تابع مرصد الأزهر ما أورده موقع "Clarion Project" بشأن استقطاب الجماعات الإرهابية المتطرفة للأطفال، حيث كشفت بعض وثائق المحكمة السرية التي حصلت عليها صحيفة "The Sunday Times" في بريطانيا صورة مرعبة عن الأطفال الأكثر عرضة للتطرف والأطفال المتأثرين بمناطق الصراع، وتضم تلك الوثائق ما لا يقل عن عشرين طفلًا مسلمًا في بريطانيا بالإضافة إلى العائدين من مناطق الصراع في سوريا والعراق ومَن أخذتهم السلطات من آبائهم في مرحلةٍ ما، وقد تضمنت على سبيل المثال:
- عمليات غسيل المخ الذي تعرض له طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، إذ صاح في بعض السيدات غير المرتديات للنقاب قائلًا: "استحين".
- فيلم تسجيلي لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات تردد مع والديها بعض أناشيد أسامة بن لادن.
- تصوير طفل يبلغ من العمر عامين اصطحبته والدته معها للحياة في العاصمة المزعومة لتنظيم داعش (الرَّقَّة) وهو يحمل في يده بندقية هجومية طراز 47-AK ومرتديًا زيّ الإرهابيين
- إلغاء رحلة طيران متوجهة إلى سوريا لفتاة تشبعت بمشاهدة مقاطع الفيديو الدعائية لتنظيم داعش، إذ توضح السلطات أنها أصبحت متعطشة لارتكاب أعمال وحشية دموية.
وليس هذا فحسب، فهناك حالات أخرى مثيرة للقلق بنفس القدر كالوالدين الذين يُسمح لهم بالاحتفاظ بأطفالهم على الرغم من الاشتباه في تطرفهم، بل وربما يصل الأمر إلى إرسال أطفالهم الأكبر سنًّا إلى سوريا والعراق للقتال مع داعش.
ويؤكد مرصد الأزهر ضرورة إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين وقعوا ضحية لهذا التنظيم الإرهابى اللإنسانى، كما يؤكد المرصد أن ما تتبناه داعش من أساليبَ في التعامل مع النشء بعيدٌ كل البعد عن تعاليم الإسلام الحنيف ومنهجه في التعامل مع الأطفال وتربيتهم، ويوضح المرصد أن تعاليم الإسلام تدعو إلى بناء الحضارة والعمران، وتزكية الفرد ليصبح قوة دافعة للمجتمع ككل، ولَبِنَةَ بناءٍ في الحضارة الإنسانية جمعاء، وتنظيم داعش يقف على النقيض من هذا النهج تمامًا؛ حيث يدمر هذه البراعم اليانعة، ويحيلها إلى مسوخ بشرية، جلّ همها ومبلغ علمها تدمير الجمال من حولها، وهدم الحضارة العتيقة، وارتكاب أعمال العنف والقتل ضد الأبرياء والعُزَّل.