هل تنقل المجرُ سفارتَها إلى القدس المحتلة؟

  • | الأربعاء, 27 مارس, 2019
هل تنقل المجرُ سفارتَها إلى القدس المحتلة؟

     في ظِلّ المتابعة الحثيثة من "مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف" لقضية مدينة القدس، عاصمةِ دولة فلسطين الأبدية، والتي لا تقبل أيَّ منازعةٍ أو تقسيم، زمانيّ أو مكانيّ؛ حيث تُلزِم كلُّ المواثيق والقوانين الدولية الكِيانَ الصهيوني بالحفاظ على الوضع القائم، وتُجَرِّم أيَّ تغييرٍ أو عبث بها، أو نقْل أيّ سفارةٍ إليها، انسياقًا وراء نقْل الولاياتِ المتحدة سفارتَها إلى مدينة القدس، في انحيازٍ للكِيان الصهيوني، ودون مُراعاةٍ للقَوانين الدولية.
وفي هذا الصدد، تابعتْ "وحدة الرصد باللغة العبرية" مقابلةَ وزير خارجية المجر، "بيتر شيراتو"، مع صحيفة "يسرائيل هيوم"؛ حيث صرّح بأن سفارة بلاده ستَبقى في مدينة "تل أبيب"، ولا توجد نيّةٌ لنقلها.
وقد جَرَت المقابلةُ بمناسبة افتتاح المجرِ مكتبَ تمثيلٍ تجاري جديد في مدينة القدس المحتلة، في حفلٍ صغير، بحضور كلٍّ من: السفير الأمريكي في الكِيان الصهيوني، "ديفيد فريدمان"، والسفير الأمريكي في المجر، "ديفيد كرونشتاين"، و"بنيامين نتنياهو"، كما صرّح أيضًا وزيرُ الخارجية بأن هذه الخطوة لن تُفضيَ إلى نقل السفارة هناك، ولن تُغَيِّرَ النهجَ العامّ؛ من أجل الحفاظ على القانون الدولي والامتثال لسياسات الاتحاد الأوروبي.
ومن المُلاحَظ في السنوات الأخيرة؛ أن الكِيان الصهيوني يُعَزِّز عَلاقاتِه الدبلوماسيةَ مع حكومة المجر، برئاسة "فيكتور أوربان"، في محاولةٍ لتفكيك إجماع الاتحاد الأوروبي على حلّ الدولتَيْن، والذي يتضمّن معارضةَ نقل السفارات إلى مدينة القدس المحتلة، باعتبار أن ترسيم حدود المدينة سيُجرى بالاتفاق بين الإسرائيليين والشعب الفلسطيني فقط، وينبغي تَجَنُّب الخطوات أُحاديّة الجانب؛ مثلما فعلت الإدارةُ الأمريكية، عندما نقلتْ سفارتَها إلى مدينة القدس.  
من جانبها، أدانتْ وزارةُ الخارجية والمُغتربين الفلسطينية فتْحَ دولةِ المجر مكتبًا تجاريًّا بتمثيلٍ دبلوماسي لها في القدس، مُعتبِرةً إيّاه مخالفةً قانونية ودبلوماسية وسياديّة للقانون الدولي، ولقرار مجلس الأمن رقْم 478 لعام 1980، وللقانون الدولي، ولمواقف الاتحاد الأوروبي المُلزِمة لأعضائها، بما فيها: دولةُ المجر.  
كما شدّدتْ على أن هذا يُعَدُّ مخالفةً صريحةً لاتفاقيات "فيينا" المُنَظِّمة للعَلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين الدول، وتحديدًا بين المجر وفلسطين، مُشيرةً إلى أن دولة فلسطين تنظر باستياءٍ شديد لهذا الموقف المُعارِض لكل ذلك، وترفض هذا التحوُّلَ في الموقف المجري المُتماشي مع المُطالَبات الصهيونية، وأكدت أن دولة فلسطين قد قرّرت استدعاءَ السفير المجري؛ لإبلاغه بموقفها الرافض لهذه الخطوة، ومطالبته بإرسال طلبها لبلاده بتغيير موقفها؛ من أجل مصلحة العَلاقات الثُنائيّة التي تجمع المجر مع فلسطين والعرب والمسلمين، وعليه؛ تمَّ استدعاء السفير الفلسطيني في "بودابست" للتشاوُر؛ تعبيرًا عن رفض فلسطين لهذا الموقف العدائيّ من جانب المجر،  وأشارتْ إلى أنها تدرس كافّة الخيارات المُتاحة للتعامُل مع هذا القرارِ المُعادي، خلال القِمّة العربية، التي سوف تُعقَدُ نهايةَ هذا الشهرِ، في تونس.
 ومنذ نقْل السفارة الأمريكية، في الرابعَ عشرَ من مايو 2018، إلى مدينة القدس المحتلة؛ انساقتْ خلفها دولةٌ واحدة هي "جواتيمالا"، ونقلتْ سفارتَها في السادسَ عشرَ من مايو 2018، وظلّت هناك حتى الآنَ، أمّا "باراجواي"، فقد عَدَلَتْ عن موقفها؛ بعدما نقلتْ سفارتَها إلى مدينة القدس، في الحادي والعشرين من شهر مايو 2018، ثم سرعانَ ما أعادتها في الخامس من شهر سبتمبر 2018، ورغم جهود رئيس حكومة الكِيان الصهيوني المستمرة؛ فإنّ الاتحاد الأوروبي ما زال يتّخذ موقفًا موَحَّدًا بشأن هذه القضية، مُلتَزِمًا كافّة القوانين الدولية في هذا الشأن.
جديرٌ بالذِّكر؛ أن دولًا مثل: المجر، وأستراليا، ورومانيا، كانتْ قد قدّمَتْ تعهُّداتٍ بنقْل سفاراتِها إلى مدينة القدس، لكنها لم تُنَفِّذْ ذلك، وفَضَّلَت التمسُّكَ بمَوقِف الاتحاد الأوروبي، والحفاظ على وَحدته في هذا الشأن.

وحدة الرصد باللغة العبرية

 

طباعة