قال فلوريان هارتليب، باحث في شئون التطرف: إن التطرف في ألمانيا يتصاعد من قِبل التيار اليميني واليساري على حدٍّ سواء، وإن عمليات «الذئاب المنفردة» التي يرتكبها أتباع كلا التيارين بشكل ديناميكي متبادل، تقوي بعضها بعضًا.
وأضاف هارتليب في تصريحات لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية، أن الخطر الأكبر يكمن في المشهد اليميني، وأن عام 2019 «عام الأعمال المتطرفة اليمينية»، مستشهدًا بحادث نيوزيلندا الإرهابي، والذي راح ضحيته 51 مسلمًا، ومقتل فالتر لوبكه، رئيس حكومة مدينة «كاسل» الألمانية، والاعتداء على المعبد اليهودي في مدينة «هاله» الألمانية.
وأوضح الباحث في شئون التطرف أنه تمَّ إحصاء عدد 4905 جريمة لتيار اليسار، مقابل 10053 حادثًا لليمين المتطرف، خلال النصف الأول من 2019، وأن كل 5 أشخاص خطرين من تيار اليسار يقابلهم 44 شخصًا خطيرًا من اليمين، لافتًا إلى أنه تمَّ تصنيف نحو 9000 شخص يساري مستعدين لارتكاب أعمال عنف، في مقابل 12700 شخص يميني، بحسب ما أعلنت هيئة «الأمن القومي» الألمانية.
من جانبه يشير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى أنه قد أصدر خلال العام الماضي عددًا من التقارير، التي حذَّر فيها من خطورة تيار اليمين المتطرف في أوروبا بشكل عام، والجمهورية الألمانية على وجه خاص.
ويجدد المرصد تحذيره من الخطورة المتنامية لذلك التيار، والتي تمَسُّ السلم الاجتماعي داخل القارة الأوروبية، مذكِّرًا بأبرز الجرائم التي ارتكبها اليمينيون، والتي من بينها الاعتداء على عشَرات المساجد في ألمانيا، وتوجيه خطابات تهديد بتفجيرها، والتصريحات التحريضية لأعضاء أحزاب يمينية ضد المسلمين، وحوادث الطعن والإهانة التي تتعرض لها المحجبات، بالإضافة إلى تمزيق نسخ من المصحف الشريف.