في إطار تعزيز التعايش بين أبناء الديانات المتعددة داخل المجتمع الإسباني، والعمل على توطيد اندماج المهاجرين، تستمر فعاليات استقبال مسجد الأندلس بمدينة مالقة في إسبانيا للمسلمين وغيرهم من أبناء الديانات الأخرى، والتي ينظمها المركز الثقافي الإسلامي بمالقة والجمعية المغربية لإدماج المهاجرين.
ويعتبر هذا المسجد هو الأكبر في مالقة، حيث يتسع لحوالي 1500 من المصلين.
ويتناول المشاركون خلال هذه الفعاليات الإفطار سوياً، وذلك ضمن حلقات الإفطار الجماعي والأمسيات الرمضانية التي تُنَظّم في عدد من المدن الإسبانية في شهر رمضان الكريم.
وأفاد أحد أعضاء مجلس البلدية أن هذه الفعالية يحضرها عمدة المدينة "فرانثيسكو دى لا تورّى"، والذي أشار إلى أن التعددية الثقافية والدينية تمثل ثراء لمدينة مالقة، كما تسهم في تماسك النسيج الاجتماعي.
وأكد أعضاء الجمعية الإسلامية هناك أن الدين الإسلامي يحث أتباعه على بث التسامح واحترام التنوع، كما أشار ممثل الجمعية إلى أن الأديان لا يمكن أبدًا أن تكون أداة للتفريق بين الناس، وأن الإنسان هو أكرم الموجودات، وأن السلام هو أهم ما يجب الحفاظ عليه، فهو المقدس وليست الحرب، مشددًا على أنه لا بُد من اتحاد أتباع الأديان على تحقيق تلك الغاية.
وأوضح ممثل الطائفة اليهودية، أن الله ليس له أسماء مختلفة، فالله هو الله أي واحد بين جميع الديانات داعيا إلى التسامح، وأوضح أن التشارك في الطعام شكل من أشكال التقارب، أما ممثل الطائفة المسيحية فأكد أن الدين المسيحي قد حذّر من التمييز بكل أشكاله، فضلاً عن نبذه للعنف والتطرف.
بدور، أكد ممثل الجمعية الإسلامية أن الهدف من الاجتماع بين اتباع الديانات هو خلق مساحات للحوار والتعايش، وأشار إلى أن 54% من المسلمين في إسبانيا من أصول إسبانية، رداً على المرجفين الداعين إلى إحداث شقوق اجتماعية وتمييز عنصري، مشددا على أن مالقة ليس بها أية بؤر للتطرف نظراً لحالة التسامح القائمة فيها.
ويلاحظ مرصد الأزهر أن فعاليات شهر رمضان لهذا العام غنية باللقاءات بين المسلمين وغيرهم، وهو مؤشر جيد يؤكد على أهمية الاحتفالات الدينية في عملية القارب والتفاهم بين أطياف المجتمع، وأنها فرصة عظيمة للتعريف بروح الإسلام السمحة ومبادئه القويمة التي تكن الاحترام والسلام للجميع.