في إطار متابعة مرصد الأزهر الشريف لتطورات الأحداث في فلسطين المحتلة، وما أسفرت عنه مظاهرات مسيرة العودة في جمعتها العاشرة على التوالي، رصدت وحدة اللغة العبرية استشهاد المُسْعِفَة الفلسطينية، ملاك الرحمة، "رزان النجار" إثر قنصها بنيران قوات الاحتلال أثناء إسعافها أحد الجرحى في مخيم العودة شرق خان يونس.
هذا وقد شارك آلاف الفلسطينيين في جنازتها، أمس السبت 2 يونيه 2018م، وسط صيحات غضبٍ من المشاركين في مسيرة التشييع، تطالب بالانتقام من القتلة قوات الاحتلال.
وكان جثمان رزان ملفوفًا بالعلم الفلسطيني، وبدأت مراسم التشييع من المستشفى، الذي نُقلت إليه فور استهدافها، مرورًا بالقرية التي كانت تقطن بها، وأمام منزلها، احتشدت مئات النسوة، مرددات شعارات تطالب بالرد القاسي على اغتيال "صاحبة الإنسانية".
وبحرقة وألمٍ تحدثت والدة "رزان" قائلةً: "أريد أن يسمع العالم صوتي، ما هو ذنب ابنتي حتى تقتل؟ ستترك فراغًا كبيرًا بالمنزل".
وذكرت منظمة حقوق الإنسان في قطاع غزة أن "رزان" كانت على بعد 100 متر من السياج، وكانت ترتدي سترة طبية عندما أطلق النيران عليها، هذا وقد أعرب مسؤولو الأمم المتحدة عن استيائهم من مقتلها خلال الاشتباكات على حدود قطاع غزة.
وفي هذا الصدد قالت منسقة الشؤون الإنسانية "جيمي ماكجولدريك": "ينبغي السماح للطاقم الطبي القيام بواجباته دون خوفٍ من الموت أو الأذى". وأضافت أن "مقتل أحد أفراد الطاقم الطبي الذي كان يحمل وسائل تعريفية بذاته وواضحة من قبل قوات الأمن خلال تظاهرة هو عمل بغيض.
ويؤكد مرصد الأزهر الشريف أن استهداف أحد أفراد الطاقم الطبي في فلسطين يعد عملًا خسيسًا، يدل على غياب القيم الإنسانية لدى الاحتلال، وعلى خرق كل المعاهدات الدولية والمواثيق التي تدعو إلى حماية المسعفين والأطباء أوقات النزاعات، بل إن ذلك يعد برهانًا دامغًا على إرهاب الدولة الصهيونية، التي لن تنجح محاولاتها لكسر أو منع أفراد الطاقم الطبي من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية والتطوعية لإخوانهم الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم.
ويشدد على أن الأطباء والمسعفين في مواضع القتال لا يقتلون، داعيًا المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية للعمل الفوري من أجل إجراء تحقيق عاجل في مقتل الفتاة الفلسطينية، رمز الإنسانية، والتصدي لهذا العدوان الإسرائيلي الذي يستبيح دماء الأبرياء.