يقوم الأزهر الشريف بجهود كبيرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، وكان من بين هذه الجهود المؤتمر العالمي الذي عقده الأزهر الشريف تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وذلك في يناير 2018، وكان من بين توصياته اعتبار عام 2018 هو عام القدس.
وفي هذا الإطار، شارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في فعاليات المؤتمر الدولي الذي عقدته كلية الآداب بجامعة عين شمس عن القدس، تحت عنوان: "القدس المحتلة ومستقبل القضية الفلسطينية"، وقد تابعت وحدة الرصد باللغة العبرية هذا المؤتمر الذي عُقد على مدار يومين 29-30 أبريل الماضي، وشارك فيه باحثون وأكاديميون من مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى مندوبين عن السفارة الفلسطينية بالقاهرة.
وكان من بين أهداف المؤتمر الوصول إلى إستراتيجية مستقبلية واضحة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني المناضل من أجل استرداد أرضه المسلوبة، وقد تنوّعت الأبحاث والمشاركات خلال هذا المؤتمر، حيث ناقشت معظمها الرؤيتين العربية والصهيونية من خلال النصوص التي يستند إليها كل طرف من أطراف النزاع العربي الإسرائيلي، وقد تناول المؤتمر الدور المصري حيال القضية الفلسطينية، وعن أهمية المصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين، وضرورة تحقيق مصالحة على أرض الواقع؛ لأن ذلك سيسهم في حلّ القضية الفلسطينية بشكل أسرع.
وكان من بين الأبحاث التي تناولها المؤتمر: "التنقيبات الصهيونية في القدس 2010-2017"، حيث تمّ رصد عمليات التنقيب والتهويد غير المسبوقة في البلدة القديمة والمسجد الأقصى التي أجريت فيما بين عامي 2010-2017، والتي تهدف إلى طمس التاريخ العربي قبل الإسلام والتاريخ العربي الإسلامي للمدينة، وإزالة كل الطبقات الحضارية التي تتصل بالعصور العربية قبل الإسلام.
وقد حضر أعضاءُ وحدة الرصد باللغة العبرية بمرصد الأزهر هذا المؤتمر، وكان لهم مداخلات وطرحوا أسئلة عديدة على الباحثين المشاركين في المؤتمر، كان من بينها الإشارة إلى أن هناك كتاباتٍ إسرائيليّةً حاولت إثبات الحق اليهودي في فلسطين من خلال الاستشهاد بآياتٍ من القرآن الكريم.
وخلال المؤتمر، أشار السفير محمود كريم، وهو أول سفير مصري في فلسطين، إلى أن هناك أهمية قصوى لزيارة القدس، ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال الامتناع عن زيارة المسجون بسبب السجان، كما ذكر أن هناك أموالًا كثيرة تُنفق لأجل شراء بضعة أمتار من البلدة القديمة، فيجب علينا مشاركة الفلسطينيين في الوجود في هذا المكان من أجل إثبات حقنا هناك.
وفي ختام أعمال المؤتمر، تلخصت أهم التوصيات التي خرج بها المشاركون فيما يلي:
1. تأكيد أهمية ضبط الباحثين للمصطلحات المتصلة بالدراسات العبرية والإسرائيلية بصفة عامة؛ كي لا تصبحَ سبيلًا لترويج الادعاءات الصهيونية.
2. توجيه الدعوة للجهات المسئولة، وفي مقدمتها وزارة الخارجية؛ لإيفاد متخصص في موضوع المؤتمر ليلقيَ الضوء على الموضوع المَعيش على المستويين الدبلوماسي والسياسي.
3. التنسيق بين الأقسام الأكاديمية بالجامعات وبين مختلف المراكز البحثية المعنية بالشأن الإسرائيلي والدراسات العبرية؛ لتقويم البحوث من مختلف وجهات النظر حسبما يجري العمل به في العديد من دول العالم.
4. تشجيع الباحثين لاختيار موضوعاتٍ أكثرَ جرأةً تتصل بالواقع الإسرائيلي، وخاصّةً على مستوى رجل الشارع، بعيدًا عن الجانب الأكاديمي الصِّرْف؛ لفهم عقلية الكِيان الصهيوني فهمًا صحيحًا والوصول لأنجع الطرق للتعامل معه، خاصة في إطار المفاوضات والاتصالات على المستويين الدبلوماسي والسياسي.
5. تَبَنّي مشروع لإعادة قراءة التاريخ الفلسطيني بعيدًا عن سيطرة التأويلات الإمبريالية والقراءات التوراتية المُحَمَّلة بمضامينَ ورؤى لا تَمُتّ للواقع بصِلَة، بل وتسعى لطمس الهُوِيَّة الفلسطينية، ومحو الوجود الفلسطيني من المنطقة، بما في ذلك نزْع الهُوِيَّة العربية أو الإسلامية للقدس.