تقرير القدس.. الأسبوع الأول من نوفمبر 2018

  • | الأربعاء, 14 نوفمبر, 2018
تقرير القدس.. الأسبوع الأول من نوفمبر 2018

   انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسئولياته تُجاهَ قضايا العالم الإسلامي بصفةٍ عامّة، وقضية القدس بصفةٍ خاصّة؛ إذ إنَّها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عِرقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم؛ تُتابِع وحدتَا الرصد باللغة العربيَّة والعِبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن كَثَبٍ، المستجدّاتِ كافّةً على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكاتِ الصهيونيّةَ بحقِّ المُقَدَّسات والشعب الفلسطيني.

يتابع التقريرُ مسارَ الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الأول من نوفمبر؛ لعرضها على القارئ الكريم في ملفٍّ شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوِجدان العربي والإسلامي، ومحاولةً لإيقاظ ضمير العالَم من سُباته العميق.

أبرز العناوين:

- 32 مُصابًا في الجمعة الـ32  من مسيرات العَودة، وشهيد في الـ33

- في "سبت حياة سارة": 40 ألف مُستوطِنٍ يقتحمون الحَرَم الإبراهيمي

- 20 ألف وحدةٍ استيطانية بالضفة الغربية على بُعد 7 كم من القدس ‏الشرقية

- ضغوطٌ مصرية مارستها القاهرةُ على "برازيليا" لإيقاف قرار نقل السفارة

- قانونٌ لطرد العائلات الفلسطينية إلى الضفة الغربية

.......

32 مُصابًا في الجمعة الـ32 من مَسيرات العَودة وشهيد في الـ33

تَوَافَدَ آلاف الفلسطينيين عصرَ يومِ الجمعة الموافق 2-11-2018، تُجاهَ مُخَيَّمات العَودة، المقامة بالقُرب من السياج الحدودي شَرقَ قطاع غَزّةَ؛ للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ 32، والتي حملت شعار: "شعبنا سيُسقِط الوَعدَ المشئوم".

وخلال تَوافُد الفلسطينيين تُجاهَ السياج الحدودي، شَرعت قوات الاحتلال في إطلاق الرصاص الحيّ، وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين السلميين، وردًّا على هجوم قوات الاحتلال، سارَعَ الشبابُ الفلسطيني بإشعال الإطارات المطاطية؛ لحَجْب رؤيةِ قَنّاصة الاحتلال، وأَمطروا قوّاتِ الاحتلال بوَابلٍ من البالونات الحارقة.

أسفرت هذه المواجهات، حسَبَ ما ذكرته وزارةُ الصحة الفلسطينية، عن إصابة اثنين وثلاثين فلسطينيًّا بجُروحٍ وحالاتِ اختناق، بينهم سبعةٌ بالرصاص الحيّ.

Image

 

وأفادَ موقع هيئة الإذاعة والبَثّ الإسرائيلي؛ أن الهيئة المعنيّة بالمسيرات الأسبوعية في قطاع غزة، كانت قد دعت إلى الحفاظ على سلمية المسيرات التي تجري اليوم.

 وأكدت مصادرُ مُطّلعةٌ وُجودَ تَوافُقٍ بين الفصائل الفلسطينية، على تقليل الخسائر البشرية في صفوف المتظاهرين السلميين، وأضافت "المصادر": أن هناك اتفاقًا وطنيًّا على تخفيف إطلاق البالونات الحارقة، وإشعال الإطارات المطاطية، ومحاولات قَصّ السياج الأمني الفاصل.

وفي الجمعة الـ 33 لمسيرات العودة 10/11/2018، والتي كانت تحت عنوان: "المسيرة مستمرة"؛ استُشهد متظاهرٌ فلسطيني وأصيب عشراتُ المتظاهرين، جَرّاءَ قمْع الاحتلالِ للمتظاهرين السلميين، وقالت وزارة الصحة، على لسان المتحدث باسمها، الدكتورِ/ أشرف القدرة: إن 37 مواطنًا أصيبوا بالرصاص الحي، ومن بين الإصابات 6 أطفال، فيما أصيبت المُسعِفة المتطوعة، فلسطين قديح، بإصابةٍ في القَدَم.

 

في "سبت حياة سارة": 40 ألف مُستوطِنٍ يقتحمون الحَرَمَ الإبراهيمي

 

يسعى الكِيان الصهيوني لفرض هيمنته على الحَرَم الإبراهيمي وتحويله إلى "كَنيسٍ يهودي"، من خلال الاحتفال بأعياده المزعومة؛ حيث قامت مجموعاتٌ من المستوطنين بنصْب الخيام في العديد من الأماكنِ في البلدة القديمة في الخليل، وفي مستوطنة "كريات أربع"، شَرعوا في الاحتفال بعيد "سبت حياة سارة"، وسط حراسةٍ مُشَدَّدة من قِبَل قوات جيشِ وشرطةِ الاحتلال الصهيوني؛ لتَمكينهم من أداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية.

ووَفقًا للمصادر العِبرية؛ "فقد تَوافَدَ آلافُ المستوطنين الصهاينة من كلّ مكانٍ، مساءَ السبتِ الموافق 3/11/2018، إلى ساحات الحَرَم الإبراهيمي، وشرعوا في تأدية صلواتهم التلمودية"، وفضلًا عن إطلاق أبواقهم ومَزاميرهم داخلَ الحرم الإبراهيمي، فقد شرعوا في الرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة في ساحاته؛ احتفالًا بما يُسَمَّى: "سبت حياة سارة".

ومن ضمن ممارسات الكِيان الصهيوني وسُلطاته بحقّ الفلسطينيين والمُقَدَّسات الإسلامية: التضييقُ على المُصَلّين المسلمين وعلى زائري المسجد الإبراهيمي بصورةٍ مستمرة، ومنْع رفْع الأذان فيه مرّاتٍ عِدّة خلال هذا الشهر، فضلًا عن إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين، ومنع رفع الأذان في صلاتَي المغرب والعشاء مساءَ اليومِ المذكور.

Image

 

20 ألف وحدةٍ استيطانية بالضفة الغربية على بُعدِ 7 كم من القدس ‏الشرقية

وافقت وزارة البناء والإسكان وبلدية مُستوطَنة "معاليه أدوميم" في الضفة ‏الغربية، على بناء 20 ألف وحدةٍ استيطانية جديدة خلال السنوات القادمة.‏

Image

 

وبحسَب ما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية؛ سيتمّ البدءُ ببناء 470 وحدةٍ استيطانية، حصلتْ بالفعل على موَافقةٍ سياسية، فيما سيتمّ بناءُ باقي الوحدات، التي ستصل إلى نحو 20 ألفًا، خلال فتراتٍ مُقبِلة، بعد خضوعها لموافقة المسئولين ‏السياسيين.‎

كما أفادت "الصحيفة"؛ أنه سيتمّ بناءُ وحداتٍ سكنية وتَشغيلية وتجارية في 15 منطقة، خلال الفترة من 2018 حتى 2025م،  ‏وتبلغ الميزانية الإجمالية لهذا المشروع 2.8 مليار شيكل؛ ما يُعادِل: 756 مليون دولار.‏

ويسعى الكِيان الصهيوني من خلال بناء هذه المستوطنات إلى تَقطيع أَوصال الضفة الغربية المحتلة، فقد أَضْحَت المستوطناتُ سرطانًا يَنهَشُ كلَّ ما تَبَقّى من أراضي الضفة، ويَفصِل بين شرْق القدس وغربها، وبين شمالها وجنوبها؛ بهدف السيطرة بشكلٍ كامل على القدس والضفة الغربية.

جديرٌ بالذِّكر، أن الكِيان الصهيوني كان قد اعتزمَ بناءَ 20.000 وحدةٍ استيطانية أخرى في القدس المحتلة؛ لتَغيير ‏ملامحها العربية والإسلامية، وسَعيًا إلى تهويدها. ‏

وقد أفاد موقع "ماكو" الإسرائيلي، في الخامسَ عشرَ من شهر أغسطس الماضي، أن بلدية القدس وهيئة الأراضي التابعة للكِيان ‏الصهيوني، وَقَّعتَا على سلسلةٍ من  الاتفاقيات، التي سيتمّ بموجَبها بناءُ 20 ألف وحدةٍ استيطانية جديدة، في القدس المحتلة، ‏على مساحة 3 كيلو مترات مُرَبَّعة.‏

Image

 

ومن جانبها، أدانتْ وزارة الخارجية والمُغتَرِبين الفلسطينية "بأشَدِّ العبارات"، القرارَ الاستيطانيَّ الإسرائيلي، وأشارت إلى أن "تنفيذ هذا المشروعِ الاستعماري يُغلِق البابَ نهائيًّا أمامَ أيّ فرصةٍ لتحقيق السلام على أساس حَلّ ‏الدولتين، ويُفشِل أيَّ جهودٍ تُبذل لإطلاق عمليّةِ سلامٍ حقيقية".

 

ضغوطٌ مصرية مارستها القاهرةُ على "برازيليا" لإيقاف قرار نقل السفارة

صرّح مصدرٌ مُقَرَّبٌ من الرئيس البرازيلي المُنتخَب، "خافيير بوليسونو"، لهيئة البَثّ الإذاعيّ الإسرائيلية "كان"؛ أن الرئيس يَدرس نقلَ سفارة البرازيل من "تلّ أبيب" إلى مدينة "القدس" المحتلة، حيث كان قد تَعَهّد بذلك خلال الانتخابات البرازيلية.

وأضاف "المصدر": أنه سيتمّ بحْثُ هذا الموضوعِ في ضوء إمكانية هذا القرار، في دفع عملية السلام بالشرق الأوسط، وعلى الجانِب الآخَر، سارَعَ رئيس الكنيست، "يوئيل أدلشتين"، إلى تهنئة الرئيس البرازيلي؛ على فوزه بانتخابات الرئاسة البرازيلية، قائلًا: "رئيسُ البرازيل صديقٌ حقيقيّ لإسرائيل".

وقد أفادت مَصادرُ عِبريّةٌ؛ أن الرئيس البرازيلي صَرّح بأنه لم يتمّ اتخاذ قرارٍ نهائي بشأن نقل سفارة البرازيل إلى القدس، وقد أرجعت المصادر العبرية ذلك إلى ضغوطٍ مصرية، مارستها القاهرةُ على "برازيليا"؛ حيث أَلغتْ مصرُ زيارةً لوزير الخارجية البرازيلي للقاهرة، وذلك بعد تصريحات الرئيس البرازيلي؛ المتعلّقة بنقل السفارة إلى القدس المحتلة.

جديرٌ بالذكر؛ أنه كان من المُقَرَّر قيام وزير الخارجية البرازيلي بزيارةٍ إلى القاهرة، في الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر، لكن مصر ألغت الزيارةَ؛ بسبب تصريحات الرئيس البرازيلي الجديد بشأن القدس، وقال الرئيسُ البرازيلي للصحفيين في بلاده: "أنا لا أفهم لماذا أَلغى المصريون الزيارةَ على الرغم من أننا لم نتّخذ بَعدُ قرارًا بشأن نقْل السفارة"؟

قانونٌ لطرد العائلات الفلسطينية إلى الضفة الغربية

أفادت القناة السابعة الإسرائيلية، يوم الأحد 28/10/2018؛ أن اللجنة الوزارية في "الكنيست" ستُناقِش مشروعَ قانونٍ مُقَدَّمًا من "موتي يوجيف"، عُضو "الكنيست"، تُمنح بموجَبه القيادةُ الوُسطى صلاحيةَ طرْد عائلاتٍ متورطة في "عملياتٍ ضِدَّ إسرائيل" إلى الضفة الغربية.

ويعتقد عضو الكنيست "يوجيف"، أن هذا الاقتراحَ من المُرَجَّح أن تفحصه محكمةُ العدل العُليا الإسرائيلية؛ حيث إنها قَضَت في الماضي بحَظر تَرحيل عائلاتِ المتورطين في العمليات ضِدَّ إسرائيل إلى لُبنان أو غَزّة؛ وذلك لأنها تَعُدّ لُبنان وغَزّة دولًا أجنبية، أمّا بالنسبة للضفة الغربية؛ فلا تُعَدّ دَولةً أجنبية.

وأشار "يوجيف" إلى أن مشروع قانون طرد العائلات، يَحظى بدعم جهاز الأمن العامّ "الشاباك"، وانتقدَ التأخيرَ القانونيّ في معاقبة تلك العائلات، قائلًا: "إن الطرد الفَوريّ لعائلة المُنَفِّذ لعمليةٍ ضِدَّ إسرائيل يُعَدُّ رادِعًا، ويَقضي المشروعُ بطرد العائلة في غُضون أُسبوعٍ إلى الضفة الغربية". 

 

طباعة