الولايات المتحدة بين تصريحاتٍ بالانسحاب واستمرار تجنيد "داعش" للأطفال

  • | الثلاثاء, 29 مايو, 2018
الولايات المتحدة بين تصريحاتٍ بالانسحاب واستمرار تجنيد "داعش" للأطفال

صرّح مسئولون أمريكيون في 16مايو 2018؛ بأن الولاياتِ المتحدةَ ستغادر المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، وستركّز جهود الاسترداد على المناطق التي بسطت قوات التحالف نفوذها عليها في الشمال الشرقي.

وستتوقف تدفقات عشرات ملايين الدولارات المرصودة لهذه الجهود العسكرية في الشمال الغربي لإقامة مشروعات عملاقة مثل: مشروع مواجهة التطرف المُتَّسِم بالعنف، ومشروع دعم المجتمع المستقل والإعلام الحر، وتعزيز التعليم، ودعم الشرطة المجتمعية.

وأضاف أحد مسئولي وزارة الخارجية: "إن الإدارة الأمريكية ترى أنها بحاجة إلى نقل نطاق المساعدات لتشمل مناطقَ سيطرةِ الولايات المتحدة بشكلٍ أكبرَ."

 الجديرُ بالذكر؛ أن المسئولين صرّحوا أن المساعداتِ الإنسانيةَ لن تتأثر في شمال  غرب سوريا في منطقة "إدلب"، موضّحين أن هذا الانتقال جاء تنفيذًا لمَا كان الرئيس "ترامب" قد وعد به في مارس الماضي؛ من أنه قد حان الوقت لمغادرة سوريا بعد تحقيق انتصاراتٍ على مسلّحي "الدولة" المزعومة.

 وكان "ترامب" قد جَمّد أكثرَ من 200 مليون دولار كانت تذهب تمويلًا لجهود الاسترداد في سوريا، وذلك بعدما قدّرت وزارة الدفاع الأمريكية الخسائر التي مُنيَ بها التنظيم بنسبة تصل إلى 98% من أراضيه في العراق وسوريا.

وفي الوقت نفسِه، الذي يحاول فيه بعض المسئولين الأمريكيين الإيحاءَ بأنهم يخططون لترك الساحة السورية؛ ظهر تقريرٌ على صحيفة "دايلي ميل"، يؤكد أن  مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين يعتقدون أن زعيم داعش "أبا بكر البغدادي" لا يزال على قَيْد الحياة، وأنه بصحةٍ جيدة يحاول إعادة بناء أسس "الخلافة المزعومة"، ووضْع إستراتيجيات من أجل ذلك، ومن بين تلك الإستراتيجيات التي كشَف عنها مسئولون بالمخابرات الأمريكية، طِبْقًا للصحيفة: إعادة بناء الأسس الأيديولوجية لـ "الخلافة" من خلال وضْع برنامج لتعليم أطفال المدارس، حيث إنه يعطي الأولوية لتعليم الأطفال وتجنيدهم، ويعتقد مسئولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون أن "البغدادي" يحاول الوصول إلى إستراتيجية؛ للحَدّ من آثار نقْص عدد مقاتلي "داعش".

الجدير بالذكر؛ أن تقريرًا آخَرَ أورده موقع " Clarion Project " بشأن مخططات تنظيم "داعش" المستقبلية، أكد فيه ما سبق، وقد جاء فيه: أن مسئولًا داعشيًّا بارزًا، تمكّنت القوات التركية والعراقية من إلقاء القبض عليه، صرّح: أن "أبا بكر البغدادي" مؤسس تنظيم "الدولة" لا يزال حيًّا، ففي ظل الخسائر التي يتكبدها التنظيم وخسارته للأراضي الواقعة تحت وطأته؛ دعا "البغدادي" قادةَ التنظيم إلى تأمين مستقبل الجماعة.

 

ولعل إعادة هيكلة المناهج التعليمية لهذه الجماعة الإرهابية كانت شغلَه الشاغل؛ وعليه أوضح "البغدادي" عام 2018: أنه طالما مازال لديهم القدرة على التأثير في الجيل الجديد؛ فإن فكرة "الخلافة" باقية.

المثير للدهشة؛ هو تَرْك الساحة السورية وهي في أَمَسّ الحاجة لمَدّ يد العَوْن لها لإعادة إعمارها واستعادة بنيتها التحتية، والتخلص نهائيًّا من قبضة الإرهاب، فالأمر الذي لا شك فيه: أن الدولة السورية تحتاج لمَدّ يد العون من جميع الأطراف؛ حتى لا تتحوّلَ إلى بيئةٍ عدائية مستمرة تستلهم العنف والتطرف.

إن الحل الأوحد لا يكمن في هذا ولا في ذاك، بل يكمن في حلٍّ جذريّ للأزمة؛ من خلال تقوية الدولة السورية والعراقية لتصبحَا قادرتين على استعادة أمنهما وبسْط نفوذهما على حدودهما، دون تَدَخُّل أيّ جنديّ أجنبيّ، مع تَوَفُّر الخُطَط الواضحة للقضاء على التطرف الفكري من خلال الأفكار البَنّاءة.

أمّا مجرد السعي لزعزعة استقرار البلاد ونشْر القوات الأجنبية بحُجّة محاربة الإرهاب، فهو لا يصبّ إلا في مصلحة الإرهابيين وأعوانهم، ممن يتخذون ذلك ذريعةً لنشْر أفكارهم أكثرَ وأكثر.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

 

 

 

طباعة