لا شك أن الحكومات ينبغي أن تضطلع بدور كبير في مكافحة الإرهاب ودحض أفكاره الضالة، لا سيّما بتوعية النشء الجديد من الأطفال والشباب عن طريق ما يتم تدريسه لهم في المدارس والجامعات، وهذا ما فعلته وزارة التربية والتعليم في إسبانيا، فقد اتخذ مشروع "الذاكرة ومناهضة الإرهاب" بالفعل خطواته الأولى لدى إدارات التعليم المختلفة في مدن: "لا ريوخا" و"قشتالة" و"ليون"؛ من خلال تخصيص وحدة تعليمية كاملة في مادة الجغرافيا والتاريخ عن الإرهاب، والتي تم إعدادها بالتعاون بين وزارات: الداخلية، والتعليم، والثقافة، والرياضة، إضافةً إلى: مؤسسة ضحايا الارهاب.
ومن المقرر تنفيذ هذا المشروع التربوي في جميع أنحاء إسبانيا خلال العام الدراسي المقبل بالمرحلة الثانوية، وقد أكد وزير الداخلية الإسباني Juan Ignacio Zoido "خوان إجانثيو ثويدو"، مواصلة الصمود في وجه الإرهاب والقضاء على بؤر التطرف بمختلف أشكاله.
وأضاف: أن الغرض من هذه الوحدة التعليمية هو تجنب تَكرار الخراب الذي يسببه الإرهاب، وكذلك تحقيق أكبر قدر من تعاطف الطلاب -ممن هم في سن الخامسةَ عشرَ- مع ضحايا الإرهاب وأسرهم.
وشدّد الوزير الإسباني على أن ضحايا الإرهاب لهم كامل الاحترام، إضافةً إلى الحفاظ على حقوقهم، مضيفًا: أن هذه المحتويات التعليمية ستسهم في تعريف الأجيال القادمة بمخاطر الإرهاب، علاوةً على التعريف بالضحايا وأن تكون صورتهم حاضرة في أذهان النشء.
هذا، وتبدأ الوحدة التعليمية بشرح مفهوم الإرهاب وعواقبه وتطوره في إسبانيا على مدى ثلاث فترات هي: فترة ديكتاتورية "فرانكو"، والفترة الانتقالية، وفترة الديمقراطية.
ويُثَمِّن "مرصد الأزهر" هذا المشروع التوعوي، ويحض على الاستزادة من هذه الإجراءات التي تسهم في تجنيب الشباب خطر الانجراف وراء الأفكار المتطرفة، كما يطالب "المرصد" المعنيين في إسبانيا ضرورة الاستجابة السريعة لتعميم تدريس مادة للتربية الدينية الإسلامية في جميع أنحاء إسبانيا؛ للتعريف بحقيقة الإسلام ولبيان رفضه للإرهاب بكل صوره، وحثّه على ترسيخ التعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع.