لا شك أن حب الوطن والحنين إليه فطرة إنسانية جبل عليها الإنسان، وقيل إن من علامات الرشد أن تكون النفس إلى بلادها تواقة، وإلى مسقط رأسها مشتاقة، وفي عصرنا الراهن تجلت هذه المعاني الجميلة والمشاعر الإنسانية النبيلة تجاه الأوطان، وبرزت في أقوى صورها لدى الكثير من اللاجئين السوريين، ولقد رصدنا حالات الكثير من النساء والرجال السوريين الذين يعبّرون عن شوقهم الشديد إلى بلادهم ورغبتهم الجامحة في العودة إليها ودعائهم أن تكون سوريا لهم بلد الممات كما كانت بلد الميلاد والذكريات.
وفي إطار اهتمامه بقضية اللاجئين في العالم يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف رغبة الكثيرين من اللاجئين السوريين في تركيا في العودة إلى بلادهم مع اقتراب عيد الفطر المبارك؛ ليقضوا العيد هناك، حيث ذكرت بعض الصحف التركية أن ما يقرب من (74) ألف سوري قاموا بالحجز عبر الإنترنت من أجل العبور إلى بلادهم لقضاء العيد برفقة ذويهم.
من جهة أخرى يشهد معبر (أونجو بينار) الحدودي في مدينة "كيليس" التركية هذه الأيام زحامًا شديدًا بسبب توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يريدون أيضًا العودة إلى بلادهم قبل حلول العيد، وتعد هذه المرة هي الأولى التى يُقَدِّم فيها السوريون أوراقهم عبر الإنترنت من أجل إنهاء إجراءات دخولهم سوريا.
ويشير مرصد الأزهر أن 65 ألف سوري من الذين يعيشون في تركيا قد قضوا عيد الأضحى الماضي في سوريا، وتحديدًا في المناطق الآمنة في مدن "الباب، وجرابلس، وإعزاز، وصوران، وأكتارين، وتشوبانبيه". والمرصد إذ يعرب عن أسفه إزاء هذه الأزمة، يبعث بخالص التهاني لجميع اللاجئين بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك، أملًا في أن تكون هذه هى المرة الأخيرة التي يأتي السوريون إلى بلادهم زائرين، وداعيًا الله أن ينعم على سوريا بالأمن والاستقرار والرخاء.