تابع مرصد الأزهر الحادث الإرهابي الذي أسفر عن مقتل أربعة مسيحيين وإصابة طفلةٍ في إقليم "بلوشستان" الباكستاني، والذي تبناه تنظيم داعش في بيانٍ له نشرته "وكالة أعماق"، حيث أعلن فيه أنه قد "تمكنت مفرزة أمنية من استهداف عدد من النصارى المحاربين أثناء مرورهم على طريق شارمان في مدينة كوته غرب باكستان حيث أطلقوا عليهم النار باستخدام مسدس؛ مما أسفر عن مقتل أربعة منهم".
كانت قوات الشرطة قد أفادت أن ثلاثة أشخاص من الضحايا من أسرة واحدة بينهم امرأة قد قُتلوا حين تعرضت العربة التي يستقلونها للهجوم بالرصاص، كما أن سائق العربة وهو مسيحي قُتل أيضًا في الهجوم، عندما كانوا في طريقهم لزيارة أقاربهم بمنطقة شارع "شاه زمان"، حيث يعيش عدد كبير من مسيحيي مدينة "كويتا" هناك.
يُذكر أن المسيحيين يشكّلون نسبة أقل من 2% من سكان باكستان، البالغ عددهم 200 مليون نسمة.
وفي إطار متابعته لوتيرة الهجمات التي تستهدف المسيحيين، لاحظ مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب، ارتفاع عددها في الآونة الأخيرة منذ ظهور تنظيم داعش في باكستان، ففي عام 2013م قُتل 82 شخصًا عندما استهدف انتحاريون كنيسة في مدينة "بيشاور"، وفي ديسمبر 2017م هاجم انتحاريان تابعان لتنظيم داعش يوم عيد الميلاد كنيسة "ميثودية" في "كويتا"، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجَرْح أكثر من 20 آخرين.
بينما سجل عام 2016م، هجومًا مزدوجًا على كنيستين إحداهما كاثوليكية والأخرى بروتستانتية، وتفصل بين الكنيستين مسافة قصيرة، مما أسفر وقتها عن مقتل عشرة أشخاص وجَرْح خمسة وخمسين آخرين، وكانت جماعة منشقة عن حركة طالبان باكستان تعرف باسم "جماعة الأحرار" قد أعلنت مسئوليتها عن الهجومين.
ويستنكرُ مرصد الأزهر هذا الحادث الإجرامي الأخير الذي استهدف هذه العائلة، ويشدّدُ على أن مثل هذه العمليات الإرهابية تتنافى مع صحيح الدين، وتتنافى مع الفطرة الإنسانية السوية، مُطالِبًا المجتمع الدولي بالتعاون وتكثيف الجهود من أجل اتخاذ خطوات جادّة لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية، والضرب بقوة على يَدِ مَن يدعمونها أو يموّلونها.