شنّت السلطات الألمانية صباح يوم الثلاثاء الموافق 17/4/2018 حملات أمنية مكثفة، شملت ثلاث ولايات تقع بشمال ألمانيا وهي: بريمين، وساكسونيا السفلى، وشليسفيج هولشتاين، مُستهدِفةً اليمينَ المتطرف؛ بتهمة تأسيس حركة يمينية إرهابية تُدْعى: ( نورد أدلر – نسور الشمال) وتهدف إلى إعادة إحياء النازية بألمانيا.
وبحسب ما أعلنته النيابة العامة الألمانية؛ فقد تمّت مداهمة منازل أربعة من المشتبَه بهم، ومن الجدير بالذكر؛ أن تأسيس هذه الجماعة يرجع إلى بداية العام السابق.
كما أوردت صحفٌ ألمانية اليوم الأربعاء 18/4/2018، تقارير إخبارية تفيد بأن النيابة العامة تشتبه بوجود تَواصُل بين أحد هؤلاء اليمينيين مع أحد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، فأحد هؤلاء المتهمين ويُدْعى (س) يبلغ من العمر 22 عامًا، كان قد عوقب مسبقًا بالعمل 100 ساعة بدون مقابل لخدمة المجتمع؛ وذلك لتعاونه مع "ساشال" المتعاطف مع تنظيم داعش الإرهابي، والذي كان قد اعتنق الإسلام حديثًا بعدما كان أحد أعضاء النازيين الجدد بولاية ساكسونيا السفلى، حيث ساعده المتهم (س) من حركة (نسور الشمال) في إعداد عملية تفجير تجريبية وتصوير وإعداد فيديو يُظهِر هذه العملية، وقد ذكرت السلطات أنهم استخدموا في هذه التجربة مادة بيروكسيد الأسيتون شديدة التفجير، وقد أراد (ساشا) استخدام هذه المتفجرات ضد جنود ورجال شرطة،
وقد تمّ الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثلاثة شهور، حيث قام المتهم (س) من حركة نسور الشمال الإرهابية بنشر فيديو العملية التفجيرية على موقع "يوتيوب"، على الرغم من أنه لا ينتمي إلى المتطرفين الداعشيين، ولذلك فقد ظلّ تحت مراقبة الشرطة منذ ذلك الوقت.
كما ذكرت السلطات أن المشتبَه بهم الأربعة الذين تم القبض عليهم كانوا يتواصلون عبر موقع الفيسبوك وموقع التواصل VK الروسي.
يُذكر أن هذه هي الحملة الثانية ضد أعضاء في اليمين المتطرف خلال شهر أبريل ، حيث شنّت السلطات حملة قبل عدة أيام ببرلين وبراندنبورج وتورنجن، استهدفت ثمانية أعضاء من اليمين المتطرف؛ بتهمة محاولة تغيير نظام الحكم عن طريق القوة المسلحة وتأسيس مملكة الرايخ.
وقد يبدو الأمر غريبًا، فليس من الطبيعي أن يتواصل يمينيون مع داعشيين، حتى إن الصحف عنونت الموضوع "بالقصة الغريبة" أو "بالقصة العجيبة"، فالأمر مثير للدهشة؛ فالمذكور "ساشا ل" كان أحد أعضاء النازيين الجدد، وهي جماعة متطرفة، ثم تحوّل إلى الإسلام من خلال تنظيم داعش المتطرف أيضًا، ثم هذه العَلاقة بينه وبين عضو حركة (نسور الشمال) على الرغم من أن ذاك ينتمي إلى اليمين المتطرف وهذا ينتمي إلى التطرف الداعشي، ولكن هذا يؤكد أن الأفكار المتطرفة تتشابه عند كافّة التيارات، وجميعها يدعو للعنف، فلا فَرْقَ بين متطرف يميني أو متطرف داعشي، وهذا ما أكدته التقارير الصادرة عن مرصد الأزهر مرّاتٍ كثيرة.