تعليم الفتيات في باكستان بين الواقع والمأمول

  • | الإثنين, 27 مايو, 2019
تعليم الفتيات في باكستان بين الواقع والمأمول

     التعليم هو اللبنة الأولى في طريق أي مجتمع نحو التقدم والمدنية والرقي. فمجتمع بلا تعليم مجتمع غير محصن من الأمراض والآفات النفسية والاجتماعية والحضارية. والتعليم هنا لا يقتصر على جنس دون الآخر، بل يشمل كلًا من الرجال والنساء، فالحضارة الإنسانية لا تكتمل معالمها إلا بتلقي الطرفين قدرًا كبيرًا ووافرًا من التعليم. بل إن البعض يعتبر أن تعليم المرأة هو الأساس في خلق جيلٍ واعٍ وأكثر نضجًا وصحة وسلامة نفسية وإنسانية، خاصة وأنها الأكثر تأثيرًا في محيطها باعتبارها الأم والزوجة والأخت، وفي هذا يقول الشاعر المصري الكبير "حافظ إبراهيم": "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق".

ورغم أهمية الدور الذي تلعبه النساء المتعلمات في دفع مجتمعاتهن نحو التقدم والرقي والازدهار، فإنه للأسف الشديد توجد شريحة في بعض المجتمعات الإسلامية ترى أن تعليم المرأة انتقاص من قدرها، وتعتبر خروجها لتحصيل وتلقي العلم مخالفًا لأحكام الشريعة الإسلامية، مثلما يحدث في بعض المناطق بباكستان؛ حيث تُحرم الفتيات من الحصول على فرص جيدة للتعليم إما بسبب العادات والتقاليد، أو بسبب سيطرة الأفكار القبلية، أو الأفكار المتشددة التي تتبناها الجماعات المتطرفة، وتحاول الترويج لها ونشرها أو حتى فرضها فرضًا، على اعتبار أنها من صلب الدين.

فحسب التقرير الأخير والصادر عن منظمة "مراقبة حقوق الإنسان: هيومان رايتس واتش"، فإن ما يقرب من 22.5 مليونًا من أصل 50 مليون طفل في باكستان غير ملتحقين بالمدارس، معظمهم من الفتيات. وأشار التقرير كذلك إلى أن 32% من الفتيات الباكستانيات قد تسربن من المرحلة التعليمية الابتدائية، في مقابل 21% من الفتيان، وأن ما يقرب من 59٪ من فتيات الصف السادس قد تسربن من التعليم، في مقابل 49٪ من الفتيان، في حين تُكمل 13% منهن فقط تعليمها حتى الصف التاسع.

يستند هذا التقرير في المقام الأول إلى البحوث التي أجريت في باكستان خلال عامي 2017 و2018؛ حيث قام باحثو المنظمة بإجراء 209 مقابلة فردية وجماعية، معظمها في كل من: "كراتشي" و"لاهور" و"بيشاور" و"كويتا" وشملت الفتيات اللاتي لم يلتحقن أبدًا بالمدارس، بالإضافة للآباء والمعلمين ومديري المدارس وخبراء التعليم والناشطين والعاملين في المجتمع المحلي.

من جانبه أشار "ساروب إيجاز"، المحامي في المنظمة إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس خاصة الفتيات منهن آخذ في الارتفاع، في الوقت الذي لا يقابله ارتفاع بنفس النسبة في عدد المدارس الحكومية. من جانبه أشار "مشرف زايدي"، أحد الباحثين إلى وجود أزمة في تعليم الفتيات في باكستان؛ حيث إن 4 مدارس من أصل 5 مدارس هي مدارس ابتدائية، وهذا يعني أن الفتيات غالبًا ما يضطررن للسير أو السفر لمسافات طويلة للالتحاق بالمدارس الثانوية، وأن المدارس الآمنة والمتاحة للفتيات هي حلم بعيد المنال في باكستان.

كما حثت "بايلا رازا جميل"، رئيسة جمعية "إدارة التعليم" - مؤسسة خيرية تعمل على تعزيز التعليم في باكستان - الحكومة على توفير المزيد من وسائل النقل والوجبات الغذائية والزي المدرسي للفتيات. وأضافت أن الافتقار إلى المرافق في مرحلة ما بعد التعليم الابتدائي تؤدي إلى الزواج المبكر - وهو أحد أسباب حرمان الفتاة من التعليم - في بلاد تشير الأمم المتحدة إلى أن 21% من فتياتها متزوجات وهن دون 18 من أعمارهن.

كما أفاد نشطاء باكستانيون أن فتاة من كل 3 فتيات، وفتاة من بين 5 أولاد محرومون من المدرسة الابتدائية في باكستان، وأنهم حثوا الحكومة الجديدة على الوفاء بوعودها ببناء المزيد من المدارس الخاصة بالفتيات وعدم الخوف من الهجمات التي يشنها المسلحون والمتشددون المعارضون لتعليم الإناث.

على جانب آخر، فإن التقرير الصادر عن مؤسسة "ألف إعلان" الباكستانية غير الحكومية، والمهتمة بشئون التعليم لطلاب باكستان، والذي حمل عنوان: "خمس سنوات من الإصلاحات التعليمية: فوز خيبر بختون خواه، خسائر وتحديات المستقبل 2018/ 2022م" قد تناول الإصلاحات التي تقوم بها حكومة إقليم "خيبر بختون خواه" الباكستاني والتحديات في قطاع التعليم خلال خمس سنوات، وأعطى هذا التقرير صورة قاتمة للغاية فيما يخص تعليم الفتيات؛ حيث كشف التقرير نقلًا عن بيانات إحصاءات التعليم الباكستانية 2015/ 2016م أن: "الفتيات هن الأقل حظًا في هذا المجال؛ حيث إن ما يزيد عن نصفهن بقليل (51%) لا يستطعن الالتحاق بالمدارس.

كما لفت التقرير انتباه الحكومة إلى اختلال التوازن الهائل بين توفير المدارس الابتدائية وما بعد الابتدائية في جميع أنحاء الإقليم. هذا فضلًا عن الفجوة بين الجنسين في المدارس المتوسطة والثانوية. وعليه بات من الضروري توضيح الأسباب التي منعت العديد من الفتيات في باكستان من الالتحاق بالتعليم.

فما هي أسباب حرمان الفتيات من التعليم؟

"لا يمكننا تعليم أطفالنا، ولا يمكننا كذلك إطعام أنفسنا": بهذه الكلمات عبّرت "روخسانا" البالغة من العمر 30 عامًا، والأم لـ3 أطفال -جميعهم غير ملتحق بالتعليم- عن الأزمة التي تعاني منها شريحة ليست بالقليلة من الفتيات الباكستانيات على وجه الخصوص. فالحرمان من التعليم أو التسرب منه في باكستان يعود لأسباب عديدة، أهمها العوز، وقلة الدخل المادي الذي يقف عائقًا أمام الفتيات الباكستانيات وأمام حلمهن وحلم آبائهن وأسرهن في توفير فرصة جيدة لهن لتحصيل العلم الجيد.

ويمكن تقسيم أسباب حرمان الفتيات من التعليم أو الأسباب المؤدية لتسربهن من المنظومة التعليمية إلى قسمين؛ الأول: الأسباب الخارجية، والتي ترتبط بشكل مباشر بالعوامل الخارجية البعيدة عن المنظومة والعملية التعليمية ذاتها. والثاني: الأسباب الداخلية، والتي ترتبط بشكل مباشر بالعملية والمنظومة التعليمية ذاتها.

أولًا: الأسباب الخارجية:

يمكن حصرها في 3 أسباب رئيسة، وهي الفقر، والعادات والتقاليد، وسيطرة الفكر المتطرف وما تبعه من سيطرة الجماعات المتطرفة مثل "طالبان باكستان" على بعض المناطق، والسبب الأخير في حد ذاته يمثّل الكابوس الأكبر الذي يواجه الفتيات الباكستانيات؛ حيث يقوم المنتمون لهذه الحركة بالإضافة للمتشددين ممن يعتبرون تعليم الفتيات مخالف لتعاليم الإسلام بمهاجمة مدارس الفتيات خاصة تلك الموجودة في المناطق الشمالية الغربية، والشمالية من باكستان، مثلما حدث في عام 2012؛ حيث قامت عناصر تابعة لهم بإطلاق النيران على "ملالا يوسف زاي"، الحاصلة على جائزة نوبل؛ ما أسفر عن إصابتها بإصابات بالغة.

ومن بين العوامل الخارجية التي تؤثر بشكل غير مباشر على حرمان الفتيات من التعليم منع بعض الأسر لهن من الخروج لتلقي التعليم؛ بسبب كونهن فتيات... والفتاة من المعيب أن تخرج لتلقي وتحصيل العلم! هذا بالإضافة للتمييز في المعاملة بين الفتاة والصبي داخل الأسرة الواحدة، بحيث لو كان هناك أفضلية فيما يخص تلقي العلم فستكون للصبي. أيضًا الزواج المبكر للفتيات، والذي يُعدُّ أحد أبرز أسباب حرمان الفتاة من تحصيل العلم في بعض المناطق الباكستانية. 

ثانيًا: الأسباب الداخلية:

من بين العوامل التي تسببت في حرمان عدد من الفتيات من التعليم ما أعلنته "هيومن رايتس ووتش" من عوامل، ومن بينها نقص الاستثمارات الحكومية في المدارس، وقلة عدد المدارس، والرسوم المدرسية الباهظة، والتكاليف ذات الصلة، والعقاب البدني، والفشل في تطبيق التعليم الإلزامي، بالإضافة لسوء الأحوال وقلة الجودة داخل بعض المدارس الحكومية والمدارس الاقتصادية المنخفضة التكلفة، والفساد، والتحرش الجنسي، وانعدام الأمن بسبب ما تتعرض له المؤسسات التعليمة من هجمات من قبل الجماعات المتطرفة، خاصة تلك التي تشتمل على طالبات.

تداعيات حرمان الفتيات من التعليم

كان لحرمان الفتيات من التعليم بعض التداعيات التي خيّمت بظلالها بشكل مباشر على المجتمع الباكستاني على أصعدة عدة منها الصعيد الحكومي والقوى العاملة، فحسب التقرير الحالي الصادر عن الحكومة في باكستان، فإنه من بين إجمالي 649176 منصبًا في الحكومة الفدرالية تشغل النساء حاليًا نسبة 5.48٪ فقط، في حين تبلغ نسبة تمثيل وتواجد الأقليات في تلك الوظائف ما يقرب من 2.82٪. وحسب التقرير الصادر عن وحدة النشر التابعة لصحيفة dawn الباكستانية والخاص بموظفي الحكومة الاتحادية وهيئاتها المستقلة في الفترة ما بين عامي 2016: 2017، فإن العدد الإجمالي للوظائف يبلغ 649176 وظيفة، 78,623 منها شاغرة، وهو ما تسبب في وجود 570,553 موظفًا فقط. وبناء على تلك المعلومات فإن القوة الفعلية للموظفات تبلغ 31,281، أي أقل من عدد الوظائف الشاغرة، لكن خلال العام الماضي شهدت تلك النسبة والخاصة بتمثيل النساء في الوظائف الحكومية زيادة بلغ قدرها 34.26%، بعدد 23,298 موظفة.

ومن بين القوام الحالي تعمل 31,281 موظفة، 1246 منهن تعملن في الأمانة العامة، في حين تشغل 30,035 منهن وظيفة ما في الإدارات والمكاتب الفرعية.

وبالنسبة لتوزيعهن على الأقاليم، جاءت "البنجاب" في المرتبة الأولى بنسبة 73.68%، ثم "السند" بنسبة 12.76%، ثم "خيبر بختون خوان" بنسبة 7.9%، ثم "بلوشستان" بنسبة 1.93%، وفي النهاية جاءت "جامو وكشمير" بنسبة 1.77%، وبالنسبة للمناطق الاتحادية والقبلية فقد جاءت النسبة في منطقة "فاتا" 1.36%، ثم "جلجت/ بلتستان" بنسبة 0.56%.

Image

 

وعن التفاوت في المناصب الحكومية بين الجنسين، تقول "رخسانة شاه"، السكرتير الاتحادي السابق: "هناك تخوف من توظيف النساء في المناصب الحكومية بسبب احتمالية عدم استمرارهن فيها. هناك العديد من النساء الموظفات يعملن كمعلمات أو أخصائيات نفسيات، أو ممرضات، مما يشير إلى أن اللجنة العامة يجب أن تجعل البيئة أكثر ملاءمة للمرأة". وشددت على ضرورة خلق بيئة ملائمة من أجل تشجيع المرأة على الالتحاق بتلك المناصب. وحسب ما أشار إليه أحد الموظفين السابقين، فإن الحصص النسائية في العمل غالبًا ما تظل شاغرة بسبب الحواجز الثقافية.

من جانبه أشار كل من السكرتير الاتحادي السابق، والسكرتير الأول لرئيس الوزراء آنذاك "يوسف رضا جيلاني"، و"نرجس سيثي"، إلى أن عدد النساء في المناصب العليا يمكن أن يُعدُّ على الأصابع، وأنه لا يوجد نساء يشاركن في وضع السياسات العامة وأن من يعملن منهن يتم وضعهن في مجالات مثل: السياحة والصحة، وهو ما يَحُدُّ من صلاحياتهن ومن نطاق نفوذهن، وأنه من الضروري أن يتم الدفع بهن في مجالات مثل المالية والتجارة.

مبادرات حكومية فردية ونماذج مشرفة للفتاة الباكستانية

جهود مضنية تُبذل على الصعيدين الحكومي والشعبي، الفردي والجماعي؛ للنهوض بأحوال الفتيات ودعمهن من الناحية التعليمية؛ حيث شهد إقليم "خيبر بختون خواه"، تقدمًا طفيفًا في أعداد التسجيل في المرحلة الابتدائية، وتحسنًا كبيرًا في مستوى المدرسة الثانوية، وارتفع معدل التسجيل بنسبة 4.54 في المرحلة الابتدائية، و2.3 في المرحلة المتوسطة، ​​و26.96 في المرحلة التعليمية العليا.

وفي مبادرة فريدة من نوعها، وكخطوة أخرى للتوعية بأهمية تعليم الفتيات قامت المخرجة الباكستانية والناشطة الحقوقية "سمر منة الله" بحشد سائقي الشاحنات الباكستانية؛ للمساعدة في نشر الوعي حول أهمية تعليم الفتيات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق النائية، وذلك عن طريق رسم اللوحات على شاحناتهم.

عادة ما تحمل الشاحنات رسومات للفنانات، أو حتى للرجال المدججين بالسلاح، لكن عن طريق هذه المبادرة الفريدة من نوعها، وبمساعدة الرسامين والسائقين، سيكون لتلك الشاحنات القدرة على نشر الوعي حول هذه القضية بطريق غير مباشر، خاصة في المناطق الريفية حيث تتزايد حالات الزواج المبكر، وحالات حرمان الفتيات من حقهن في التعليم بسبب مقاومة بعض العائلات لهذا الحق.

لقد نجحت الناشطة الباكستانية في الحصول على موافقة ودعم وتمويل كل من: "بنك التنمية الآسيوي"(ADB)، ومنظمة "اليونيسكو"، والتوقيع معها ومع "حياة خان"، مالك إحدى الشاحنات على مذكرة تفاهم.

