يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف باهتمام بالغ موقف السيدة/ أماندا شبيلمان- رئيس هيئة المعايير التعليمية البريطانية (أوفستيد) من الحجاب، حيث أعلنت شبيلمان في نوفمبر من العام الماضي أن المفتشين التابعين للهيئة التي تترأسها سوف يتحدثون مع الفتيات المسلمات اللائي يرتدين الحجاب في المدارس الابتدائية؛ للتأكد من ماهية الدوافع وراء ارتدائهن له، كما سبق وأن آزرت القرار الذي اتخده مدير مدرسة لندن الابتدائية بمنع الفتيات دون الثامنة من ارتداء الحجاب، وهو القرار الذي تم إلغاؤه لاحقًا على إثر الشكاوى التي تقدم بها المجتمع المحلي.
من جانبهم، اتهم المدرسون "شبيلمان" بأنها تعمل على تأجيج "الإسلاموفوبيا" ضد الفتيات اللائي يرتدين الحجاب، إذ أدان اتحاد المدرسين البريطانيين هذه الخطوة ووصفوها بالخطوة الانتكاسية التي اتخذت في وقت نعلم فيه أبناءنا أنه يتوجب عليهم أن يتركوا هوياتهم الدينية واللغوية والثقافية على الباب، كما جاءت التصريحات الصادرة من الاتحاد لتؤكد أيضًا على أن هذا القرار يتجاوز صلاحيات الهيئة التي تترأسها "شبيلمان".
وفي سياق متصل، حذر الاتحاد من أن قرارت وبيانات السيدة "شبيلمان" في هذا الصدد من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الهجمات البدنية على النساء والفتيات المسلمات، واصمًا إياها بالعنصرية المعراة التي تتخذ من التحررية غطاءً لها؛ وتعليقا على هذا، قال "بيتر سيمث"- أحد المدرسين الأعضاء في الاتحاد- "إنها العنصرية المعراة تتخذ من التحررية غطاء لها. دعونا جميعا نقول لأوفستيد أننا لسنا مستعدين لمساندة عنصريتهم هذه". أما لطيفة أبوشكارة- والتي يبدو من اسمها وكلامها أنها مسلمة- فتقول: "الخزي والعار على أوفستيد، حيث ستجعل الفتيات الصغيرات ضحايا ... إن هذه الموقف له أبعاد أخرى، إذ من شأنه أن يبث للرأي العام البريطاني ورابطة الدفاع الإنجليزية والحزب الوطني البريطاني رسالة مفادها أن المرأة مضطهدة تحت راية الإسلام. لقد أصبحنا أهدافاً سهلةً، وإن هذا القرار من قبل أوفستيد له أبعاد أخرى تتخطى بوابة المدرسة ويجب أن ينظر إليه باعتبار أنه سيزيد من معدل الهجمات التي ترتكب في حق المسلمين."
ويستنكر مرصد الأزهر مثل هذه القرارات التي من شأنها أن تذكي نار الكراهية ضد المسلمين في بلد هو الأعلى بين بلدان العالم جميعًا في ارتفاع معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين، ويؤكد المرصد على أن تصريحات السيدة / أماندا شبيلمان- رئيس هيئة المعايير التعليمية البريطانية (أوفستيد) ضد الحجاب تصريحات تتسم بالعنصرية، وتشجع على ارتكاب المزيد من جرائم الكراهية خاصة بحق النساء المسلمات، وأن مثل هذه الإجراءات التي تتسم بالتمييز ضد المسلمين لا يمكن تبنيها تجاه أتباع ديانات أوثقافات أو طوائف آخرى تتمسك بارتداء ملابس أو أزياء تتعلق بدياناتهم وثقافاتهم، وفي هذا الصدد يؤكد المرصد أيضًا إلى أن اتخاذ مثل هذه القرارت يخالف المادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على أنه "لا يجوز تعريضُ أحد لتدخُّل تعسُّفي في حياته الخاصة، أو في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته، أو لحملات تمسُّ شرفه وسمعته. ولكلِّ شخص حقٌّ في أن يحميه القانونُ من مثل ذلك التدخُّل أو تلك الحملات"، وعليه، يطالب المرصد كافة السلطات المعنية بهذا الشأن بعدم اتخاذ قررات من شأنها أن تجعل المسلمين فريسة سهلة بين أيدي المتطرفين.