ألمانيا .. أحداث متسارعة في مشهد التطرف

  • | الأحد, 21 أكتوبر, 2018
ألمانيا .. أحداث متسارعة في مشهد التطرف

كثير من الأخبار التي تعج بها الصحف والمواقع الإخبارية الألمانية حول نشاط المتطرفين، ونقصد بهم هنا هؤلاء الذين ينسبون أعمالهم للأديان زورًا وبهتانًا، وكذلك الذين خرجوا من عباءة الثقافة العامة للتسامح وقبول الآخر التي تميزت بها الحضارة الألمانية، وانضموا لليمين المتطرف الذي بات بلا عقل. ومن الأخبار في هذا المشهد المتطرف في ألمانيا سواء على جانب المسلمين أو اليمنيين طالعنا في شهر أكتوبر العناوين التالية:

القبض على ألمانية بمطار كولونيا-دوسيلدورف للاشتباه في انتمائها لداعش

فقد ألقت السلطات الألمانية القبض على سيدة ألمانية تبلغ من العمر 46 عامًا أثناء عودتها إلى ألمانيا بمطار كولونيا-دوسيلدورف Köln-Düsseldorf وذلك للاشتباه بانضمامها لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك على إثر قرار الاعتقال الصادر بحقها من قبل النيابة العامة، والذي ينص على ترقب وصولها والقبض عليها. وطبقا للادعاء العام فإن المتهمة قد تزوجت من عضو بتنظيم داعش عام 2015، وذلك بغرض دعم التنظيم ثم انتقلت بعدها إلى سوريا برفقة زوجها.

ينتهي الخبر هنا لنجد أنفسنا أمام سلسلة لا تنتهي في قصة العائدين من داعش التي يوليها مرصد الأزهر وكثير من المؤسسات العاملة في شأن مكافحة التطرف اهتمامًا بالغًا لسبر أغوار هذا الفكر الداعشي من داخله، حيث يروي العائدون كثيرًا مما نجهله مما يحدث داخل التنظيم من عمليات تخطيط لعملياته واستقطاب للشباب واستهداف للحضارة البشرية، ولعل النداء الذي يوجهه المرصد دائمًا بعدم الاكتفاء بالتعامل الأمني والقانوني مع ملف العائدين الذي يحتاج بالضرورة لتعامل ديني فكري يراجع من خلاله الأفكار المتطرفة التي ربما يحملها الشخص إلى الداخل الألماني.

 

مجهولون يضرمون النار بمطعم تركي بكيمنتس

وفيما يبدو أنه استمرارٌ للأحداث التي تسهدف الأجانب من قبل اليمين المتطرف، أعلنت الشرطة الألمانية بمدينة كيمنتس الواقعة بولاية ساكسونيا شرق ألمانيا، أن مجهولين قاموا بإضرام النار في مطعم يمتلكه رجل تركي بالمدينة وذلك قرابة الساعة الثانية فجر يوم السبت 19 من أكتوبر 2018. وقد تولت هيئة الاستخبارات الألمانية التحقيق في الحادث لاعتباره من حوادث معاداة الأجانب المنتشرة بالمدينة. وقد أفاد شهود عيان  مشاهدتهم لثلاثة أشخاص يهربون من مكان الحادث.

يذكر أن مدينة كيمنتس قد شهدت الشهر الماضي اضطرابات كبيرة قادها النازيون الجدد واليمينيون المتطرفون على خلفية مقتل شاب ألماني إثر شجار دار بينه وبين لاجئين.

