شهد النشاط الإرهابي في القارة الإفريقية خلال شهر فبراير 2021، تراجعًا نسبيًا، مقارنة بشهر يناير الماضي، حيث سجَّل هذا الشهر 60 عملية إرهابية، ما بين هجمات مسلحة وتفجيرات انتحارية، بالإضافة إلى تفجير ألغام وسيارات مفخخة، وقد أدى هذا الانخفاض في مؤشر العمليات الإرهابية، إلى نقصٍ في أعداد الضحايا، الذي سجَّل مقتل نحو 230 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين.
ويمكن تفسير هذا التراجع، بسبب انخفاض أنشطة حركة «الشباب» الصومالية التي تعد الذراع الأيمن لتنظيم القاعدة في شرق القارة الإفريقية، والتي نفَّذت 26 عملية إرهابية منها عملية واحدة في كينيا، ورغم هذا التراجع إلا أنها تبقى هي الأكثر نشاطًا خلال هذا الشهر، حيث أسفرت تلك العمليات عن مقتل أكثر من 50 مدنيًا وعسكريًا، بالإضافة إلى إصابة العشرات، وفي المقابل أسفرت العمليات الأمنية التي تنفذها القوات الصومالية المدعومة من قبل قوات «الأميصوم» عن مصرع أكثر من 80 عنصرًا إرهابيًا واعتقال 19 آخرين.
وفي غرب القارة الإفريقية تنتشر الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها، لكنها تتفق في ولائها لتنظيم داعش، وفي مقدمتها جماعة «بوكو حرام» والتي كثَّفت من نشاطها خلال هذا الشهر، وخاصة في نيجيريا التي شهدت 13 عملية إرهابية وعملية واحدة في النيجر وأخرى في الكاميرون، أسفرت تلك العمليات عن مقتل نحو 80 شخصًا بينهم 71 في نيجيريا، فضلًا عن إصابة العشرات واختطاف 366 في نيجيريا، وبذلك تظل بوكو حرام هي الأكثر دمويةً في القارة الإفريقية، وفي المقابل أسفرت العمليات الأمنية التي تنفذها القوات الحكومية في المنطقة عن مقتل 132 عنصرًا إرهابيًا بينهم 128 قتلوا في نيجيريا.
أما منطقة الساحل الإفريقي فلم تشهد تغيرًا كبيرًا في أنشطة الجماعات الإرهابية، مقارنة بالشهر الماضي؛ حيث شهدت مالي 7 عمليات إرهابية 30 عمليات في بوركينا فاسو، حمل بعضها بصمات جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الذراع الأيمن لتنظيم «القاعدة» في المنطقة والبعض الآخر لجماعة «أنصار الإسلام» و«داعش الصحراء الكبرى»، أسفرت تلك العمليات عن مقتل 43 شخصًا من المدنيين والعسكريين.
أما الكونغو الديمقراطية فقد شهدت نشاطًا إرهابيًا ملحوظًا على أيدي تنظيم «داعش» وسط إفريقيا وبالتنسيق مع جماعات إرهابية أخرى؛ وقد شهدت الكونغو نحو 9 عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل 57 شخصًا.
ويؤكد مرصد الأزهر أن القارة الإفريقية ربما تشهد خلال الفترة المقبلة نشاطًا إرهابيًا غير مسبوق؛ نظرًا للاضطرابات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، كما يحذر من عمليات الخطف التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة؛ حيث تعتبر تلك العمليات إحدى مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، كما أن تلك الجماعات تستقطب عناصر جدد من هؤلاء المختطفين سعيًا منها إلى غسل أدمغتهم. كما يدعو المرصد الجميع إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه ذلك الإرهاب الغاشم الذي لا يألو جهدًا في سفك دماء الأبرياء.
وحدة اللغات الإفريقية