يظل التحدي المستمر الذي يواجه المسلمين المقيمين في البلدان الغربية هو: كيف يمكن نقل الصورة الصحيحة للإسلام والمسلمين للمجتمعات التي يعيشون فيها في ظل الصورة النمطية السلبية السائدة، وفي ظل التغطية الإعلامية الواسعة لما تقوم به الجماعات المتطرفة من أعمال وحشية وبربرية تنسُبها زورًا وبهتانًا للإسلام؟ ومن ثَمّ تبرز أهمية الأنشطة التوعوية والتي تهدف إلى نشر الوعي والتعريف بسماحة الإسلام وتعاليمه التي تقوم على الرحمة، وتساعد على تقديم القيَم الحقيقية للإسلام، والتي تأتي في مقدمتها: قيَم السلام والتعايش السلمي.
تابعت وحدة رصد اللغة الإنجليزية ما نشرته صحيفة (The Observer)؛ عن إطلاق جمعية الطلاب المسلمين في جامعة نوتردام، برنامجَ "أسبوع التوعية بالإسلام"، يوم السبت، وهو البرنامج الذي يتضمّن العديد من الفعاليات التي تستمر حتى يوم الجمعة المقبل؛ بهدف تعريف مجتمع نوتردام بالدين الإسلامي.
و صرّحت ضحى مرشد، نائب مدير جمعية الطلاب المسلمين، قائلةً: "بشكلٍ عامّ، الهدف من هذا الأسبوع هو رفع مستوى الوعي بالإسلام والإجابة على الأسئلة الخاصة به"، وأضافت: "إننا ندعو الطلاب إلى طرح أسئلتهم علينا حيث إنهم يشعرون أحيانًا بالخجل من القيام بذلك يوميًّا، ومن ثَمّ تُعَدّ هذه فرصة سانحة للجميع".
وتجدر الإشارة إلى أن يوم الإثنين الماضى، الموافق 17 أبريل، أُقيمت فعالية "يوم الحجاب"، التي وُزِّعت خلالها مجموعة من أغطية الرأس مجانًا، في مركز طلاب لافورتيون، وقالت نائب مدير جمعية الطلاب المسلمين: إن "الكثير من الأشخاص لديهم العديد من الأسئلة والاستفسارات بشأن الحجاب، وأعتقد أن أفضل شيء يجب فعله هو محاولة إتاحة الفرصة لهم لكي يجرّبوه، ويَرَوْا المزيد عنه حولهم لمدة يوم على الأقل".
وأشارت أيضًا إلى أن هذه الفعالية قد نُظّمت العامَ الماضيَ، وانتهت في الظهيرة، حيث أكدت أنها في تمام الساعة الواحدة ظهرًا لم تجد حجابًا لصديقاتها، وأضافت: " كان هذا مؤشرًا على تفاعل العديد من الطلاب مع هذه الفعالية بدرجةٍ لم تكن في الحسبان، وقد شهد العام الماضي خوضي لمثل هذه التجربة لأول مرة، وعندها أيقنت أن مجتمع نوتردام مفتوح لتجربة أيّ شيء، وهو أمرٌ محمود حقًّا".
وأوضحت "ضحى": "يتمثل الهدف من أسبوع التوعية، في استمرار النقاشات خلال الأسبوع بشأن التوعية بالإسلام والحَلْقة القرآنية، وقالت أيضًا: إن الحَلْقة ستتيح للطلاب معرفة المزيد بشأن القرآن الكريم".
ويرحّب مرصد الأزهر بمثل هذه المبادرات التي يرى أنها تُشَجِّع على اندماج المسلمين في مجتمعاتهم، وتعريف غير المسلمين بصحيح الدين الإسلامي، كما أنها قد تَحُدّ من ظاهرة "الإسلاموفوبيا"؛ حيث تترسّخ لدى مَن يحضرون هذه الفعاليات من غير المسلمين صورةٌ صحيحة عن الإسلام والمسلمين، تمنعهم من ارتكاب جرائم كراهية ضد المسلمين، وتدفعهم إلى الوقوف في وجه من يريد القيام بذلك، كما يدعو "المرصد" جميع المسلمين المقيمين في المجتمعات الغربية إلى تنظيم المزيد من هذه الفعاليات؛ لتقديم الصورة الحقيقية عن تعاليم هذا الدين.