اعتقالات ومحاكمات لعائدين من داعش في ألمانيا والنمسا وسويسرا

  • | الأحد, 6 مايو, 2018
اعتقالات ومحاكمات لعائدين من داعش في ألمانيا والنمسا وسويسرا

     ترصد أجهزة الأمن الأوروبية جميع العائدين من تنظيم داعش في سوريا والعراق ومن يتواصل معهم، كما تنظر بعين الريبة لكثير من اللاجئين القادمين من هذين البلدين، وفي هذا السياق تابع مرصد الأزهر حملة من الاعتقالات والمحاكمات لبعض اللاجئين أو للعائدين من تنظيم داعش الإرهابي في كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا، وذلك في إطار مكافحتهم للإرهاب والتطرف.
ففي مدينة توبنجن الألمانية تم القبض على مواطن سوري يدعي "فيصل أ. هـ" يبلغ من العمر 25 عامًا، وذلك من قبل ضباط مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية بادن فورتمبرغ. وقد تم تفتيش شقة المتهم بناء على مذكرة أصدرها قاضي التحقيقات في المحكمة الاتحادية في يوم 25 أبريل 2018م. حيث يشتبه في انتمائه إلى إحدى ميليشيات تنظيم داعش الإرهابي.
يذكر أن المشتبه به قد شارك في الحرب الأهلية السورية مع ميليشيا شبه عسكرية، وقاتل مع عناصر هذه الميليشيا ضد قوات بشار الأسد في عام 2013 م، وفي منتصف عام 2013 م انضمت هذه الميليشيا وجميع أعضائها، بما في ذلك المتهم، إلى تنظيم داعش. وقد سمح قادتها بالقبض عليه من قبل تنظيم داعش في أوائل عام 2014 م، لأنهم اشتبهوا في تعاونه مع الأجهزة الأمنية السورية. ولهذا السبب قام أعضاء تنظيم داعش بتعذيبه خلال الأسابيع العديدة التي قضاها في الأسر. وفي نهاية المطاف أطلقوا سراحه على أن يتم تدريبه في "معسكر إعادة تأهيل" ديني تابع لـتنظيم داعش". وبعد الانتهاء من التدريب أقسم المتهم يمين الولاء لـ "داعش". وأنه سيقوم من الآن فصاعدًا بالتجسس على سكان مدينة "الطبقة" السورية. وقد مارس المتهم هذه الأنشطة حتى نهاية" داعش" عام 2014 م، وبعد ذلك غادر المتهم سوريا وسافر إلى ألمانيا.
ومثل المتهم أمام قاضي التحقيق في المحكمة الاتحادية يوم الأربعاء الموافق 2 مايو 2018 م، التي أصدرت له مذكرة اعتقال وأمرت بحجز المتهم على الفور.
وفي مدينة "فينترتور" السويسرية رفعت النيابة العامة دعوى قضائية ضد شقيقين عائدين من تنظيم داعش الإرهابي، متهمة إياهم بالانتماء وتقديم الدعم لجماعات إرهابية مخالفة للقانون. يذكر أن الشقيقين قد انضما لتنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2014 م، وألقي القبض عليهما في ديسمبر 2015 م بعد عودتهما، إلا أنهما كانا قاصرين؛ إذ كان يبلغ أحدهما 16 عامًا والآخر 17 عامًا وهو ما كان يمنع تقديمهما للمحاكمة، أما الآن وقد بلغا السن القانوني فبالإمكان تقديمهم للمحاكمة.
وفي النمسا ألقت قوات الأمن النمساوية القبض على ثلاثة لاجئين من أصول عراقية بأحد مخيمات اللجوء بالقرب من مدينة سالزبورغ وذلك للاشتباه بانتمائهم لجماعات وكيانات إرهابية.
وطبقا لمصادر أمنية فإن عملية الاعتقال تمت مساء يوم الخميس الموافق 3 مايو 2018 م، هذا ويباشر كلٌّ من جهاز الأمن القومي وجهاز مكافحة التطرف في النمسا التحقيقات في هذه القضية.
ومن جانبه يتابع المرصد ما سوف تسفر عنه التحقيقات، وقد تناول المرصد أكثر من مرة قضية العائدين من داعش وضرورة متابعتهم وإعادة تأهيلهم إن أمكن، كما حذر من تجنيد داعش للمراهقين؛ لأن التنظيمات الإرهابية تعتبرهم صيدًا سهلًا، وهو ما يتضح في حالة الشقيقين السويسريين؛ حيث كانت أعمارهما بعد العودة من تنظيم داعش تبلغ ستة عشر وسبعة عشر عامًا، أي إنهم قد يكونوا انضموا إلى التنظيم في عمر الرابعة عشرة والخامسة عشرة، أي إنهم في سن لا يستطيع مثلهم أن يأخذ قرارًا مثل هذا بصفة منفردة، مما يبين أنه تم التغرير بهم في غياب دور الأسرة والمدرسة. كما حذر المرصد في تقريره "أين ذهب مقاتلو داعش"، من عناصر داعش التي تتسلل بين اللاجئين إلى الدول الأوروبية ومحاولة تنفيذ مخططاتها هناك، وهو أمر يضر بأغلب اللاجئين المسالمين؛ حيث تنظر الحكومات لهم نظرة متشككة، وتؤخر إجراءات لجوئهم حتى يتم اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، وهو أمر يأخذ وقتًا طويلًا بسبب هؤلاء المتسللين.

طباعة
كلمات دالة: