يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الأخبار الواردة والمتضاربة بشأن الغارة الجوية التي شُنت ظهر الاثنين 2 أبريل على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة "دشت آرتشي" بولاية قندوز شمالي أفغانستان، أثناء تخريج عدد من حفظة القرآن الكريم.
وقد راح ضحية هذه الغارة العديد من المدنيين بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و 17 عامًا وفقًا لبعض المصادر.
وفي حين أشارت وكالة أنباء (آوا) الأفغانية إلى أن هذه الهجمة استهدفت مسجدًا وأسفرت عن مقتل 100 شخص وإصابة 200 آخرين، صرح "محمد رادمانش" نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية اليوم الأربعاء 4 أبريل في مؤتمر صحفي أن الهجوم تم بعد التحديد الدقيق لموقع طالبان في منطقة "دشت آرتشي"، وأن المكان المستهدف هو مركز تدريب تابع لطالبان، وأن الهجوم أسفر عن مقتل 18 من قادة الحركة وإصابة 12 آخرين منهم، وذلك وفقًا لما ورد بوكالة أنباء (إيرنا) الإيرانية.
وقال أيضًا إنه تم إرسال وفدين إلى المنطقة لتقصي الحقائق، مؤكدًا إعلان النتائج التي سيتم التوصل إليها في أقرب وقت ممكن.
وتابعت وحدة رصد اللغة الفارسية هذه العملية ورصدت تقريرًا لوكالة أنباء "شيعه نيوز"، حيث أعلن مسؤولون محليون في ولاية "قندوز" أن غارة جوية مشتركة للقوات الأمريكية والأفغانية استهدفت مدرسة دينية في مدينة "دشت آرتشي"، ما أسفر عن مقتل 55 شخصًا على الأقل، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وقالت بعض المصادر المحلية في أفغانستان لوكالة أنباء "طلوع نيوز" الأفغانية إن هذا الهجوم قد أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 200 شخص.
من جانبه أوضح "حميد الله حميدي"، قيادي في شرطة "قندوز" أن هناك أطفال ونساء بين الضحايا. من ناحية أخرى، أعلنت حركة "طالبان" في بيان لها أن غارة جوية للقوات الأفغانية استهدفت مدرسة "دار العلوم الهاشمية" في قندوز، ما أسفر عن مقتل وإصابة 150 شخصًا غالبيتهم من الأطفال.
في السياق ذاته، صرّح مسؤولون أمنيون في أفغانستان بأن الهجوم أسفر عن مقتل عددٍ من قادة حركة "طالبان"، إلا أن الحركة نفت هذا الأمر.
ويرى مرصد الأزهر أن هذا التضارب في التصريحات قد سبب لغطًا وسجالًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في العالم الإسلامي، وأثار قلقًا بالغًا حول ما إذا كان بالفعل قد تم قصف مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم أم لا، لذا يطالب المرصد الحكومة الأفغانية بسرعة إصدار بيان شامل عن هذا الموضوع، وتوضيح ملابساته للرأي العام.