مؤشر العمليات الإرهابية في القارة الإفريقية خلال شهر يوليو 2021

  • | الإثنين, 9 أغسطس, 2021
مؤشر العمليات الإرهابية في القارة الإفريقية خلال شهر يوليو 2021

     شهد شهر يوليو ٢٠٢١ تراجعًا في النشاط الإرهابي مقارنة بشهر يونيو الماضي؛ حيث سجل هذا الشهر (٤٩) عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل نحو (٢٠٠) شخص، وإصابة أكثر من (١٦٠) آخرين، بالإضافة إلى اختطاف (١٤٩) من المدنيين والعسكريين.
وقد كان النصيب الأكبر من هذه العمليات لحركة الشباب الصومالية، بواقع (١٥) عملية في الصومال وواحدة في كينيا، لتصبح "حركة الشباب" هي الأكثر نشاطًا خلال هذا الشهر، وقد أدت تلك العمليات إلى مقتل نحو (٥٠) شخصًا، وإصابة نحو (٨٠) آخرين؛ حيث كثفت الحركة من نشاطها الإرهابي خلال الآونة الأخيرة وخاصةً مع اقتراب الانتخابات الصومالية.
كما حذرت حركة الشباب الشعب الصومالي، ولا سيّما زعماء القبائل ومندوبو العشائر من المشاركة في تلك الانتخابات، واصفين إياها بأنها انعكاس لهيمنة الأجانب على البلاد وانحراف عن الدين.
وفي المقابل كثفت القوات الصومالية المدعومة من قبل قوات الأميصوم من عملياتها العسكرية لتقويض أنشطة تلك الحركة، ما أسفر عن مقتل نحو (٢١٠) عنصرًا إرهابيًّا في الصومال.
أما "بوكو حرام" فقد خَفَتَ نجمها جراء الضربات القوية والمتلاحقة التي توجهها إليها القوات النيجيرية المدعومة من قبل قوات تحالف غرب إفريقيا، ما أسفر عن مقتل نحو (٩٠) عنصرًا إرهابيًّا، واعتقال نحو (١٠) آخرين، بالإضافة إلى المواجهات الشرسة التي وقعت بينها وبين عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي أسهمت بشكل كبير في إضعاف الطرفين، وخاصة "بوكو حرام" التي فقدت مؤخرًا زعيمها أبو بكر شيكاو ؛ حيث كان لموته أثر كبير في نفوس أتباعه، ما دفع بعضهم إلى إعلان الولاء لتنظيم "داعش" الإرهابي خوفًا من بطشه خاصة بعد إعدام (١٠) من قادة "بوكو حرام"، أملًا في تخفيف الضغط عليهم، والحصول على دعم لوجستي من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسخر كل طاقاته من أجل السيطرة على تلك المنطقة التي أضحت تحت هيمنته بشكل كبير.

ويحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من محاولة تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على غرب إفريقيا؛ لأن هيمنة ذلك التنظيم المتعطش للدماء تزيد من مخاوف انتشار أعمال القتل والسلب هناك، كما أن تلك المنطقة تمثل له طوق النجاة والملاذ الأخير لإقامة مشروع دولته المزعومة بعد انهيارها في سوريا والعراق، حيث بدأ التنظيم تغيير استراتيجياته في غرب إفريقيا لكسب دعم المواطنين في تلك المنطقة بالاعتماد علي تلبية احتياجاتهم بعيدًا عن سياسة الترهيب التي كانت تستخدمها "بوكو حرام".
وباتت معظم الهجمات التي ينفذها ذلك التنظيم تستهدف بشكل أساسي قوات الأمن، وذلك على عكس ما كانت تفعله "بوكو حرام" التي كانت لا تفرق بين مدني وعسكري في هجماتها.
وقد شهدت نيجيريا (٨) عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل نحو (٥٠) شخصًا وإصابة العشرات، بالإضافة إلى اختطاف (١٤٤) شخصًا.
وبالانتقال إلى النيجر فقد شهدت (٥) عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل نحو (٤٠) شخصًا، وإصابة أكثر من (٢٠) آخرين.
أما الكاميرون وتشاد فقد شهدتا (٣) عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل أكثر من (١٥) شخصًا، وإصابة نحو (٢٠) آخرين.
هذا وقد ارتفع مؤشر العمليات الإرهابية في مالي خلال هذا الشهر؛ حيث شهدت (١٠) عمليات إرهابية، أسفرت عن سقوط نحو (٢٠) شخصًا بين قتيل ومصاب، وفي المقابل أسفرت العمليات الأمنية عن مقتل أكثر من (٢٠) عنصرًا إرهابيًّا، واعتقال اثنين من القيادات.
وبالنظر إلى عدد الضحايا يبدو أن هدف الإرهابيين لم يكن إيقاع أكبر عدد من القتلى بقدر ما تحمله دلالات العمليات التي نُفذت من رسائل للقوات الحكومية والقوات الدولية، بصعوبة فرض السيطرة على تلك المنطقة.
في حين شهدت بوركينا فاسو تراجعًا في النشاط الإرهابي بشكل ضئيل، كما تراجع عدد الضحايا بشكل كبير جدًا مقارنة بشهر يونيو؛ حيث شهدت البلاد (٥) عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل نحو (٢٠) شخصًا، وإصابة أكثر من (١٤) آخرين.
وفي المقابل أسفرت العمليات الأمنية والمواجهات العسكرية عن مقتل أكثر من (٢٠) عنصرًا إرهابيًّا. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكونغو الديمقراطية التي تراجع فيها النشاط الإرهابي بشكل كبير؛ حيث لم تشهد سوى عمليتين، أسفرتا عن مقتل أكثر من (٢٥) شخصًا، وإصابة نحو (١٠) آخرين.
ويرى مرصد الأزهر أن إشكالية الإرهاب في إفريقيا تحتاج إلى تضافر الجهود إقليميًّا ودوليًّا؛ حتى يتم استئصال تلك النبتة الخبيثة.
كما أن المواجهة أيضًا يجب أن تكون على المستويين الفكري والعسكري جنبا إلى جنب حتى يتم تعرية تلك الجماعات المتطرفة، وكشف عوارها والعقدي وبُعْدِها عن صحيح الدين، والقضاء على العناصر الإرهابية التي سارت في طريق الغي والضلال من أجل مصالح دنيوية.
 

طباعة