التساؤلات التى يراها مشروعة: لصالح مَن تمّ تدمير الكثير من المدن في العراق وسوريا؟ ولصالح مَن يتمّ استهداف دول أخرى بالمنطقة لنشر الخراب والدمار والرعب؟ ومَن الذي يقف خلف داعش وجميع الطوائف الإرهابية التي تنشر الفزع والخراب والدمار بالمنطقة؟ ومن يُمِدّها بالسلاح والعَتاد في مناطقَ فقيرةٍ لا يكاد يجد الناس فيها قوت يومهم؟ ولماذا تمّ إزهاق كل هذه الأرواح؟ ولماذا تمّ هدم كل هذه المساجد والبيوت والبُنى التحتية؟ لماذا تمّ سلب تراث هذه المدن ونهبه وتخريبه؟ لماذا تمّ تهجير عشرات الآلاف من المواطنين والنساء والأطفال والعجائز ليصبحوا بلا وطن ويتركوا ديارَهم وممتلكاتِهم؟!

طباعة
كلمات دالة: