الناشط السويدي "بنيامين لادرا".. وتجربته في دعم القضية الفلسطينية

  • | الأحد, 29 أبريل, 2018
الناشط السويدي "بنيامين لادرا".. وتجربته في دعم القضية الفلسطينية

     "بنيامين لادرار" ناشط سويدي، ما عرفه عن فلسطين جعله يتحرك للقيام بشيء من أجل إيقاف ما تقوم به اسرائيل من تجاوزات في حق الشعب الفلسطيني. زار الضفة الغربية في أبريل 2017 م، ورأى الاعتداءات الإسرائيلية رأي العين، وقرر أن يقوم بعمل يَلفِتُ الأنظارَ أكثر إلى القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت ظلم الاحتلال، منطلقًا من فكرةٍ عبر عنها بقوله: " لن يحدثَ تغيير دون عمل جاد وكثير، ولن تُحَل الأمور بالجلوس في المنزل أمام التلفاز والنظر إلى الهواتف الزكية. لا بد أن نخرج إلى الشوارع كي نُوصِل أصواتنا وكلماتنا، فبقدر كثرة المتحركين تكون سرعة التغيير".
خرج "لادرا" في الخامس عشر من أغسطس 2017 م، في رحلة من مدينة "يوتيبوري" السويدية مُتجِهَا إلى الأراضي الفلسطينية سيرًا على الأقدام، وذلك بعد أن استقال من وظيفته في الصليب الأحمر، وادخاره مبلغًا من المال ليكفي نفقات رحلته الطويلة التي سيسير فيها 4800 كم، يحمل معه علمًا فِلسطينيًّا، وخيمة للنوم.مر من ألمانيا، وجمهورية سلوفينيا، وكرواتيا، واليونان، ثم وصل إلى مدينة استانبول التركية في العشرين من مارس الماضي، أي بعد ثمانية أشهر من بداية رحلته، وكان خلال هذه الفترة يحكي عن القضية الفلسطينية للشعوب التي يمرُ من بلدانها كما يشارك أصدقائه أخبارَ رحلته على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي استانبول صرح "لادرا" للصحف التركية بتصريحات قال فيها: إنه بدأ هذه الرحلة الشاقة منذ ثمانية شهور بمبادرة شخصية منه، وإنه بدأها بهدف لفت الأنظارَ، وإثارة الانتباه إلى القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه أخذ بعين الاعتبار الطريق الطويل الذي سيقطعه سيرًا على أقدامه والبالغ طوله 4 آلاف و 800 كم، وكذلك مشقة الرحلة، ومشاكلها الأمنية مؤكدًا أن رحلته كلها من بدايتها حتى نهايتها ستستمرُ عامًا كاملًا، وأضاف "إن الجهود الفردية الخاصة بحل القضية الفلسطينية مهمة للغاية؛ من أجل ذلك يجب أن يقوم النشطاء بالعديد من الأعمال المهمة، لا وقت لدينا لانتظار قرارات السياسيين، وسواء نجحت رحلتي أم لا، فأنا قد حققتُ الغرضَ منها، ولفتُ نظرَ العالمِ إلى القضيةِ الفلسطينية، وأعربت عن اعتراضي على المماراسات الإسرائلية، وأنا أرى أن كل خطوة على طريق مساندة الفلسطينيين مهمة حتى وإن كانت صغيرة، فلكل انسان في هذا العالم حقه في حياة حرة يتجول فيها كما يشاء. وكما أن لكل شخص في هذا العالم الحق في أن يعيش في سلام وآمان فإن الشعب الفلسطيني له الحق في هذا أيضًا، هذه هى الرسالة التي يجب إيصالها".
وفي تقرير آخر نشرته وكالة الأناضول يوم الجمعة 27 أبريل لفت "لادرا" النظر إلى وجود ما يقرب من سبعة ملايين فلسطيني يعيشون خارج فلسطين، داعيًا جميع الفلسطينين إلى الوحدة أمام الاحتلال، ونبذ الخلافات السياسية؛ حتى يستطيع الجميع مساعدتهم ودعمهم، ومؤكدًا على أن الشعب الفلسطيني وحده هو القادر على تحرير بلاده.
وصرح "لادرا" أن رحلته ستكون خمسة آلاف كم، قطع منها ثلاثة آلاف، وأن مصر ستكون هى محطته المقبلة. وفي هذا السياق يقول: "سأذهب إلى مصر بالباخرة، ومن مصر إلى الأردن، لأن المرور من سوريا في هذا التوقيت خطر للغاية. كنت أود أن أسير الطريق كله، لكني على قناعة أن محاولة المرور من سوريا ستُعرضني لخطر كبير".
وإذ يقدرُ مرصد الأزهرِ تجربة "بنيامين لادرا" وما يقوم به من جهد لدعم الشعب الفلسطيني، يرى أن جميع ردود الأفعال الشعبية التي يقوم بها مواطنون ونشطاء لا تقلُّ في أهميتها عن جهود الحكومات والمنظمات، بل إن الحكومات والمنظمات تتحرك بناءً على تحرك الشعوب والأفراد؛ لذلك يوصي المرصد جميع الحقوقيين وأصحاب المهارات الخاصة والكُتاب والأدباء ومَن يجيدون اللغات الأجنبية ألا يستهينوا بالدور الذي يمكن أن يقوموا به في قضية القدس ونُصرة الشعب الفلسطيني، عن طريق أنشطتهم وكتاباتهم وفَنِّهم.

طباعة
كلمات دالة: