كتاب "الإسلام والإسلام السياسي"‏ لــ"كريستينا دي لا بوينتي"

مفاهيم إسلامية تحت المجهر

  • | الخميس, 19 مارس, 2020
كتاب "الإسلام والإسلام السياسي"‏ لــ"كريستينا دي لا بوينتي"


مع تصاعد موجة الحديث عن الإسلام في وسائل الإعلام الغربية، أصبح هناك خلط شديد في استخدام بعض المصطلحات الإسلامية والتعريف الصحيح بها. وقد أثار هذا الأمر فضول واهتمام بعض الباحثين، لمعالجة هذه المصطلحات، وعرضها بوجهات نظر مختلفة ومتفاوتة في الطرح والتأييد أو الانحياز. 
وفي هذا الإطار صدر كتاب بعنوان: "الإسلام والإسلام السياسي" للباحثة "كريستينا دي لا بوينتي" Cristina de la Puente وهي باحثة بـ "معهد اللغات والثقافات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط"، الذي أوضحت فيه بعض الإشكاليات المتعلقة بقضايا الإسلام. 
وأوضحت "كريستينا" أن الخلط بين "الإسلام" ومصطلح "الإسلام السياسي"، أي: تياراته الأصولية، واعتبار أعمال العنف والإرهاب التي يمارسها المتطرفون جوهرًا في تعاليم الدين الإسلامي يعدّ أمرًا خطيرًا، وذكرت أن من ينتهج العنف من المسلمين هم فئة ضئيلة منحرفة الفكر، فسّرت النصوص وَفق أهوائها. 

وبخصوص موضوعية تناوُل وسائل الإعلام لقضايا الإسلام والمسلمين أكدّت أن قضية "الموضوعية" مرتبطة في الأساس بالمعرفة؛ لذا يجب على وسائل الإعلام بذل جهد أكبر لتأصيل بعض القضايا التي لم تكن ذات أهمية سياسية واجتماعية كبيرة قبل عقود؛ ولكنها أصبحت الآن قضايا ذات أهمية كبرى؛ إذ إن المعرفة الجيدة تقود دائمًا إلى تصوراتٍ وتقييماتٍ جيدة. 
وشدّدت الباحثة "كريستينا دي لا بوينتي" على خطورة التعميم فيما يخص القضايا الإسلامية، باعتباره خطئًا جسيمًا، يُشبه تعميم أفعال بعض المسيحيين وربطها بالديانة المسيحية؛ فتاريخ الدين الإسلامي طويل، وقد تباينت حوله وحول طُرق تطبيق رسالة الوحي القرآني كثير من التفسيرات والتصورات خلال هذه الفترة الطويلة، وأضافت أنه ينبغي على المرء إدراك أن الجماعات المتطرفة لا تُمثل الإسلام، وأن الأفكار التي تحملها تتناقض بشدة مع التفسيرات التي قدمها المسلمون حول الإسلام خلال قرون عديدة. 
ويؤكد مرصد الأزهر أن جهود الباحثين الغربيين مُهمة لتفسير المفاهيم المرتبطة بالإسلام، بعد أن بُحَّت أصوات الكثير من الباحثين العرب في بيانها وشرحها، لكن الأحكام المسبّقة تظل دائمًا حجر عثرة في طريق فهم الآخر وتصحيح المفاهيم الدينية والفكرية. 
ويشير مرصد الأزهر إلى أن هذا المقال الموجز يأتي في سلسلة كان قد بدأها مرصد الأزهر تُعنى بالتعريف بإسهامات العديد من المفكرين والكُتّاب المنصفين ممن لهم رؤية موضوعية تتعلق ببعض القضايا المرتبطة بالإسلام والمسلمين بشكل عام. ويلفت المرصد أنه في هذا الإطار قد نشر العديد من الإصدارات منها "قراءة في كتاب"، بهدف تزويد القارئ ببعض الكنوز المعرفية من محيط العالم الناطق بالإسبانية، وقد يتناول مرصد الأزهر في هذا الكتاب مجموعة من الكتب الصادرة باللغة الإسبانية، مُراعيا في ترتيبها التدرج الزمني لرصدها. وتعدّدت هذه الموضوعات بين نشاط الجماعات المتطرفة، وأحوال المسلمين في إسبانيا، وأزمة اللاجئين، وتحليل الفكر الإسلامي، وغيرها من القضايا التي تطرح نفسها على ساحة الإعلام والفكر في إسبانيا. 


وحدة رصد اللغة الإسبانية
 

طباعة