تقول حياة: "إن فن الشاحنات هو مهمتنا... وبعد إطلاقنا لهذا المشروع نقوم الآن برسم صور تحمل رسالة عامة". أما "حاج خان"، سائق ومالك إحدى الشاحنات، والتي كانت تحمل صورة لإحدى الفنانات، فقد وافق على رسم لوحة لفتاة صغيرة تبتسم وهي تحمل الكتب، كرسالة لحث العائلات على إرسال فتياتهن لتلقي التعليم، ومعها عبارة توضح أن زواج الفتيات في عمر مبكر جرم وجناية. وتضيف "سمر"، أن ردود الأفعال على مبادرتها كانت إيجابية للغاية، وأظهرت مدى تحمس سائقي الشاحنات بالفن الهادف والحامل لرسالة توعوية.

على صعيدٍ آخر، وفي خطوة قد تساهم في التشجيع على دفع الفتيات في طريق التعليم، تمّ اختيار اثنتين من الباكستانيات المؤسسات لإحدى المجموعات على "فيسبوك"، وهما: "كانو الأحمد"، مؤسسة مجموعة: "Soul Sisters Pakistan"، و"نادية باتيل" مؤسسة مجموعة "Sheops"، كزملاء للبرنامج الأول للقيادة المجتمعية عبر Facebook.

 "كانو" و"نادية"، اثنتان من بين 115 من قادة المجتمع العالمي الذين تم اختيارهم من بين أكثر من 6000 متقدمًا من جميع أنحاء العالم لهذا البرنامج، والذي يهدف إلى تمكين القادة الذين يقومون ببناء المجتمعات في جميع أنحاء العالم. وسيتم خلال البرنامج تدريب المشاركين المختارين، وتمويلهم بواسطة Facebook؛ حيث سيحصل كل واحد منهم على ما يزيد عن 50 ألف دولار لاستخدامها في مبادرة خاصة بمجتمعاتهم؛ لتعزيز رؤيتهم الخاصة بتلك المجتمعات. يشتمل البرنامج على منهج تعليمي مصمم خصيصًا لتنمية المهارات القيادية، والمشاركة المجتمعية الاستراتيجية والمهارات التقنية، وغيرها.

بدأت "كانو الأحمد" مجموعتها المسماة بـ "Soul Sisters Pakistan"، كواحدة من المجموعات الآمنة والخاصة بالنساء الباكستانيات عبر الشبكة العنكبوتية؛ حتى تتمكن كل واحدة منهن من مشاركة قصصهن والتعبير عنها بشكل آمن، والحصول على الدعم والمساعدة النفسية وحتى القانونية. أما "نادية باتيل قانججي"، فهي مؤسِّسة "Sheops"، أول سوق نسائي في باكستان عبر الشبكة العنكبوتية؛ حيث توفر لربات المنازل وغيرهن تسويق وترويج وتوسيع أعمالهن. تقول "نادية": "مهمتي هي تمكين النساء اقتصاديًا وزيادة الإدماج الرقمي والمالي للإناث، وتمكينهن من المساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد".

إن حرمان الفتاة من حقها في تحصيل العلم وتلقي القسط الوافر منه لهو ظلم بيّنٌ لها ولأسرتها ولمجتمعها ككل، خاصة وأن الإسلام لم يسلبها هذا الحق، ولم يمنعها من الخروج لطلب العلم. يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، كما يقول عز وجل: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". كما قال خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم: "النساء شقائق الرجال"، وقال أيضًا: "العلم فريضة على كل مسلم"، فالخطاب في الآيات والأحاديث السابقة لم يخصص فيه الخطاب عن أحدهما دون الآخر، كما لم يكن للرجل فيه الأفضلية، فكلمة "مسلم" على سبيل المثال تطلق على كليهما (الرجل والمرأة)، كما أن التاريخ الإسلامي مليء بنماذج مشرفة لمسلمات متعلمات مثقفات ساهمن في خدمة مجتمعهن الإسلامي مساهمة كبيرة، بل وتعلمت بعضهن على يد خير البرية حيث كن يحضرن مجالس العلم التي يعقدها لهن الرسول- صلى الله عليه وسلم-  ليعلمهن مما علمه الله. ومنهن من روين الحديث عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كالسيدة عائشة رضي الله عنها... فكيف يأتي بعدها من ينكر على المرأة حقها في التعليم والتعلم!

 

وحدة رصد اللغة الأردية

طباعة