ملمح من جهود الأزهر لدعم فلسطين

  • | الثلاثاء, 1 ديسمبر, 2020
ملمح من جهود الأزهر لدعم فلسطين


     منذ وقوع الأراضي الفلسطينيَّة تحت وطأة الاحتلال الصهيونيّ الغاشم، وقضية فلسطين ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، كلُّ ذلك في قلب الأزهر الشَّريف ووجدانه، مهمومٌ به، وساعٍ بجِدٍ إلى إنصاف المظلومين، وإرجاع الحقّ المسلوب إلى أهله.
وتأتي ذكرى "اليوم الدوليّ للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، في الـ29 من نوفمبر في كل عامٍ، والتي انطوت على واحدةٍ من أسوأ المناسبات في تاريخ الأمة، ألا وهي "ذكرى قرار تقسيم فلسطين"، والذي تمخّض عنه إقامة الكيان الصهيونيّ على الأراضي الفلسطينيَّة، وحرمانٌ الشعب الفلسطينيّ من إقامة دولته المستقلة، والأزهر الشَّريف بجميع هيئاته ومؤسساته يواصل القيام بدوره في التضامن مع الشعب الفلسطينيّ، والذود عنه والمطالبة بوضع حدٍّ لمعاناته جرّاء استمرار الاحتلال الصهيونيّ، ولنيل حقوقه العادلة المشروعة التي أقرّتها القرارات والمواثيق الدوليَّة، وفي مُقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
ولعلَّ كلمة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، خلال مؤتمر الأزهر الدوليّ  لنُصرة القُدس عام 2018، تبرز بشكل كبير جهود الأزهر الشَّريف في دعم الشعب الفلسطينيّ منذ خيّم شبح الاحتلال على دولة فلسطين، حين قال: "مُنْذُ أبريل عام 1948م من القرن الماضي والأزهر الشَّريف يَعْقِدُ المؤتمراتِ تِلْوَ المؤتمرات عن فلسطين وعن المسجِد الأقصى والمقدَّسات المسيحيَّة في القُدْس، وقد تتابعت هذه المؤتمرات حتَّى بلغت أحد عشر مؤتمرًا ما بين 1948 و 1988، وحضرها أساطين العلماء والمفكِّرين المسلمين والمسيحيِّين من أفريقيا وآسيا وأوربا، وقُدِّمت فيها أبحاثٌ غاية في الدِّقَّة والعُمق والاستقصاء، وبنَفَسِ المهمُوم الذي لَمْ يَتبقَّ له إلَّا نفثاتٌ تُشْبِه نفثات المصدُور الذي فقد الدَّواء واسْتعصَى عليه الدَّاء".
وأضاف: "كانت هذه المؤتمرات في كُلِّ مَرَّة تُعبِّر عن رفضِ العُدوان الصُّهيوني على مُقدَّسَات المسلمين والمسيحيِّين واحتِلال المسجد الأقصى ثُم حَرقه وانتهاك حُرماته بالحفريات والأنفاق والمذابح في سَاحاته، واغتِصَاب الآثار المسيحيَّة وتدميرها، من كنائِس وأديرَة، ومآوٍ ومقابِر في القُدْس، وطبرية ويافا وغيرها".
وتوالت المؤتمرات، حتى يوم 18 يناير عام 2018، حيث عقد الأزهر الشَّريف مؤتمره الدوليّ لنصرة القدس، بمشاركة عربيَّة وإسلامية ودولية رفيعةٌ، وبحضور ممثلين من 86 دولة، على رأسهم الرَّئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، ونتج عنه عددٍ من التوصيات الجوهريَّة، أبرزها:
•    إعلان العام 2018 عامًا للقُدس الشَّريف؛ تعريفًا بالقدس ودعمًا ماديًا ومعنويًا للمقدسيين.
•     العمل على إعادة الوعي بالقضية الفلسطينيَّة عامةً، وبالقدس خاصةً في المقررات الدراسيَّة والتربوية.
•    التأكيد على حقيقة أن القدس هي العاصمة الأبديَّة لدولة فلسطين، والتي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدوليّ بها، وعروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التَّغيير، وهي ثابتةٌ تاريخيًّا منذ آلاف السَّنين.
•    التأكيد على أهمية استعادة الوعي بقضية القُدس والقضية الفلسطينيَّة، بالحضور فى السَّاحة الدوليَّة، والوقوف فى وجه كلّ من يحاول طمس هوية القدس.
ومرصد الأزهر لمكافحة التطرّف، كونه واحدًا من هيئات الأزهر الشَّريف، يسير على نفس الخُطى، ويسلك ذات الدَّرب المنافح عن القضية الفلسطينيَّة، القضية الأكثر عدلًا على وجه البسيطة. وأبرز جهود المرصد في هذا الصَّدد هو إنشاءٌ "وحدة الرّصد باللّغة العبرية"، والذي أوكل إليها متابعة كل ما يخصّ القضية الفلسطينيَّة متابعة حثيثة، والعمل الدَّؤوب للوصول إلى الهدف الذي صرَّح به فضيلة الإمام الأكبر، وهو: "السعي إلى دقّ ناقوس الخطر، وإشعال ما عساه قد خبأ وخمد من شعلة العزم والتصميم وشحذ همم الشرفاء على ضرورة الصمود أمام العبث الصهيوني والانتصار للحقوق الفلسطينية المشروعة".

ويستعرض التقرير-بإيجاز- أبرز مجهودات المرصد في التَّضامن مع الشعب الفلسطينيي، والتي تمثَّلت في متابعة جميع الملفات التي تتعلَّق بالقضية الفلسطينيَّة بشكل يومي، وعلى رأسها ملف المقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحية بدولة فلسطين المحتلَّة، وأساليب التَّهويد المتواصلة التي تواجهها، والزحف الاستيطاني الصهيوني وخطره على إمكانيَّة قيام دولة فلسطينة مستقلة، ووضع الشعب الفلسطينيّ في ظلّ وجود وتزايد الجماعات الصهيونيَّة المتطرفة، خاصَّةً في ظلّ تنامي خطاب العنصريَّة والكراهية ضد الفلسطينيّين، وتزايد الفتاوى الصهيونيَّة المتطرفة التي تحرّض على استباحة دماء الفلسطينيّين ومقدراتهم..الخ.
ونتيجة لهذا الرّصد اليوميّ، قام المرصد بدوره خلال السنوات الثلاثة الماضية، بإصدار التقارير والإدانات بشكل مستمر، وعبّر بشكل واضحٌ عن رفض الأزهر وهيئاته المختلفة لكل الممارسات التي تمسّ بحقوق الشعب الفلسطينيّ؛ لتتمثل فيما يلي:
•    200 منشور ما بين إدانة وبيان وخبر على صفحة المرصد باللغة العربيَّة.
•    260 تقريرًا ومقالًا باللغة العبريَّة على صفحة المرصد باللغة العبريَّة.
•    62 تقريرًا ومقالًا على موقع المرصد على بوابة الأزهر الإلكترونيَّة وفي مجلة المرصد الدوريَّة.
•    بصدد إصدار كتابٍ بعنوان: "تزييف الوعي داخل الكتب الدراسيَّة العبرية"، ويعرض الكتاب لكيفية التصدِّي لهذا الخطر.
•    إعداد بحث عن الجماعات الصهيونيَّة المتطرفة وخطرها على الوجود الفلسطينيّ، ضمن دراسة موسعة للمرصد عن أنشطة اليمين المتطرف بشكلٍ عام.
•    إعداد بحث عن المقدَّسات داخل فلسطين المحتلَّة، وخطر التَّهويد الصهيوني على تغيير هويتها، ضمن دراسة موسَّعة أعدَّها المرصد عن الاعتداء على دور العبادة في العالم.
•    إطلاق حملة توعوية بعنوان "الذي باركنا حوله"، بالتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج، في أبريل 2019؛ بهدف توعية الشَّباب بمكانة الأقصى في الإسلام، وتاريخ القضية الفلسطينيَّة، والتَّأكيد على عروبة فلسطين، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.
•    إعداد كتاب باللغة العبريَّة بعنوان: "הפרות נגד העם הפלסטיני והקדושים – انتهاكات ضد الشعب الفلسطينيّ والمقدسات".
•    تقرير شهريّ ثابت يتناول الأوضاع على السّاحة الفلسطينيَّة، ضمن التقرير الشهري الموسَّع للمرصد، ويبرز جميع الانتهاكات الصهيونيَّة ضد الشعب الفلسطينيّ ومقدساته ومكتسباته، إضافة إلى التركيز على تنامي خطاب الكراهية والعنصرية داخل وسائل الإعلام الصهيونيَّة، وتسليط الضَّوء على الدول والحركات والشخصيات الداعمة للقضية الفلسطينيَّة.

هذا إلى جانب عددٍ من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى التَّأكيد على استعادة الوعي بالقضية الفلسطينيَّة، وزرع هذه القيم داخل النشء والشَّباب. 
والمرصد-مؤكدًا على الموقف الثَّابت للأزهر- يُعرب عن تضامنه الكامل في مناسبة "اليوم الدوليّ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ، ويشدّد على وقوف الأزهر مع القضية الفلسطينيَّة حتى ينال الشعب الفلسطينيّ حقوقه المشروعة كاملة، وفي مقدمتها حقّ تقرير المصير. 


وحدة الرصد باللغة العبرية
 

طباعة