تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما ذكرته بعض الصحف التركية من أن الصحافة الفرنسية قد تداولت أخبارًا تفيد أن تركيا قامت يوم 23 مايو بتسليم الداعشي الفرنسي "عمار ف" البالغ من العمر 27 عامًا إلى السلطات الفرنسية.
ويذكر أن "عمار" كان قد انضم إلى تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2013، وتم إلقاء القبض عليه في تركيا في خريف 2017، وتم التحقيق معه حينها بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح.
هذا وقد شهدت الفترات الأخيرة عودة بعض مقاتلي "داعش" إلى بلادهم بعد الهزائم التي تعرض لها التنظيم في أماكن تواجده في سوريا والعراق، وفي حين يوجد سجال دائر في فرنسا حول كيفية التعامل مع الإرهابيين العائدين من "داعش"، فإن تركيا قد قامت حتى الان بتسليم فرنسا أكثر من 200 مواطنٍ فرنسيٍّ كانوا ضمن صفوف هذا التنظيم في سوريا والعراق وفقًا للأخبار المتداولة في الصحف التركية.
ويذكر مرصد الأزهر بأن عودة مقاتلي تنظيم "داعش" إلى بلادهم كانت أحد الخيارات المتاحة أمامهم بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق.
ومن جهة أخرى يشير المرصد إلى أن المقصود من مصطلح "العائدين من داعش" قبل سقوط التنظيم في سوريا والعراق، يختلف عن معناه بعد سقوط التنظيم؛ فالعائدون قبل سقوط التنظيم، وإن كانوا قد مثَّلوا خطرًا بسبب الأيدولوجية المتطرفة التي كانوا يتبنونها، كانوا أقل خطورة من الذين عادوا بعد سقوط التنظيم وانهياره وهزائمه المتوالية، حيث إنهم تركوا التنظيم في أوج قوته حين اكتشفوا زيفه وخداع دعايته الضالة والمضلة التي كان يروج لها في العالم الافتراضي، ووجدوها كذبًا وسرابًا على أرض الواقع، ومن ثم تركوا التنظيم وعادوا هاربين إلى بلادهم، فمنهم من استطاع التأقلم مرة أخرى مع المجتمع بسرعة، ومنهم من ظل لفترة يعاني من أزمات نفسية بعد العودة، ولقد رصدنا بعض الحالات من هذا القبيل.
أما العائدون أو الذين تم توقيفهم بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق، فيمثل بعضهم خطورة حقيقية خصوصًا مَن ظل منهم محافظًا ومتمسكًا بمنهج العنف الداعشي، ويثير هؤلاء مخاوف حقيقية ومشروعة لدى الدول التي عادوا إليها بسبب الخوف من أيدولوجيتهم العنيفة التي عادوا بها إلى بلدانهم ولو كان التنظيم باقيًا في سوريا والعراق لما عادوا، ولظلوا هناك يقاتلون ضمن صفوفه.
وهناك جوانب عديدة لخطورتهم لعل من أهمها القيام بعمليات إرهابية بسيطة في تنفيذها وخطيرة في نتائجها وما يترتب عليها من خسائر وضحايا كحوادث الطعن والدهس وغيرها من العمليات التي اشتهرت بها الذئاب المنفردة، كذلك أيضًا الخوف من أن ينشروا أيدولوجيتهم العنيفة بين الشباب، الأمر الذي يمكن أن يزيد من خطورتهم ويضفي عليها تحديًا آخر؛ لذا يرى المرصد ضرورة تأهيل العائدين من "داعش" بعد معاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم، بل ويمكن أن يكون التأهيل أثناء قضاء العقوبة من خلال برامج تأهيلية وتربوية تسهم في تعرفهم على مجتمعاتهم من جديد وتعيد إليهم الثقة في أنفسهم وفي مجتمعهم، ويفضل أن يشرف على هذه البرامج أطباء نفسيون، ومتخصصون في علم الاجتماع ومتخصصون في الجماعات المتطرفة.