في سبيل دعم التعايش والقضاء على ظواهر كالعنصرية أو كره الأجانب أو الإسلاموفوبيا والإرهاب بذريعة الدين، أنشأت حكومة إقليم الباسك شمال إسبانيا بالتعاون مع عدد من الجمعيات الإسلامية في اللجنة الاستشارية "آدوس"، من أجل العمل على مكافحة الظواهر التي تؤدي إلى إحداث انقسامات مجتمعية، وتقلل من فرص الاندماج وترسيخ التعايش بين أبناء الإقليم.
أوضح رئيس الإقليم أن إنشاء هذه اللجنة يعتبر الخطوة الأولى بعد الموافقة على برنامج عمل حكومة الباسك لتشجيع التعايش مع الجمعيات الإسلامية، ولا سيما أن المسلمين يشكلون جزءًا من النسيج المجتمعي في إقليم الباسك. وأضاف أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق التعايش وترسيخ السلام، حيث إن المسلمين يشكلون جزءًا حقيقيًا ومهمًا من الواقع الاجتماعي للإقليم.
خلال اجتماعها الأول، تبنّت اللجنة الاستشارية العديد من اتفاقيات التعاون مع الجمعيات الإسلامية هناك، أبرزها عمل تقريرين عن الواقع الحالي ووجهات نظر التعايش بين الجمعيات الإسلامية والمجتمع الباسكي، وكذلك عن مخاوف ومطالب المواطنين المسلمين بالإقليم. وقد أكد رئيس الإقليم على احترام التعددية والتنوع، وأن مثل هذه الأعمال تعزز من التعايش بين الحاضر والمستقبل المأمول.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة ستضم مجموعة عمل داخلية، وتتمثل مهمتها في تحليل المقترحات والتدابير الرامية إلى تعزيز الاندماج والتعايش في واقع إقليم الباسك. كما أن اللجنة ستكون مسؤولة عن الدعايا والترويج لحقيقة الإسلام البعيد كل البعد عما يردده المتطرفون الذين يتخذون من الدين مبررًا لأفعالهم. ولعل مثل هذه الخطوات الجادة في إنشاء كيانات رسمية تابعة للحكومات ستحد من انتشار ظواهر الإرهاب والعنصرية والإسلاموفوبيا، والتي يتغذى كل منها على الآخر، ولا تجني البشرية من ورائها سوى الخراب والدمار.