شنت جماعة بوكو حرام هجومًا إرهابيًّا جديدًا، استهدف قرية "كايجا" على ضفاف بحيرة تشاد غرب تشاد؛ ما أسفر عن سقوط نحو 14 شخصًا، وإصابة خمسة، فضلًا عن فقدان 13 آخرين.
ويأتي هذا الهجوم استمرارًا لسلسلة الهجمات والاغتيالات، التي تقوم بها جماعة بوكو حرام الإرهابية، في منطقة غرب إفريقيا؛ حيث قامت في الآونة الأخيرة بتوسيع نشاطها خارج حدودها، فشملت كلًّا من النيجر والكاميرون وتشاد، سعيًا منها للسيطرة على مساحةٍ جغرافيةٍ أوسع، مما يمكنها من الحصول على دعم لوجستي أكبر من جهة، وتوسيع مجال نفوذها من جهة أخرى.
من جانبه يُدين مرصد الأزهر هذا الهجوم الإرهابي، ويحذر مجددًا من تلك الهجمة الشرسة التي ينفذها تنظيم داعش في غرب إفريقيا؛ من أجل رفع الروح المعنوية لمقاتليه، وإرجاع الثقة لهم، بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في منطقة الشرق الأوسط.
كما حذر المرصد مسبقًا من انتقال عناصر داعش من سوريا والعراق إلى القارة الأفريقية؛ لأن طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية تغيرت كثيرًا عن السابق؛ حيث كانت تعتمد على تفخيخ النساء والأطفال بشكل أوسع من المواجهة المسلحة؛ وذلك بسبب قلة عدد المقاتلين.
لكن مع انتقال عدد كبير من عناصر التنظيم إلى القارة الإفريقية على وجه العموم، وفي غربها على وجه الخصوص؛ أدى ذلك إلى تطور النهج العسكري لمجموعات التنظيم، من الحرب الدفاعية والانتحارية إلى التركيز على العمليات الهجومية، مستهدفًا أماكن يصعب مهاجمتها.
ويأتي هذا التحول بسبب الدعم اللوجيستي الذي تلقته مجموعات التنظيم في المنطقة، بالإضافة إلى الخبرة العسكرية التي انتقلت مع عناصر التنظيم.
وهذا الوضع يفرز واقعًا مأزومًا من شأنه الفتك بأبناء القارة؛ مما يتسبب في إراقة مزيدٍ من الدماء التي كفل الإسلام حفظها وحمايتها.