تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما صدر مؤخرًا حول شهادات العديد من زوجات مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك في الفيلم الوثائقي الذي عرض بمهرجان الجنوب الغربي في ولاية "تكساس" الأمريكية تحت اسم "العودة: الحياة بعد داعش".
وقد ذكرت الإسبانية "ألبا سوتورا" مخرجة الفيلم، أنها تمكنت من الوصول إلى عدد من النساء الغربيات المحتجزات منذ عام 2019 في مخيم "الروج" شمال شرق سوريا، ومن بينهن "شميمة بيجوم" التي غادرت المملكة المتحدة في عمر ١٥ عامًا، وهي واحدة ممن يسمون بـ "عرائس داعش" الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم الإرهابي. وخلال الفيلم عبرت "شميمة" عن ندمها بعدما أدركت الصورة الزائفة لتنظيم "داعش". مطالبة بمنحها فرصة ثانية للعودة إلى المملكة المتحدة؛ لأنها كانت لا تزال صغيرة عندما غادرت بلادها.
ويعد ذلك نموذج واحد من عدة نماذج عرضها الفيلم الوثائقي لتسليط الضوء على ما يسمى بـ "عرائس داعش" ممن تم استقطابهن في سن صغيرة للانضمام إلى صفوفه.
ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن زيف تنظيم داعش الإرهابي يتكشف يومًا بعد آخر، فهذه الشهادات خير شاهد على فداحة وضع المرأة تحت مظلة هذا التنظيم، فضلًا عن ازدواجية التنظيم الواضحة في المعايير بين ما كان يروج له وما نفذه على أرض الواقع.
لذا يرى المرصد أنه لا بد من تعامل الدول كافة مع ملف العائدين من "داعش" بجدية، وذلك من خلال وضع استراتيجية واضحة وفاعلة بهذا الصدّد محذرًا من تكوّن بؤر إرهابية محتملة حال إهمال هذا الملف الخطير.