عام على مسيرات "العودة وكسر الحصار" الفلسطينية

  • | السبت, 13 أبريل, 2019
عام على مسيرات "العودة وكسر الحصار" الفلسطينية

     تتوالى الأعوام والحجرُ يئنُّ قبل الإنسان من ظلم الطغاة في الأراضي المقدسية المباركة؛ فها هو عامٌ يمضى على حلقة من حلقات نضال الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الكيان الصهيوني المغتصِب الذي سلب حريته، ونزع أرضه، ونهب مقدَّراته، وشرَّد وهجَّر أبناءه، كانت هذه الحلقة هي مسيرات العودة وكسر الحصار، حيث خرج المتظاهرون الفلسطينيون السلميُّون في وجه الكيان المغتصب، طامحين إلى استعادة الأراضي والديار المسلوبة، ورفض الحصار الذي فرضه الكيان الصهيونيُّ المغتصب.

مرَّ عام مليء بالقمع والقتل والانتهاكات للقوانين والمواثيق الدولية من جانب الكيان الصهيوني وأجهزته الأمنية الوحشية، المتمثِّلة في جيش الاحتلال، حيث استهدفت قواته المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، فخلَّف وراءه شهداء وجرحى. انطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار، وإن شئنا قلنا مسيرات العزة والكرامة في 30 مارس  2018، حيث كانت مسيرات لإحياء الذكرى السنوية ليوم الأرض الفلسطيني الذي يُعبِّر فيه أبناء الشعب الفلسطيني عن تمسكهم بأرضهم  وهويَّتهم الفلسطينية. قيل في بدايتها إنها مسيرات "الكاوتشوك"، ولكن أثبتت على مدار 52 "جمعة" -حملت كل واحدة منها شعارًا انطلقت من أجله- أنها مسيرات نضال مستمر وعزيمة صلبة لا تلين؛ حيث صمدت الحجارة، والإطارات المطاطية، والبالونات الحارقة -رغم ضآلتها- أمام قمع جيش الاحتلال الصهيوني ووحشيته. لقد استعمل جيش الاحتلال الصهيوني أدواته القمعية للتصدي لهذه المسيرات وأثخن فيهم الجرح والقتل، فاستشهد 266 شهيدًا برصاصه الحي، وجُرِح ما يزيد على 30 ألف فلسطيني.

 وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان -عشية الذكرى السنوية الأولى لمسيرة العودة- أن من بين الشهداء 50 طفلًا، و6 سيدات، ورجلًا مسنًّا، بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الطواقم الطبية، وصحفيَّين، مضيفةً أن من بين الجرحى 16027 حالة تم تحويلها للمستشفيات؛ منهم 3175 طفلًا، و1008 سيدة. وأوضح بيان وزارة الصحة أن من بين إجمالي أعداد المصابين 336 حالةً خطيرة، و6834 متوسطة، و8266 طفيفة، مشيرًا إلى أن تصنيف الإصابات كالتالي: 6857 إصابة بالرصاص الحي، و844 إصابة بالرصاص المطاط، و2331 حالة مصابة بالاختناق بسبب قنابل الغاز، و1989 إصابة متنوعة. كما أشار البيان إلى مواضع الإصابات، حيث كانت 1503 إصابة في الرأس والرقبة، و732 إصابة في الصدر والظهر، و624 إصابة في البطن والحوض، و2232 إصابة في الأطراف العلوية، و7731 إصابة في الأطراف السفلية، و2831 في أماكن متعددة.

وبدوره يلفت مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى أنه تابع فعاليات مسيرات "العودة وكسر الحصار" -منذ انطلاقها- متابعةً لحظية، وضمَّن أحداثها ضمن تقارير القدس الأسبوعية التي تصدر عن المرصد، موضحًا أنه يسلِّط الضوء على ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، ويعمل على فضح ممارسات الكيان الصهيوني المتطرفة، وكشف مخططاته الخبيثة التي تعمل على سلب الفلسطينيين أرضهم وكرامتهم، وتستهدف مدينة "القدس" المحتلة وتسعى إلى تقسيمها مكانيًّا وزمانيًّا. ويشير المرصد إلى أنه يؤكد من خلال قراءته لأحداث مسيرات العودة على عدة نقاط:

  • تعامل الكيان الصهيوني وأجهزته الأمنية بشكل بربريٍّ وقمعيٍّ مع المتظاهرين السلميين الذين يعبِّرون عن رفضهم الحصار  ويطمحون  في العودة إلى أراضيهم.
  • من خلال قراءة أعداد الشهداء والإصابات، اتضح أن قنَّاصة الاحتلال الصهيوني كانت تستهدف المتظاهرين في الرأس والرقبة، وفي بعض المواضع التي تودي الإصابة فيها بحياتهم.
  • الكيان الصهيوني لا يأبه بقرارات الأمم المتحدة أو الإدانات الدولية. وقد أدانت لجنة تحقيق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير لها، الكيان الصهيوني واستهدافه المتظاهرين عمدًا، وطالبت اللجنة بضرورة محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم في محكمة العدل الدولية.

ويؤكد مرصد الأزهر أن الانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل ممارسات إرهابية وأعمال إجرامية، مكررًا مطالبته المجتمعَ الدولي بضرورة القيام بواجباته تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية وعادلة، داعيًا الله –عزَّ وجل- أن يربط على قلوب الفلسطينيين  وأن يرحم شهداءهم  ويمنَّ على مصابيهم بالشفاء العاجل.. حفظ اله فلسطين: شعبًا  وأرضًا ومقدسات.

 

وحدة الرصد باللغة العبرية

طباعة