هذا الملف الآخر أو الجانب الآخر من المشهد المتطرف في ألمانيا لا يقل خطورة عن ملف التطرف المنتسب إلى الدين، لا سيما وأننا نتحدث هنا عن فوبيا أصابت مجموعة ليست بالصغيرة من المجتمع الألماني تجاه كل ما هو أجنبي أو عربي أو إسلامي، وأصبح التعدي على الأجانب بصورة همجية عن طريق القتل والتدمير والحرق يمارس باستمرار، وخيرًا تفعل الحكومة الألمانية التي تتصدى حتى الآن وبكل حزم لهذه العمليات التخريبية من خلال تحجيمها واعتقال القائمين عليها ومعاقبتهم، ومرصد الأزهر يعول على المجتمع الألماني المنفتح أن يتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا ومعاداة الأجانب، وفي هذا الصدد نحيي من قاموا بمظاهرة مناهضة العنصرية في برلين يوم السبت الموافق 13 من أكتوبر 2018، ليؤكدوا أن جميع مظاهر التطرف والعنف والعنصرية هي بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية العامة التي تؤكد عليها الأديان وتعززها.

 

السلطات الألمانية تعلن عن عدد من العمليات الإرهابية التي تم إجهاضها منذ عام 2002

وأخيرًا فقد كشفت السلطات الألمانية مؤخرًا عن إحباط محاولة لهجوم إرهابي كبير في ألمانيا كان من المفترض أن يستهدف مهرجانًا موسيقيًا، وذلك بعد إلقاء القبض على أحد عناصر داعش، والذي أقر أنه جاء إلى ألمانيا ضمن مجموعة في عام 2016م  بهدف شن عمليات إرهابية داخل الأراضي الألمانية، وقد صرح المتهم بأن هذه المجموعة لم تكن الوحيدة التي دخلت ألمانيا بهذا القصد بل كانت هناك مجموعات أخرى. وهذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها السلطات الألمانية في إحباط هجوم إرهابي بل هناك الكثير من العمليات التي تم إحباطها وفيما يلي تسلسل زمني لتلك العمليات بدءًا من العام 2002، كانت قد نشره موقع "دويتشه فيلله DW":

  1. أبريل 2002

ـ العديد من أعضاء منظمة "التوحيد" تم اعتقالهم بعد مداهمات كبيرة، وخلصت المحكمة العليا في دوسلدورف في النهاية إلى أن هؤلاء خططوا بتكليف من الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي لتنفيذ اعتداءات على مؤسسات يهودية في برلين ودوسلدورف. وأصدرت حكمها على ثلاثة فلسطينيين وجزائري بعقوبة سجن بين خمس وثمان سنوات.

  1. ديسمبر 2004

تم إجهاض اعتداء على رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي خلال زيارته إلى برلين، بعد تنصت أجهزة الأمن الألمانية على مكالمات هاتفية اعتقلت على إثرها ثلاثة أشخاص ينحدرون من العراق.

  1. يوليو 2006

ـ تم العثور على متفجرات داخل قطارين في كولونيا، أحدهما كان متجها إلى (كوبلنز) والآخر إلى (هام). لم تشتعل المتفجرات، والسبب هو وجود أخطاء تقنية بها. وبفضل معلومات من جهاز المخابرات اللبناني نجح الخبراء الألمان في وقت وجيز في اعتقال الجناة وتفادي وقوع أعمال أخرى كان مخططًا لها.

 

  1. نوفمبر 2006

ـ كان يجري الإعداد لتفجير طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية وهي في الجو، لكن أجهزة الأمن تمكنت من اعتقال الجناة في الوقت المناسب قبل تهريب قنبلة في حقيبة إلى داخل الطائرة في فرانكفورت.

  1. سبتمبر 2007

ألقت السلطات القبض على ما يسمى مجموعة "زاورلاند"، والتي كانت تخططلتنفيذ اعتداءات بالقنابل في مطارات وفي مراقص وداخل مؤسسات أمريكية في ألمانيا إلا أن أجهزة الأمن تدخلت، وتلقت الأجهزة الأمنية الألمانية المساعدة من أجهزة الاستخبارات الأمريكية لأن الاستعدادات لارتكاب الجرائم كانت متقدمة.

