خبراء الأمن يحذرون من "الذئاب المنفردة" في كأس العالم بروسيا

  • | الخميس, 3 مايو, 2018
خبراء الأمن يحذرون من "الذئاب المنفردة" في كأس العالم بروسيا

     يرى خبراء الأمن أن ما يسمى بهجمات الذئاب المنفردة تشكل الخطر الإرهابي الأكبر خلال مسابقة كأس العالم التي تنعقد في روسيا هذا الصيف. حيث إن عناصر داعش الإرهابية -لا سيما الروس العائدين من مناطق الصراع- هم مكمن الخطر بالنسبة لموسكو، وذلك طبقًا لأحد التقارير الصادرة يوم الثلاثاء عن شركة IHS Markit (المتخصصة في خدمة المعلومات).
وقد ساهم في نمو هذا الخطر التدخل العسكري لروسيا في سوريا والحركات المسلحة الانفصالية في منطقة شمال القوقاز المتنازع عليها. وقد شجع تنظيم داعش الإرهابي أتباعه على شن هجمات تستهدف كأس العالم، ونشر التنظيم موادًا دعائية على قنواته الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما تطبيق التليجرام.
وفي هذا السياق نشر التنظيم عدة ملصقات مُركبة على تليجرام وتويتر، ظهر في واحدة منها مقاتل يحمل سلاحًا من طراز AK-47 ويصوبه نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومكتوب عليها: "بوتين: أيها الكافر، سوف تًدفع ثمن قتل المسلمين. الإرهاب العادل". وهذه الدعاية والصور معروفة لدى تنظيم داعش الذي طالما استخدم وسائل الإعلام في حملاته الرقمية والإعلامية للوصول إلى الشباب وتجنيدهم حول العالم. وعلى الرغم من إمكانية التعرف على العديد من المقاتلين العائدين وإمكانية اعتقالهم ووضعهم تحت المراقبة من قبل السلطات الروسية إلا أنهم لا يزالون يشكلون خطرًا بسبب ما يتمتعون به من خبرة قتالية اكتسبوها في العراق وسوريا وخبرة في صنع العبوات الناسفة والانفجراية وفي استخدام الأسلحة القتالية.
وفيما يتعلق بالمقاتلين العائدين من داعش، يُذكر أنه بحلول 2017 قام حوالي 3417 مواطن روسي بمغادرة البلاد متوجهين للقتال مع تنظيم داعش، منهم 400 عادوا إلى روسيا مرة أخرى وذلك طبقًا لمجموعة صوفان للاستشارات الأمنية بواشنطن، وهذا جعل روسيا المصدر الأكبر للإرهابيين الأجانب. وعلى الرغم من أن المحاربين العائدين لن يستطيعوا الوصول بسهولة للأسلحة اللازمة لتنفيذ عمليات تفجير كبيرة وإيقاع عدد كبير من الضحايا، إلا أن بإمكانهم تنفيذ المخططات الأقل مثل استخدام الشاحنات والسكاكين.
لقد شهدت روسيا في السنوات القليلة الماضية عددًا من الهجمات الإرهابية كان أكبرها حادث مترو أنفاق مدينة سان بطرسبورغ الروسية والذي أسفر عن 15 قتيلاً العام الماضي.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن دعوة تنظيم "داعش" الإرهابي لمثل هذه الهجمات أمر متوقع، لا سيما بعد الهزائم العسكرية التي لحقت به في العراق وسوريا، وبعد الضربات المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم من القوات المتحالفة في حربها ضد الإرهاب، لذلك أصبح هذا التنظيم الإرهابي بحاجة ماسة إلى شن العديد من الهجمات للثأر لهزيمته فى سوريا والعراق وذلك من خلال "الذئاب المنفردة" لإثبات مدى استمراره وتواجده على الساحة الإعلامية.
جدير بالذكر أن مرصد الازهر قد حذر في وقت سابق من محاولة هذا التنظيم الإرهابي من هذا النوع من العمليات التي قد تضرب بعض الدول، وخاصة تلك التي شاركت في عمليات عسكرية ضد التنظيم، ويؤكد المرصد على إدانته واستنكاره لكل العمليات الإرهابية التي يقوم بها هذا التنظيم والتي تستهدف الأبرياء وتهدد أمن المواطنين العزل وتنشر الرعب بين الناس.

طباعة
كلمات دالة: