أقامت الكنيسة الإنجيلية المشيخية (سنودس النيل الإنجيلي)، اليومَ الاثنين الموافق 17/12/2018، بمدينة فرانكفورت الألمانية، ندوةً عن حوار الأديان، والتجرِبة المصريةــ الألمانية المشتركة في حوار الأديان، وتَجرِبة التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ووُصِفت هذه الحالة بأنها تجرِبةٌ فريدة من نوعها استمرت ما يَقرُب من ألفٍ وأربع مئة عام.
وفي مِحوَر مكافحة التطرف؛ شارَكَ السيدُ/ محمد العوضي، الباحثُ بـ"مرصد الأزهر"، والمدرس المساعد بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، بكلمةٍ عن خطورة التطرف على المجتمعات، مُبَيِّنًا أسبابَ التطرف، وما يرجع منها إلى الفهم الخاطئ للدين، وما يرجع إلى أسبابٍ أخرى بعيدةٍ عن الدين، كما أوضح تجرِبة "مرصد الأزهر" الفريدة في مكافحة الفكر المتطرف على شَتّى المَحاوِرِ المختلفة، وكيف أن "المرصد" يقوم بنشر العديد من المقالات والكتب والرسائل القصيرة بلغات العالم المختلفة؛ ليُبَيِّنَ الصورةَ الصحيحة للإسلام، ويُفَنِّدَ الأفكارَ المتطرفة التي تنطلق من بعض التصوُّرات والتفسيرات المغلوطة لبعض نصوص الدين.
وتحدّث "العوضي" ــأيضًاـ عن دراسة "مرصد الأزهر" لجميع التيارات المتطرفة الأخرى، مثل: اليمين المتطرف، واليَسار المتطرف، وحركة الهُوِيَّة الألمانية، وغيرها، في مُختلِف دول العالم، مُبَيِّنًا أن هذه التياراتِ على قدرٍ كبير من الخطورة، وأن أفكارها تحتاج إلى التفنيد، وهو ما يقوم به "المرصد"، مؤكّدًا ضرورةَ تَكاتُف المؤسسات على المستويين الإقليميّ والعالميّ.
وقد أشاد جميع الحاضرين بهذه التجرِبة، خاصّةً الكتبَ والمَقالاتِ التي تَصدر عن "مرصد الأزهر"، كما أَثنى مُمَثِّل المجلس المركزي للمسلمين على "المرصد"، وعَبّر عن إعجابه أثناء زيارته لـ"المرصد" في شهر أكتوبر الماضي، وفي شأن حوار الأديان، ثَمَّنَ الحاضرون دَور الأزهر، مُبَيِّنين أن أيَّ حوارٍ بين الأديان لا يُشارِك فيه الأزهرُ هو حوارٌ منقوص؛ حيث إن الأزهر يتمتّع بثقة الغالبية العُظمى من المسلمين حول العالم.
وقد شارَكَ في الحضور: مُمَثِّلون عن القنصلية المصرية بفرانكفورت، وممثلون عن الكنائس المختلفة في ألمانيا، وقد شارَكَ بعضُهم بكلماتٍ عن ضرورة مكافحة التطرف، كما شارَكَ بعضُ الصحفيين من بعض المجلات الألمانية.