هل أحرق فوز "صادق خان" ورقة الإسلاموفوبيا؟

  • | الأحد, 22 مايو, 2016
هل أحرق فوز "صادق خان" ورقة الإسلاموفوبيا؟
نقلًا عن موقع counterpunch.org بتصرف
في السباق الانتخابي الأخير في بريطانيا على منصب عمدة لندن، كان مرشح حزب المحافظين "زاك جولد سميث" المرشح المثالي في نظر الكثيرين، نظرًا لصغر سنه ووسامته وتمتعه بقبول لدى العديد من فئات المجتمع اللندني. ولكي ينال "جولد سميث" مزيدًا من التأييد أثناء حملته الانتخابية، كان عليه أن يركز في حملته مثلًا على لفت الأنظار إلى ما أنجزه من أعمال في مجال البيئة باعتباره صحفيًا ومدير تحرير سابق في مجلة " The Ecologist" البيئية، أو تسليط الضوء على خبرته الدولية الكبيرة ودعمه لقضايا الشعوب الأصلية، إلا أنه قرر التخلي عن كل ذلك وركز على شن هجوم على منافسه "صادق خان" مرشح حزب العمال بوصفه بـ "المسلم المتطرف" في استغلال نمطي لظاهرة الإسلاموفوبيا، إلا أن ذلك دفع الكثيرين إلى عقد مقارنة بين خطابي كل من "جولد سميث" ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الأمريكية "دونالد ترامب" الذي طالب في السابق بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة؛ ودفع الصحفية البارزة "جيميما" شقيقة "جولد سميث" إلى نشر تغريدة على تويتر تقول فيها: "من المحزن أن حملة "زاك" لا تعكس حقيقته التي أعرفها عنه"، حتى إن بعض أعضاء حزب المحافظين البريطاني قرروا أن ينأوا بأنفسهم عنه ووصفوا خطابه بالفج والعنصري، ظلت حملة كلا المرشحين قائمة، وكل منهما يحاول كسب مؤيدين بأسلوب خطاب مختلف إلى أن جاء يوم الاقتراع، وأظهرت نتائج تلقي "جولد سميث" هزيمة مذلة لصالح صادق خان، مُعلنة أن الأخير أصبح على رأس المدينة متعددة الثقافات، لندن.
ما يثير الاهتمام حول إدارة الحملة الانتخابية لـ "جولد سميث" هو التصور المعتاد الذي كان موجودًا لدى مستشاريه بأن العزف على وتر الإسلاموفوبيا سوف يؤتي ثماره سياسيًا، إلا أن الأمر لم ينجح هذه المرة على ما يبدو، نظرًا لأن لندن هي إحدى العواصم العالمية متعددة الثقافات التي ينتمي قاطنوها إلى خلفيات عرقية ودينية مختلفة.
وما يبعث ببعض الطمأنينة أن فوز "صادق خان" سوف يخفف من الاستخدام المستقبلي لورقة الإسلاموفوبيا في الغرب لكسب مؤيدين، خاصة في الولايات المتحدة، ولعل ذلك ما يفسر ارتباك ترامب مؤخرًا وتخفيفه من حدة خطابه المعادي للإسلام.        
                     
وحدة رصد اللغة الإنجليزية
 
 
طباعة