تطل علينا ذكرى تحرير_سيناء كل عام في الخامس والعشرين من أبريل لتذكرنا وتخلد في قلوبنا ذكرى استرداد آخر حبة رمل من أرض سيناء الطاهرة، تلك البقعة العزيزة الغالية على قلوب المصريين جميعًا.
ومرصد الأزهر إذ يتقدم بخالص التهنئة للشعب المصري العظيم وقواته المسلحة الباسلة بمناسبة هذه الذكرى الغالية فإنه يؤكد على أن هذه الذكرى تأتي في خضم حرب قوية وانتصارات رائعة على الإرهاب، سطرها بأحرف من نور أبطال وشهداء القوات المسلحة والشرطة المصرية، مؤكدًا أن بطولاتهم أكثر من أن يحويها مقال أو يعبر عنها لسان.
كما يؤكد المرصد أن الاحتفالات بالمناسبات الوطنية التي لها منزلة عظيمة ومكانة فريدة في قلوب المواطنين تُعد فرصة عظيمة ينبغي استغلالها في تعزيز قيم الانتماء والمواطنة وحب الوطن لدى الشباب، والتأكيد على أن هذا الحب وهذا الانتماء ليس مجرد كلمات أو أغنيات أو أناشيد حماسية نرددها في المناسبات فقط، بل ينبغي ترجمتهما إلى واقع حي، وتحويلهما إلى أعمالٍ ملموسة ترفع من شأن الوطن وتعلي مكانته. ولا يخفى على عاقلٍ أن ترسيخ هذه القيم في مجتمعاتنا يعد صفعة قوية على وجه التنظيمات المتطرفة التي تسعى في خطابها الإعلامي والإفتائي إلى إثارة الفتن في المجتمعات، ووضع جبال من الفوارق بين الهوية الوطنية والهوية الدينية.
وقد كان المرصد منذ نشأته ولا يزال حائط صد أمام هذه الأفكار المتطرفة ورواية مضادة تشتبك معها ليس إليكترونيًا على مواقع التواصل فقط بل وميدانيًا في المدارس والجامعات وغيرهما من خلال حملات توعوية وزيارات ميدانية ومحاضرات ولقاءات سعى من خلالها المرصد إلى ترسيخ قيم المواطنة والانتماء والعيش المشترك والتنوع والتكامل وغيرها من القيم الدينية والإنسانية والوطنية.