يدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بأشد العبارات جريمة تمزيق المصحف الشريف من قبل طالبيْن في المرحلة الثانوية أمام العديد من أصدقائهم بأكاديمية «فولوود» بمدينة «بريستون» البريطانية الأسبوع الماضي. وقد أبلغت إدارة المدرسة الشرطة ومسؤولي مكافحة الإرهاب على الفور، واتخذت قرارًا بوقف الطالبيْن عن الدراسة؛ لأن هذا الفعل يتعارض بشدة مع كل القيم التي تدافع عنها المدرسة.
ويثمن مرصد الأزهر دور إدارة المدرسة في مكافحة ووقف هذا الجرائم الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة واستقرار المجتمع، كما يقدر المرصد الرسالة المشتركة التي أرسلتها مديرة المدرسة إلى الآباء ومقدمي الرعاية، وقالت فيها: «ليست لدينا أية رغبة في إخفاء الأمر، ولن نخجل من الاعتراف بوقوع مثل هذه الأفعال التي تعارض سياسة المدرسة؛ لأننا تعهدنا بالعمل معًا لتقوية مجتمعنا والالتزام الشديد بالاندماج والتنوع والمساواة، لذلك تم التواصل مع عدد من أئمة المساجد في المنطقة من أجل مساعدتنا».
ويؤكد مرصد الأزهر رفضه الشديد والقاطع لهذا النوع من الجرائم التي تستفز مشاعر ما يزيد على مليار ونصف المليار من المسلمين حول العالم، وأن مثل هذه الجرائم تنذر بخطر اعتناق هؤلاء الطلاب لأفكار متطرفة ترسخ للكراهية والعداء تجاه الآخر، وتقف عائقًا كبيرًا أمام ثقافة التنوع والتكامل واحترام الآخر، كما يدعو المرصد إلى ضرورة احترام المقدسات الدينية ومكافحة ثقافة الكراهية، وهو ما يعمل المرصد دائمًا على ترسيخه وأصدر في هذا الاتجاه عددًا كبيرًا من الدراسات والرسائل المكتوبة والمرئية، لأن احترام المعتقدات والمقدسات الدينية هو السبيل لتحقيق الاندماج بين مكونات المجتمع المختلفة على نحو يعزز من تماسك نسيج المجتمع وصلابته.