لا يزال التطرف يحوم حولَ بلجيكا، وتتابع وحدة الرصد باللغة الفرنسية الأحكامَ المتلاحقة التي يُصدِرُها القضاء البلجيكي بهذا الشأن؛ فها هي محكمة جنايات مدينة "شارلوروا" البلجيكية تواصل قضية كلٍّ من ساكنَي بلدة "فيرفييتوا" وبلدة "سلوا"، والمتهمَين بالمشاركة في تنظيم إرهابي، وكان قد تَمَّ القبضُ عليهما في يونيو 2016م؛ للاشتباه في رغبتِهِما في شراءِ أسلحةٍ وارتكابِ هجماتٍ في كلٍّ من فرنسا وبلجيكا.
ولقد طالبَ مكتبُ المُدَّعي العام بالحبسِ 5 سنوات لساكنِ بلدة "سلوا"، و10 سنوات وإسقاط الجنسية عن ساكنِ بلدة "فيرفييتوا".
جديرٌ بالذِّكْرِ؛ أنَّ القواتِ الخاصّةَ قامت في يونيو من عام 2016م بإلقاءِ القبضِ على "أرنو كولبران"، في منزل والديه الواقع في بلدة "سيل".
ويبلغ "أرنو" 35 عامًا، وكان قد اعتنق الإسلام قبل 8 سنوات حينما تزوج من امرأةٍ مغربيةٍ، ومنذُ ما يقرُبُ من عامَيْنِ، كان قد وقعَ في براثنِ التَّطَرُّفِ، وكان يُجْري مناقشاتٍ حولَ الجماعاتِ ذاتِ الصلةِ بالهجمات المرتكَبَة على موقعِ التواصلِ الاجتماعي "التليجرام"، كما كانت تربطه عَلاقةٌ خاصّةٌ بالشابِّ "أنيس سليمان"، أحد ساكني بلدة "إنسيفال"، والبالغ من العمر 19 عامًا، والصادر بحقِّهِ هو الآخر مذكرة اعتقالٍ في القضية نفسِها.
وبحسبِ المُدَّعي العام، وبما أنَّ المتهمَين كانت لديهما النية لارتكابِ الهجمات، فإنَّ هذه القضية كان من الممكن أن تؤدّيَ إلى هجماتٍ إرهابية مثلما وقع من ذبح قسيس كنيسة "سان اتيان دو روفري"، أو مثل الهجوم على قوات شرطة "مانيفيل"، وفي اليومِ الذي وقعَ فيه الهجومُ على محافظةِ "زافينتيم"، غَرَّدَ "أرنو كولبران"؛ أنه يرغب في أن يموتَ شهيدًا، معتبرًا نفسه أحد "الذئاب المنفردة"، داعيًا إلى إعدام الشواذ بإلقائهم من أعلى أحد المباني.
وكان تطرفه الصّارخ قد أثارَ قلقَ أسرَتِهِ، والتي بدورِها أبلغت رجالَ الشرطة، وأثناء عمليات التفتيش، عَثَرَت الشرطةُ في منزِلِهِ على 582 صورة دعائية لتنظيم "داعش"، كما ذهب هذا المشتبه به إلى "فرنسا" بصحبة "أنيس سليماني"؛ من أجل تكوين "خلية" هناك، وكان يتصفّح "الشبكة المظلمة"؛ للبحث عن الأسلحة والذخيرة والمتفجرات التي كان ينوي شراءَها، بنظام "البتكوين" للمعاملات المالية على المواقع الإلكترونية.
وقال المُدَّعي العامّ الفيدرالي: "لقد كانت خطط الهجمات حقيقيةً، إلا أنَّ الأهداف لم تكن قد حُدِّدَت بعدُ"، وتابَعَ: "لقد كانوا يعتزمون شَنَّ هجومٍ بالمنشار الكهربي على ملهى "Cap’tain"، أو إطلاقَ النّار على الحشودِ الموجودة في "Carré à Liège" "مكان توجد به العديد من المطاعم والكافيهات ودُور السينما"، بالإضافة إلى ذلك كان "أنيس سليماني" على اتصالٍ بأربعةِ قاصرين، بينهم 2 يبلغان من العمر 15 عامًا، فقد كوّنوا مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، وكانوا يخططون لذبحِ إمامٍ وسطيّ في بلدة "فيرفييتوا".
ولقد أصر المُدَّعي العامّ على الدَّورِ القيادي الذي لعبه "أنيس سليماني" صربيّ الأصل، وطالَبَ بعقوبته بالسجن 10سنوات وإسقاط الجنسية عنه، إلا أنه من المحتمل ألّا تُسقط عنه الجنسية.
وفيما يتعلق بــــ"أرنو كولبران"؛ فقد طالَبَ النائب العامّ بأن يُحْكَم عليه بالسجنِ 5 سنوات.
ويرى "المرصد"؛ أنه من حقِّ كلِّ دولةٍ أن تحافظَ على أمنها واستقرارها وسلامة مَن يعيشون على أراضيها، كما يرى ضرورة التكاتف لبتْر يدِ الإرهابِ؛ ليعُمَّ السلامُ العالَمَ.