احتجاجات في الأرجنتين على إقامة مباراة ودية مع إسرائيل في القدس المحتلة

  • | الأربعاء, 30 مايو, 2018
احتجاجات في الأرجنتين على إقامة مباراة ودية مع إسرائيل في القدس المحتلة

     في إطار متابعة وحدة الرصد باللغة العبرية، لقضية القدس المحتلة، والخُطَط التي يقوم بها الكِيان الصهيوني من أجل تهويدها؛ رصدت "الوحدة" ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن المباراة الودية التي سيستضيف فيها المنتخب الإسرائيلي منتخبَ الأرجنتين، في التاسع من يونيو، على استاد "تيدي" الرياضي، قائلةً: إن المباراة لا تثير فقط المشاعر والصراع على مبيعات تذاكر المباراة في إسرائيل، لكنها تؤجّج أيضًا غضبًا كبيرًا بين صفوف المشجعين الفلسطينيين في دولة الأرجنتين.
وقد تَلَقّى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في الأيام الأخيرة عددًا من الطلبات من قِبَل مصادر مؤيدة للفلسطينيين، تُطالِب بإلغاء تلك المباراة، خاصّةً بعد الأحداث الأخيرة في غزة.
يشار إلى أن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وقفوا أمام مَقَرّ الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، رافعين لافتاتٍ تُطالِب بإلغاء تلك المباراة، كما أعدَّ ممثلو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) لافتةً مكتوبًا عليها: "الأرجنتين، لا تذهبي". وقد أشارت صحيفة "Al-Daya" إلى الأحداث الأخيرة، التي وقعت طَوال أمسِ، تحت عنوان: "وِجْهة محفوفة بالمخاطر، الأرجنتين ستصل إسرائيل بالتزامن مع الانفجارات".
وذكر تقريرٌ عن الاحتجاجات في الأرجنتين؛ أن "المباراة ستقام على أرضٍ محتلة، والاحتجاجات وصلت العاصمةَ الأرجنتينية بوينس آيرس"، كما أفاد أن المتظاهرين صَبغوا دُمْيَةً وُضعت بجوار كرة قدم باللون الأحمر، وقالت إحدى المتظاهرات: "إنها لا تعتقد أن اللاعبين يتحتّم عليهم قَبول هذا العرض، من دولةٍ ترتكب إبادةً جماعية"، بينما قال متظاهرٌ آخَرُ يُدعى: "أُجوستين ديف"، من حركة مقاطعة إسرائيل (BDS): "إنهم يستغلون العَلَم الأرجنتيني للتغطية على الجرائم التي ارتكبوها بحقّ الفلسطينيين، والتبرّؤ من دم الأطفال الأبرياء"، في حين رفعت متظاهرةٌ أخرى صورةً لـ "عهد التميمي"، الفتاة الفلسطينية التي التُقطت لها صورٌ وهي تصفع ضابطًا إسرائيليًّا بالقرب من بيتها.
و أرسل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، "جبريل الرجوب"، بيانًا إلى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، أعرب فيه عن غضبه واستنكاره لإقامة مباراةٍ تجمع بين منتخب الأرجنتين وإسرائيل في القدس، و جاء في هذا البيان، الذي نُشر بصورةٍ موسّعةٍ في صحيفة "قلرين" الأرجنتينية واسعةِ الانتشار: "في البداية كان مُقَرَّرًا أن تقام المباراة في "حيفا"، لكنها نُقِلت إلى مدينة القدس إثر ضغطٍ سياسي من الحكومة الإسرائيلية، وهذا وَفْقَ ادّعاء "ميري رجيف"، وزيرة الرياضة الإسرائيلية. وبناءً عليه؛ يرفض الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ويستنكر هذا القرار، فالحكومة الإسرائيلية تستغل تلك المباراة كأداةٍ سياسية، حيث ستقام المباراة على شرف الاحتفال بالذكرى السبعين لقيام دولة الاحتلال".
وأضاف البيان: "عِلْمًا بأن هذه المباراة ستُجرَى على أرض الاستاد، الذي تمّ بناؤه على أرض قرية "المالحة"، وهي واحدةٌ من بين 418 قريةٍ فلسطينية دمّرها واحتلها الكِيان الصهيوني في عام 1948م، وقد تمّ تخصيص تلك المباراة لإضفاء شرعية الضم غيرِ القانوني للقدس الشرقية، وتدرك الأرجنتين ودولٌ أخرى مدى قمْع دولة الاحتلال لحقوق الإنسان بالعنف، ومن المؤسف جدًّا: أن تُشارِك الأرجنتين، التي لديها العديدُ من المشجعين الفلسطينيين وفي العالم العربي، في تلك المباراة.
و يستنكر مرصد الأزهر الشريف قرار الكِيان الصهيوني إقامةَ تلك المباراة الودية في مدينة القدس المحتلة، مؤكّدًا أن الكِيان الصهيوني يحاول منذ قيامه على أرض فلسطين المحتلة، تسييس الرياضة بصورةٍ تُخالِف القيَم والمعايير الأخلاقية العالمية، التي تحكم مبادئ الرياضة؛ لاكتساب الشرعية الدولية والاعتراف بالقدس عاصمةً له.
كما تأتي هذه المباراة ضمن محاولات الكِيان الصهيوني، لتحويل كرة القدم التي تسهم في تشجيع التسامح والاحترام وتعزيز فرص السلام بين الشعوب، إلى أداةٍ سياسية؛ للتنصُّل من جرائمه التي ارتكبها بحقّ الفلسطينيين، وترويج القدس باعتبارها العاصمةَ المُوَحَّدة والأبدية له.
كما يؤكّد "مرصد الأزهر الشريف" أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين العربية الإسلامية؛ كانت وستظل إلى أَبَد الآبِدِين، مهما حاول الاحتلال تشويه تاريخها واستلاب هُوِيّتها، وستظل هذه الهُوِيّة قائمةً، مهما تَحَزّب الجُناة وأعدوا العُدّة، مخالفين كلَّ القيَم الإنسانية والأعراف الدولية والفِطْرة الإنسانية السَّوِيّة، التي تنبذ العنف وتمقت الطغيان، وتجنح إلى السلم.

طباعة
كلمات دالة: