الدراسة الديموغرافية للمسلمين في إسبانيا لعام 2018

  • | الخميس, 18 أبريل, 2019
الدراسة الديموغرافية للمسلمين في إسبانيا لعام 2018

     تُعدّ متابعة أحوال المسلمين في أوروبا إحدى أهمّ أولويات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف. ومن أبرز الأنشطة في هذا السياق متابعة الدراسات الديموغرافية التي تَصدر سنويًّا عن المراكز الإسلامية والهيئات الحكومية في أوروبا، والمنوط بها إحصاء أعداد المسلمين، وكذا التعريف بأحوالهم والمشكلات والصعوبات التي تواجههم داخل البلدان التي يعيشون فيها.  
ويصدر المرصد الأندلسي كل عام -بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا- دراسةً سنويةً حول أوضاع المسلمين في إسبانيا، معتمدًا في ذلك على بياناتٍ مستمدةٍ من السجلّ المحليّ للسكان التابع للمعهد الوطني للإحصاء في إسبانيا.
وتشتمل الدراسة على أعداد المسلمين التي تمّ حصرها في إسبانيا عام 2018، والنسب المئوية التي تمثلها الجنسيات المسلمة المختلفة داخل الأراضي الإسبانية، فضلًا عن الإشارة إلى مناطق تمركز هذه الأعداد في مختلف المدن الإسبانية، كما تتطرّق الدراسة إلى الحديث عن أهمّ المشكلات التي تواجه المسلمين هناك، وعلى رأسها تدريس مادة التربية الإسلامية لأبناء المسلمين في المدارس الإسبانية، فضلًا عن إشكالية توفير مقابر إسلامية، وهو ما يفتقر إليه الكثير من المسلمين هناك، كما توضح الدراسة كذلك أهمّ المؤسسات الدينية التي طرأت عليها بعض الإصلاحات التشريعية في عام 2018م. وفيما يلي بيانٌ لما تناولته الدراسة بشكلٍ مفصل.
المسلمون في إسبانيا
تشير الدراسة إلى أنّ المذهب المالكي والحنفي هما الأكثر شيوعًا بين المسلمين في إسبانيا؛ كما أنّ هناك أتباع للمذهب الشافعي والمذهب الجعفري الشيعي، ولكن بنسبٍ أقل من المذهبيْن السابق ذكرهما.
وأفادت الدراسة أنّ عدد المسلمين في إسبانيا عام 2018 ارتفع بنسبة 2.5%، إذ وصل إلى 1.993.675 مسلمًا بنهاية العام، بما يمثِّل حوالي 4 % من إجمالي عدد السكان في إسبانيا، وبزيادةٍ قدرها 47.375 نسمة عن عام 2017، الذي بلغ عدد المسلمين فيه 1.946.300 مسلم.

Image

 

كما توضح الدراسة أنّ أعداد المسلمين من أصلٍ إسباني قد ارتفعت في عام 2018 بنسبةٍ بلغت 2% عنها في عام 2017 لتصل إلى 847.801 مسلمًا، بعد أنْ كانت 834.058 مسلمًا. وبخلاف المعتاد، تزايدت أعداد المسلمين الأجانب في إسبانيا خلال عام 2018م؛ حيث أوضحت الدراسة أنّ عددهم بلغ 1.145.874 مسلمًا بعد أنْ كان 1.112.242 خلال عام 2017. وربما يرجع السبب في هذه الزيادة إلى تدفّق أعداد من المهاجرين إلى إسبانيا خلال عام 2018، التي شهدت وصول موجةٍ كبيرة من المهاجرين. وفي المقابل يتزايد أعداد المواطنين المسلمين المهاجرين الذين يحصلون على الجنسية وأولئك الذين وُلدوا في إسبانيا. كما ذكرت الدراسة أنّ أعداد المسلمين الأجانب تتزايد في مدنٍ مثل: مليلية، ومرسيَّة، وإقليم الباسك، وأليكانتى، وألمرية، وقادش، وقوينقة، وغرناطة، وويلبة، وبالنثيا (Palencia).

Image


وتشير الدراسة إلى أنّ أعداد المسلمين المرتفع في إسبانيا يرجع إلى موجات الهجرة المتدفقة، التي بدأت في الأربعينيات من القرن الماضي من المغرب العربي وغرب أفريقيا والشرق الأوسط، والتي اتخذت من إسبانيا وجهةً لها. وقد حصل معظم المهاجرين آنذاك على الجنسية الإسبانية، وامتدَّ نسلهم إلى أبناء أحفادهم الذين يعيشون الآن في إسبانيا. وتشير الإحصائيات إلى أنّ هناك حاليًا ما يقرب من 553.886 من إجمالي847.801 مسلمٍ إسباني من أصولٍ أجنبية يمثلون الجيل الثاني والثالث للمهاجرين الأوائل الذين وُلدوا في إسبانيا. كما ترجع الدراسة أسباب الزيادة كذلك إلى اعتناق الإسبان أنفسهم للإسلام بدءًا من أواخر الستينيات، حتى وصل العدد الآن إلى 22.8008 مسلمٍ من أصولٍ إسبانيةٍ خالصة؛ وإلى ارتفاع الكثافة السكانية في إسبانيا بشكلٍ عام.
جنسياتُ المسلمين:
وعلى مستوى الجنسيات التي تُشكّل الكتلة السكانية لمسلمي إسبانيا، تشير الدراسة إلى أنّ المسلمين من أصلٍ إسباني يمثلون النسبة الأكبر كما ذكرنا سابقًا، بتعداد 847.801 مسلمٍ، بنسبة 43% من إجمالي عدد المسلمين في إسبانيا، في حين يُشكّل المسلمون الأجانب نسبة 57 % بتعداد 1.145.874نسمة. وتأتي الجالية المغربية في المقدمة بتعداد769.050 مسلمًا، بنسبة 38%، في حين بلغت نسبة الجاليات الأخرى نسبة 19%، وعلى رأسها باكستان بتعداد 82.738، ثم السنغال 66.046، تليها الجزائر60.820، ونيجيريا 39.374، ومالي23.685، وجامبيا 19.381، وبنجلاديش 15.979، وغينيا 10.186. أمّا الجنسيات الأخرى فتبلغ 58.615، وتجدر الإشارة إلى بعض تلك الأعداد منها: مصر بتعداد 3.807، وتركيا 4.395، وموريتانيا 8.038، وتونس 2.096، والمملكة العربية السعودية 676، وإيران 5.138، والعراق 1.501، والأردن 1.275، ولبنان 1.960، وسوريا 6.713.

Image


أماكنُ التمركز:
أما عن أماكن تمركز المسلمين في إسبانيا فتوضح الدراسة أنّ معظهم يقطنون الجنوب الشرقي للبلاد، حيث تأتي مقاطعة قطلونية في المقدمة على مستوى المقاطعات الإسبانية بتعداد 533.600، يليها إقليم أندلوثيَّا 324.680، ثم مدريد 290.991، ثم بلنسية 211.056، ثم مرسية 105.326، ثم جزر الكناري 73.888، وكاستيا لا مانشا 65.303، في حين جاءت أقل التجمّعات في الشمال الشرقي؛ حيث تقل الأعداد بشكلٍ عام كما هو الحال فى كانتابريا 5.120، وأشتورياس 8.200. أمّا بالنسبة لتوزيعهم على مستوى المدن، فتُعدّ برشلونة أكبر المدن التي تستأثر بأعداد المسلمين بواقع 335.897 مسلمًا، تليها مدينة مدريد 290.991، ثم مرسية 105.326، ومالقة 92.512، وألمرية 97.543 مسلمًا.
وتذكر الدراسة أنّ الهجرة الداخلية تلعب دورًا محوريًا في تغيير النسب المئوية لأعداد المسلمين من مدينةٍ لأخرى، تلك الهجرة التي تُحركها فرص العمل؛ الأمر الذي أدّى إلى تراجع أعداد المسلمين في بعض المدن مثل: البسيط، وبطليوس، وقرطبة، ومالقة، وأشبيلية، وطراغونة، في حين تزايدت الأعداد في المدن الأخرى مثل: سبتة، ومليلية، وأليكانتى، وألمرية، وقادش، وغرناطة، وويلبة.

Image

كما تناولت الدراسة أعداد المسلمين الذين تقدّموا بطلب الحصول على الجنسية الإسبانية باعتبارها عاملًا محوريًا في تزايد أعدادهم؛ وذلك وفقًا للإحصائيات التي أعدّتها وزارة العدل، والتي ذكرت أنّه في الفترة ما بين 1968 و1997 (30عامًا) وصل عدد المسلمين الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية 29,027 مسلمًا، وفي الفترة ما بين 1998م وحتى 2007 بلغ عددهم 61.086 مسلمًا، وأخيرًا في الفترة ما بين 2008م و2017م مُنحت الجنسية الإسبانية لــ 227.715 مسلمًا، ليصل إجمالي عدد المسلمين الحاصلين على الجنسية الإسبانية إلى 317.828 مسلمًا.
تنامي اعتناقِ ذوي الأصول الإسبانية للإسلام
إنّ اعتناق الإسبان أنفسهم للإسلام كان من أسباب ارتفاع أعداد المسلمين الإسبان بشكلٍ عام، كما أنّ هناك تزايدًا في إقبال ذوي الأصول الإسبانية الخالصة على اعتناق الإسلام في الفترة ما بين 2010م و2018م؛ حيث بلغ عددهم مع نهاية عام 2018 حوالي ‏‏25.256‏‏ مسلمًا، بزيادةٍ قدرها حوالي 6528 عن عام 2010 الذي وصل العدد فيه إلى 18,728 مسلمًا.
تزايدُ أعداد المؤسسات الإسلامية في إسبانيا
تُعدّ "المفوضية الإسلامية في إسبانيا" الهيئةَ القانونية الرسمية الممثلة للإسلام والمسلمين في إسبانيا أمام الحكومة الإسبانية في المفاوضات وتوقيع الاتفاقات المبرمة مع الحكومة. وقد أُنشئت هذه المفوضية عام 1992، وتتكوّن من مؤسستيْن، هما اتّحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا، والاتّحاد الإسبانيّ للكيانات الدينية الإسلامية. وتتكوّن المفوضية الإسلامية من هيئتيْن رئيستيْن: الأمانة العامة، وبها أمينان (أحدهما من اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا والآخر من الاتحاد الإسباني للهيئات الدينية الإسلامية)، واللجنة الدائمة التي تتكون من ستة أعضاء (ثلاثة من اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، وثلاثة من الاتحاد الإسباني للهيئات الدينية الإسلامية).
وقد رفضت الحكومة الإسبانية الإصلاحات التي قدّمها الاتّحاد الإسباني للهيئات الدينية الإسلامية في عامي 2007م و2012م بشأن إعادة هيكلة المفوضية، في حين تمّت الموافقة على الهيكلة الجديدة للمفوضية رسميًا في عام 2015م؛ لتتكوّن من مجلسٍ إداريّ يشتمل على منصب الرئيس، واللجنة الدائمة التي تتألف من 25 عضوًا ممثلين عن الجمعيات الدينية المختلفة.
وانطلاقًا من حرية الاعتقاد التي يكفلها الدستور الإسباني للمواطنين، فإنّه بإمكان أية مجموعةٍ من المسلمين الحصول على التراخيص اللازمة لتأسيس جمعيةٍ إسلاميةٍ خاصةٍ بهم داخل الحيّ أو المدينة التي يعيشون فيها. وتشير التقارير إلى أنّ أعداد الجمعيات الإسلامية في تزايدٍ مستمرٍ؛ حيث وصل العدد إلى 1.694جمعيةً مع نهاية عام 2018م بزيادةٍ قدرها 132 جمعيةً عن عام 2017م، والذي بلغ عدد الجمعيات فيه 1562 جمعيةً.

Image


إنّ ما تمّ رصده من أعداد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا يوضح المرونة التي تبديها الحكومة الإسبانية من خلال منح التراخيص اللازمة لفتح هذه الجمعيات، فضلًا عن إشارتها من ناحية أخرى إلى تشرذم الجالية المسلمة داخل الأراضي الإسبانية وتفرّقها، حتى إنّنا من الممكن أنْ نجد أكثر من جمعيةٍ إسلاميةٍ داخل الحيّ الواحد.
وبمجرد الحصول على التراخيص اللازمة لفتح الجمعية يَحقُّ لها أنْ تُقدّم أوراقها إلى المفوضية الإسلامية في إسبانيا للانضمام رسميًّا إلى هذا الكيان المنوط به المطالبة بحقوق المسلمين أمام الحكومة الإسبانية. وهناك 80% من الجمعيات الإسلامية مسجلةٌ لدى المفوضية الإسلامية، و20% لا زالت غيرَ مسجلةٍ، عِلمًا بأنّ عام 2010م شهد تسجيل 65% من الجمعيات الإسلامية لدى اتّحاد الجمعيات الإسلامية، و10% لدى الاتّحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية، و25% لم يتمّ تسجيلها.

Image


كما يَحقُّ لكافة الجمعيات والهيئات الدينية طلب التسجيل في سجلات الهيئات الدينية التابعة لوزارة العدل الإسبانية. ومع انتهاء عام 2018م تمّ تسجيل 47 هيئة دينية إسلامية في سجلات الوزارة، بما فيها المفوضية الإسلامية، ووصلت أعداد الجمعيات الإسلامية المسجلة في سجلات الهيئات الدينية التابعة لوزارة العدل الإسبانية إلى 1.626 جمعيةً إسلامية.
وعلى مستوى المساجد يواجه المسلمون الكثير من الصعوبات في الحصول على التراخيص اللازمة لفتح مسجدٍ أو ‏مصلى ‏داخل هذه الجمعيات. ورغم ذلك، فإنّ الإحصاءات الأخيرة قد أشارت إلى وجود 1569 مسجدًا في إسبانيا، وهو رقمٌ ضخمٌ إذا ما ‏قُورِن بعام ‏‏2010، والذي كان عدد المساجد فيه 785 مسجدًا. ومن هنا نجد أنّ أعداد ‏المساجد في إسبانيا كان في تزايدٍ مستمرٍ على مدار ‏السنوات الستة الأخيرة؛ وبالرغم من ذلك، فإنّ بعض ‏الجمعيات هناك مازالت تفتقر إلى وجود مسجدٍ أو مصلى. وتذكر ‏التقارير أنّ عدد الجمعيات يفوق عدد المساجد؛ نظرًا لصعوبة ‏الحصول على التراخيص اللازمة لافتتاح مساجدَ جديدةٍ؛ حيث أكّدت الدراسة ‏أنّ 12% من الجمعيات الإسلامية في إسبانيا الآن ما زالت تفتقر إلى ‏مسجدٍ أو مصلى خاصٍ بها.‏ ‏
الوعظ الدينيُّ ضئيلٌ في السجون وغير موجودٍ في الجيش أو المستشفيات
كانت الحكومة الإسبانية قد أقرّت مرسومًا يسمح بوجود واعظٍ دينيٍّ للأقليات الدينية في السجون والمستشفيات ‏والجيش؛ وعلى الرغم من أنّه تمّ تعيين عدد 15 إمامًا في السجون الإسبانية وسبعة في ‏المستشفيات، ‏فإنّه لم يتم تعيين أي إمامٍ في الجيش حتى اليوم. وتكمن أهمية وجود هذا الواعظ في تصحيح أفكار ‏مَن تلوثت عقولهم ‏بالتطرّف والإرهاب، أو مَن يسهل استقطابهم نحو التطرّف عن طريق خطابٍ إسلاميٍّ سمحٍ ‏بعيدٍ عن التشدّد والمغالاة.‏
الجدير بالذكر أنه في عام 2007م نُشر قانون الخدمة العسكرية والذي يُسمح بمقتضاه بالوعظ الديني لأفراد القوات المسلحة، لكن لم يتمّ التعاقد مع أي إمامٍ مسلمٍ حتى الآن على الرغم من وجود بعض الوحدات العسكرية التي يُمثل المسلمون غالبيةَ جنودها. وفي الماضي كانت القوات المسلحة الإسبانية تُعيِّن إمامًا مسلمًا بين أفرادها. أمَّا الوعظ الديني في المستشفيات، فقد تضمّنت اتفاقية عام 1992 بندًا يُسمح بمقتضاه بوجود وعّاظٍ داخل المستشفيات، لكن هذا الأمر لم يتمّ وضعه في حيّز التنفيذ، ولم يتمّ التعاقد مع أي إمامٍ لتطبيق هذا البند.
التلاميذُ المسلمون، ومعلمو مادة التربية الدينية في إسبانيا:
كجميع أتباع الديانات، يرغب المسلمون في إسبانيا في أنْ يتلقّى أبناؤهم تعاليم الدِّين الصحيحة؛ ولذلك فإنّهم يطالبون ‏بأنْ يَدرُس أبناؤهم مادة للتربية الدينية الإسلامية في المدارس الحكومية؛ حيث لا يدرس هذه المادة سوى 10% فقط من التلاميذ ‏المسلمين، في حين أنّ هناك ما يقرب من 90% من معلمي هذه المادة يواجهون شبح ‏البطالة. وفي الوقت ذاته، فإنّ الحكومة الإسبانية لا تحرّك ساكنًا إزاء العديد من المطالبات بتفعيل القوانين التي ‏تسمح بالتعاقد مع مدرسين جُدد لسدِّ العجز الذي تعانيه المدارس الإسبانية؛ إذْ ليس من المنطق ألّا يتجاوز عدد ‏المعلمين 76 معلمًا، في حين يبلغ عدد التلاميذ المسلمين 312.498 حتى نهاية عام 2018، من بينهم 133.141 ‏تلميذًا إسبانيًا. يُذكَر أنّه قد تمّت الموافقة على تدريس التربية الإسلامية في المدارس الإسبانية منذ عام 1996، ‏ونُشر آنذاك محتوى المنهج الدراسي لمادة التربية الدينية، وتمّ الاتفاق على التعاقد مع معلمين لهذه المادة.‏

Image


نسبةُ المقابر إلى أعداد للمسلمين
برغم مطالبات الجمعيات الإسلامية المستمرة بتخصيص مقبرةٍ للمسلمين لدفن موتاهم وفقًا للشريعة الإسلامية، فإنّ عدد المقابر لا يتناسب مطلقًا مع عدد المسلمين الحالي في إسبانيا. فوفقًا للدراسة التي أعدَّها اتّحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، فليس هناك في إسبانيا سوى 35 مقبرةً إسلاميةً ‏فقط، بواقع 11 مقبرةً في "أندلوثيّا"، ومقبرةً واحدةً في كلٍّ من "أراجون"، و"البليار"، و"سبتة"، و"مليلية"، و"مدريد"، و"مرسية"، و"نابارّا"، و"إقليم الباسك"، و"لا ريوخا"، و"أستورياس"، ومقبرتيْن في "كنارياس"، و ثلاثة في "قشتالة" و"ليون". ويحظى إقليم قطلونية بــ 5 مقابرَ إسلاميةٍ، في حين يوجد في "بلنسية" 4 مقابرَ فقط، أيْ أنّ هناك ما يقرب من 95% من الجمعيات الإسلامية تفتقر إلى مقبرةٍ إسلاميةٍ؛ لذا يلجأ العديد من المسلمين إلى دفن موتاهم بمقابرَ متعدّدةِ الأديان أو بالمقابر العامّة التابعة للبلديات الإسبانية المختلفة.

Image


وفي مناسباتٍ عديدة، أبدى المسلمون عدم قدرتهم على تحمّل التكاليف الباهظة حال دفن أحد ذويهم خارج إسبانيا. ومن المثير للدهشة أنّ عدد المقابر الإسلامية خلال الحرب الأهلية الإسبانية كان يتجاوز الثلاثين مقبرة -والتي تم إنشاؤها لدفن العسكريّين المسلمين الإسبان الذين لقوا حتفهم أثناء الحرب؛ نظرًا لتزايد أعدادهم آنذاك- لكنّها تعرّضت للإهمال والنسيان مع مرور الزمن. وكطريقةٍ لمواجهة ندرة هذه المقابر، اجتهد المسلمون ولجؤوا إلى بدائلَ للتكيّف مع هذه الأوضاع من خلال وضع المتوفّى في تابوتٍ خشبيٍّ بدون نقوشٍ، وفتح عدة ثقوبٍ به حتى يكونَ الجسد أقرب ما يكون إلى الأرض، في محاولةٍ منهم لتوفيق الوضع بين ما هو متاحٌ وبين ما هو  مطلوبٌ في الشريعة الإسلامية. جديرٌ بالذكر أنّ البديل المتوفر للمسلمين حاليًا يتمثّل في دفن ذويهم في مقابرَ البلديّة وفقًا للشروط المحلية بوضع الميت في تابوتٍ خشبيٍّ، أو من خلال نقل الميّت إلى بلده الأصلي؛ الأمر الذي يَتكلّف مبالغَ باهظةٍ قد تصل إلى أربعة آلاف يورو لكل حالة وفاةٍ.   
نتائجُ عامّة
نَخلُص من هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
-    ارتفاع عدد المسلمين في إسبانيا في عام 2018م بنسبة 2.5% عن العام الماضي؛ حيث وصلت إلى‏1.993.675‏ مسلمًا بنهاية العام، وبزيادةٍ قدرها ‎47.375‎‏ ‏نسمة عن عام 2017م، والذي بلغ عدد المسلمين فيه 1.946.300 مسلم.
-    يمثل المسلمون من أصلٍ إسبانيٍّ النسبةَ الأكبر بتعداد‏847.801‏ نسمة بنسبة 43%، في حين يُشكّل المسلمون الأجانب نسبة 57% بتعداد‏1.145.874 ‏نسمة (38% من المغاربة، و 19% من جنسياتٍ أخرى).
-    هناك 80% من الجمعيات الإسلامية مسجلة ضمن المفوضيّة الإسلاميّة في إسبانيا، في حين أنّ هناك 20% خارجها.
-    هناك 12% من الجمعيات الإسلامية في إسبانيا تفتقر إلى وجود مسجدٍ أو مصلى خاصٍ بها.
-    هناك 90% من مُدرسي مادة التربية الدينية لم يتمّ التعاقد معهم، ويواجهون شبح البطالة.
-    هناك 90% من التلاميذ المسلمين لا يتلقّون دروسًا في مادة التربية الدينية في مدارسهم.
-    هناك 95% من الجمعيات الإسلامية ليس بها مدفنٌ أو مقبرةٌ خاصةٌ بالمسلمين.


وحدة رصد اللغة الإسبانية

 

طباعة