دور المراكز الإسلامية في الغرب

  • | الأحد, 6 يناير, 2019
دور المراكز الإسلامية في الغرب

     الفكرة الأساسية التي ترتكز عليها الجماعات المتطرفة في صياغة مشاريعها وتقديم أفكارها من أجل استقطاب الأتباع هي الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وبالتالي فالسردية المتطرفة تقول بأن الإسلام مهاجم ولا بد من مهاجمة هؤلاء الناس، وبالتالي هم يلعبون على وتيرة المشاعر لدى جموع المسلمين. لكن السؤال المنطقي الذي يجب أن يسأله المعتنقون والمؤمنون بهذا الفكر: ماذا قدمت هذه الجماعات للإسلام؟!
الإجابة الوحيدة المنطقية لهذا السؤال هي "تشويه صورة الإسلام"، فلا يمكن الزعم أبدًا أن هناك شيئًا إيجابيا للإسلام والمسلمين تم على يد هذه الجماعات. وبالتالي فالشيء اليقيني الذي نلمسه بأيدينا هو الصورة المشوهة التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالإسلام، وبالتالي يلقي هذا الأمر مسؤولية إضافية على المسلمين لمحاولة إزالة هذه الصورة الخاطئة لدى الآخر.
وفي ضوء هذا تأتي المحاولات الحثيثة من قبل المؤسسات الإسلامية الرسمية –وعلى رأسها الأزهر الشريف ــ لمحاولة تقديم الصورة الحقيقية للإسلام من خلال التواصل الفعال مع الآخر لكن المسلمين في المجتمعات الأخرى (وخاصة الغرب، باعتباره العدو الأول المعلن للجماعات المتطرفة) عليهم العبء الأكبر في هذا الأمر؛ لأنهم الصورة الواقعية للإسلام في أعين الغربيين.
إن هذا الأمر يتعلق بالدور الكبير الذي يجب أن تقوم به المراكز الإسلامية في الغرب لتبديد هذه الصورة الخاطئة، فلم تعد مسؤولية تلك المراكز مجرد تلبية الاحتياجات الدينية للمسلمين في هذه البلاد، ولكن تقديم صور عملية حقيقية تفند ادعاءات الجماعات المتطرفة.
لذلك نسعد عندما نرى مراكز إسلامية في الغرب تهتم بتفعيل هذا الكلام. فعلى سبيل المثال نشر موقع "Kidderminstershuttle" هذا الأسبوع خبرًا بعنوان "مسجد ورسستر الجديد .. سيساهم في التضامن المجتمعي بجميع طوائفه" حيث ذكر الخبر أن مجلس مدينة ورستر التابعة لولاية ماساتشوسيتس وافق على خطط لبناء مسجد بمساحة 800 متر.
كما ذكر الأمين العام للجمعية الإسلامية "محمد إقبال"، أن المنشآت التابعة للمسجد ستكون مفتوحة لجميع طوائف المجتمع بغرض تحقيق الجانب الاجتماعي لما يجب أن يكون عليه المسجد كما كان في الماضي، حيث كانت المساجد مكانًا للتجمعات الاجتماعية التي تجمع بين الناس من جميع الأديان.
ربما تكون هذه النظرة مجدية جدًا في التعريف بصحيح الإسلام؛ لأن المسجد هو رمز المسلمين، والصورة التي يقدمها تمثل الانطباع الأول الذي ينتشر في المجتمع، كذلك فإن مثل هذه الخطوة تمثل خطوة عملية لتوضيح حقيقة الإسلام بعيدًا عن الأقوال المرسلة التي لا تلقى في الغالب مثل هذا القبول بين الجماهير.

 

طباعة