هل تنتهي أزمة الروهينجا؟

  • | الثلاثاء, 17 يوليه, 2018
هل تنتهي أزمة الروهينجا؟

     إن المتابع لأزمة الروهينجا يكاد يتملكه إحساس أن هذه الأزمة لن تنتهي؛ فكثيرة هي الوعود التي قطعتها ميانمار بأنها ستسعى لحل الأزمة بشكل عادل، لكن شيئًا حتى الآن لم يحدث. المشكلة أن العالم الآن يوقن بصدق المآسي التي عاشها الروهينجا، وحجم الانتهاكات التي تعرضوا لها، فالحقائق باتت تتكشف يومًا بعد يوم، بشكل ينفي أي احتمالية لكذب ما يرويه شعب الروهينجا عن هذه المآسي والانتهاكات.
الأمر الجديد هنا هو الأدلة التي تثبت أن حكومة ميانمار لا تريد لأحد أن يعرف حقيقة ما يجري، فقد أفادت مؤخرًا العديد من المواقع العالمية مثل "الجارديان" والـ "بي بي سي" أن حكومة ميانمار اتهمت اثنين من العاملين في وكالة "رويترز" بالحصول على معلومات بطريقة غير قانونية بسبب تقاريرهم عن الأزمة التي يواجهها الروهينجا في ميانمار، ومن المقرر أن يمثلوا للمحاكمة.
وتشمل قائمة التهم الموجهة للصحفيين مخالفتهم للقانون العسكري للمقاطعة، كانت هذه هي حجة ميانمار؛ لكن الواقع يؤكد أن ميانمار تريد أن تخفي دلائل جرائمها ضد الروهينجا، ذلك أن وكالة "رويترز" كانت قد أجرت تحقيقًا العام الماضي عن طريق هذين الصحفيين المقبوض عليهما أظهر كذب الادعاءات المزعومة من قبل حكومة ميانمار، وأكد على أنَّ الجيش قام بمجزرة دموية ضد مدنيين أبرياء بهدف التطهير العرقي. إضافةً إلى ذلك، قام الصحفيان بالتحقيق في قيام شرطة ميانمار بعملية إعدام ميداني لعشرة أفراد من مسلمي الروهينجا من غير محاكمة أو توجيه أي تهم لهم.
هذه المماطلات من قبل ميانمار ومحاولاتها منع خروج حقيقة ما حدث وما يحدث على أرضها للعالم جعل الأمم المتحدة تشكك في إمكانية حل الأزمة.
فقد أورد موقع “Press TV” أن الأمم المتحدة أعلنت عن شكوكها حول وعود حكومة ميانمار بعودة مسلمي الروهينجا إلى إقليمهم في ظل أوضاع العنف المستمرة التي ترتكب ضدهم.
فقد صرح مقرر الأمم المتحدة الخاص بأوضاع حقوق الإنسان في ميانمار أن حكومة ميانمار لم تقدم أيَّ جديد يذكر فيما يخص التمييز العنصري وعدم المساواة والسياسة المجحفة المرتكبة ضد مسلمي الروهينجا، بل إنها إلى الآن لم تخطُ خطوة ناجحة فيما يخص تعديل القوانين التي تستهدف مسلمي الروهينجا.
وخلال المؤتمر الذي أجرته من بنجلاديش، تحدثت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن الوضع في ميانمار قائلة: "على حكومة ميانمار أن تكفَّ عن الحديث والكلام والوعود، وأن تنتقل إلى مرحلة التنفيذ والعمل"، مضيفة أن مسلمي الروهينجا يأملون في الحصول على حياة كريمة وتعليم ورعاية طبية والحصول على حق حرية التنقل من مكان لآخر.
إن الوضع الحالي في مخيمات لاجئي الروهينجا كارثي لا يمكن تخيله، ففضلًا عن الأوضاع المعيشية غير الإنسانية، بدأ معدل جرائم القتل يزداد في هذه المخيمات، حيث قُتل نحو 19 شخصًا مؤخرًا، الأمر الذي دعا مسئولي بنجلاديش إلى التصريح بأن بلادهم ستنشر الآلاف من رجال الشرطة في مخيمات اللاجئين الروهينجا في الجنوب بعد وقوع العديد من حوادث القتل غير المفهومة في المخيمات مما بث الرعب في قلوب مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من ميانمار.
من المؤكد في ظل هذه الظروف أن دولة مثل بنجلاديش لن تتحمل طويلًا هذه المسؤولية، وإذا ما حدث هذا فإن العواقب ستكون وخيمة، ولا يمكن تخيلها؛ لذلك فإن الأمل لا يزال معقودًا أن تتحرك المنظمات الدولية للضغط على ميانمار لحل الأزمة، لأن الوعود المطلقة باتت لا تجدي نفعًا.

وحدة الرصد باللغة الإنجليزية

 

طباعة