أعلنت دار "قيديم" للمزادات؛ أنه تمّ يوم الخميس الموافق (26/4/2018)، عرْض خطاب للموسيقار الألماني "فاغنر"، يرجع تاريخه إلى عام 1869، في المزاد العلني في مدينة القدس، وقد بدأ المزاد بمبلغ أربعة آلاف يورو إلى أن وصل مبلغ البيع أربعةً وثلاثين ألف يورو، وقد تمّ تصنيف الخطاب على أن به محتوى مُعادِيًا للساميّة؛ كما أخبر المسئولون عن المزاد، وقد كتبه "فاغنر" إلى المؤلف والفيلسوف الفرنسي "إدوارد شوري"، وفي الخطاب يُحذِّر "فاغنر" من أعمال تدميرية يحتمل أن يقوم بها اليهود ضد الحضارة الإنسانية الحديثة.
وحتى يومنا هذا، يوجد تيّار قوي داخل إسرائيل يحاول منع نشر أعمال "ريتشارد فاغنر"؛ بحجة أن أعماله كانت تَلْقى ترحيبًا في عهد "هتلر"، حتى أنه في عام 2012 تمّ إلغاء حفل موسيقي تنظمه جمعية "فاغنر" الموسيقية في تل أبيب، بعد تظاهرة لمن يُسَمُّون أنفسهم بالناجين من المحرقة، ولم تجد الجمعية أيَّ مكان يقبل تنظيم هذا الحفل.
ويرى "مرصد الأزهر"؛ أن حرص الكِيان الإسرائيلي على عدم نشر أعمال "فاغنر" هو أمرٌ غريب، إذ إن الموسيقار "ريتشارد فاغنر" وُلد في مدينة "لايبتسج" بألمانيا عام 1813، وتوفّي عام 1883، ويُعتبر أحد العباقرة في الموسيقى، وإن كان معروفًا عنه معاداته لليهود، إلا أن مسألة معاداته لليهود هذه هي مسألةٌ غير أكيدة ولم تنتشر إلا مؤخرًا، فالوقائع تثبت أنه كان له كثير من الأصدقاء اليهود، مثل: الشاعر الألماني "هاينرش هاينه"، والمخرج الأوبرالي "جاكومو مايبير"، وعالم الرياضيات "آلفريد برينغسهايم"، ولكن من الواضح أنه كان ينتقد الكثير من التصرفات غير الأخلاقية لليهود الذين كانوا يعيشون في محيطه، كما أنه انتقد الموسيقى اليهودية، وعليه فقد صُنّف "فاغنر" على أنه مُعادٍ للسامية.
وفي الخطاب الذي تمّ عرضه للبيع بالمزاد العلني، يُحذِّر "فاغنر" من أعمال تدميرية قد يقوم بها اليهود ضد الحضارة الإنسانية، ويبدو أن رؤيته قد تحققت، لا نقول بشكلٍ عامّ؛ لأنه يوجد كثير من اليهود في العالم يعرفون الحق ولا يَرْضَوْنَ بالظلم، ولكن ما يفعله الصهاينة في أرض فلسطين يُبَيِّن صدق نبوءة الموسيقار الألماني؛ ولذا فهم يَخْشَوْنَ من نشر أعماله، ولهذا الموسيقار بعضُ الكتابات الأخرى عن اليهود بصفةٍ عامّة، وأخرى عن الموسيقى اليهودية بشكلٍ خاصّ، ومن الواضح أن هذه الكتابات والأعمال تحتاج إلى دراسات خاصّة، تشمل تحليلها ونقْدها والوقوف على صحة ما فيها، خاصّةً لأن الكِيان الإسرائيلي يحاول طَمْس هذه الأعمال.
كما يؤكد "المرصد" أنه يرفض التعميم في مهاجمة أتباع أيّ دين، فهذا أمرٌ غيرُ مقبول بكل تأكيد، فإنْ تَأَكَّدَ نَقْدُه لليهود بشكلٍ عامّ أو بسبب دينهم؛ فإن هذا يُعَدُّ نوعًا من العنصرية غير المقبولة.