 

 

  1. سبتمبر  2010

الهجوم في آن واحد في العديد من الأماكن وقتل أكبر عددٍ من الناس وجرحهم كان هو هدف الإرهابيين. وقد أرادوا التحرك طبقا لنموذج المعتدين الذين هاجموا فندقين راقيين في 2008 في مومباي الهندية. وقامت الأجهزة الأمنية باعتقالات في الوقت المناسب لمنع حدوثه.

  1. أبريل  2011

ما يُسمى "خلية دوسلدورف"، أربعة أعضاء مفترضين في تنظيم القاعدة تم القبض عليهم قبل أن ينفذوا في ألمانيا اعتداءات بمتفجرات، ليواجه الجناة في نهاية محاكمتهم في عام 2014 عقوبة السجن لسنوات.

 

  1.  ديسمبر 2012

تمّ العثور على عبوة ناسفة في كيس قماش في محطة القطار في بون. ورغم أن المدعي العام افترض أنها محاولة لشن هجوم إرهابي، فإنه لم يتسن التأكد من هذا.

وفي 2013 ألقي القبض على 4 من المشتبه بهم بتهمة التخطيط لهجوم على زعيم الحزب اليميني المتطرف الألماني من أجل ولاية شمال الراين ويستفاليا أو "Pro NRW". ولا يزال الإرهابيون الأربعة المشتبه بهم قيد المحاكمة في دوسلدورف منذ سبتمبر.

 

 

  1. أبريل 2015

في بلدة صغيرة اسمها "أوبر أورزيل"، بالقرب من فرانكفورت، اعتقلت الشرطة زوجين كان هدفهما الإرهابي المخطط له هو فعالية رياضية. وتم قبيل تنفيذ الجريمة إلغاء سباق للدراجات. وقد عثرت الشرطة في قبو الزوجين على قنبلة أنبوبية جاهزة للتفجير.

 

10ـ نوفمبر 2015

 ألغيت المباراة الودية التي كانت ستجمع بين المنتخبين الألماني والهولندي، حيث كشفت تقارير إعلامية داخلية وقتها أن قرار برلين جاء بناء على رسالة سرّية بعث بها مكتب الاستخبارات إلى وزير الداخلية تفيد بوجود عناصر تعد لهجوم إرهابي أثناء المباراة، وأبطلت السلطات مفعول قنبلة بمحيط الملعب.

 

  1. فبراير  حتى ديسمبر 2016

في هذه السنة تم تنفيذ اعتقالات عديدة حالت دون وقوع اعتداءات، من بينها اعتداء في المدينة القديمة لدوسلدورف إضافة إلى برلين. ومن بين المعتقلين من ولايات شمال الراين-ويستفاليا وساكسونيا السفلى وبادن فورتمبرغ وبراندنبورغ يوجد ثلاثة أعضاء مفترضين في داعش وأربعة جزائريين تابعين لخلية إرهابية. وانكشف أمر أحد الجناة عندما تبادل عبر الإنترنت معلومات مع شريك حول كيفية صنع القنابل.

 

  1. أكتوبر  2017

ـ شرع سوري بالغ من العمر 19 عامًا، حسب تحقيقات النيابة العامة الألمانية، في جمع مكونات متفجرات بهدف قتل أكبر عدد من الناس، وتدخلت قوى خاصة ألمانية قبل أن تحدث تلك الأفعال.

 

  1. يونيو 2018

في حي كورفايلر بمدينة كولونيا نجحت أجهزة الأمن في توجيه ضربة قوية. تونسي جلب كمية كبيرة من مادة الريسين السامة وخبأها داخل شقته في عمارة، وأفادت النيابة العامة بأن كمية الريسين كانت تكفي لصنع 250 حتى 1000 علبة صغيرة مميتة، وتمكنت الأجهزة المختصة من اعتقال الرجل البالغ من العمر 29 عاما بفضل معلومات توصل بها جهاز المخابرات قبل أن ينفذ فعلته.

 

وحدة الرصد باللغة الألمانية

طباعة