قراءة عن أهم التنظيمات والحركات المتطرفة بدولة أوغندا وصلتها بتنظيم داعش الإرهابي

  • | الأحد, 28 نوفمبر, 2021
قراءة عن أهم التنظيمات والحركات المتطرفة بدولة أوغندا وصلتها بتنظيم داعش الإرهابي

 منذ أيام قليلة صرحت السلطات الأوغندية بقيام ثلاثة إرهابيين بهجومين؛ الأول على مقر البرلمان الأوغندي، والثاني بالمقر الرئيسي للشرطة الأوغندية، في العاصمة الأوغندية "كمبالا"، وأسفرا عن مقتل (٦) أشخاص بينهم اثنان من قوات الشرطة، وإصابة (٣٣) آخرين. هذا ويذكر أنه تم العثور عن متفجرات في مناطق عدة بالعاصمة وإبطال مفعولها. 
وفي بيان له أعلن تنظيم داعش الإرهابي عبر إحدى منصاته الإعلامية عن مسؤوليته عن الهجومين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإعلان هو الثاني للتنظيم الإرهابي في غضون شهرين على خلفية أعماله الإرهابية التي نفذها في أوغندا، وكانت المرة الأولى في شهر أكتوبر ٢٠٢١م، حيث أعلن مسؤوليته عن تفجير مطعم في العاصمة "كمبالا" حين كان يجتمع فيه بعض الشخصيات الذين وصفهم التنظيم بـ"الجواسيس" للحكومة الأوغندية، وقد أسفر التفجير وقتها عن مقتل شخصين وإصابة (٧) آخرين.
ومع تكرار الهجمات الإرهابية التي لم تحدث منذ عام 2010م في أوغندا، يتبادر في أذهاننا سؤال؛ هو: ما التنظيمات الإرهابية في أوغندا؟ وما صلتها بـ"داعش"؟
نظرًا للأوضاع غير المستقرة بدولة أوغندا بعد الاستقلال، ظهرت بعض التنظيمات المتمردة المسلحة التي تريد السيطرة على مقاليد الحكم والسلطة، لكن الجيش وقوات الدفاع الأوغندية تمكنت من دحر معظمها والقضاء عليها إلا بعض المليشيات، والتي كونت تنظيمات إرهابية، واتخذت من الغابات والمناطق الحدودية وكرًا لها؛ لتهديد استقرار أوغندا والدول المتاخمة لها مثل دولة الكونغو الديمقراطية؛ ومن بين أكبر تلك التنظيمات ما يلي:
1.    متمردو تحالف القوى الديمقراطية (ADF)
متمردو تحالف القوى الديمقراطية (ADF): تنظيم متطرف، ظهر في منتصف التسعينيات، هاجر إلى غرب البلاد، قبل أن يختفي في غابات شرق الكونغو في أواخر التسعينيات.
ورغم أنه خرج من الأراضي الأوغندية؛ فإنه ينفذ معظم هجماته على أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ فمنذ دخوله إلى الكونغو، تورط في أعمال قتل وهجمات على القرى وعمليات اختطاف، كما يُزعم أنه يتعاون مع تنظيمات أخرى في الغابات، وقد يعزي سبب نشاطه بالكونغو إلى أن قوات الدفاع الشعبية الأوغندية (UPDF) قد نفذت -ولسنوات عديدة- بنجاح عمليات عسكرية أدت إلى مقتل العديد من مقاتلي ADF على طول الحدود مع الكونغو؛ مما جعل التنظيم عاجزًا عن اختراق حدود أوغندا ومهاجمتها مباشرة.
لماذا يدعي تنظيم داعش الإرهابي ارتباطه بتنظيم متمردي تحالف القوى الديمقراطية؟
بدأ تنظيم متمردي تحالف القوى الديمقراطية (ADF) منذ عام 2017م في التعاون مع تنظيم داعش الإرهابي، وأعلن الولاء له بعد بضع سنوات؛ الأمر الذي جعل التنظيم يطلق على تنظيم ADF) ) حاليًّا أيضًا اسم "داعش وسط إفريقيا" (ISCAP).
كانت هذه الطاعة والمبايعة من تنظيم متمردي قوى التحالف الديمقراطية  لتنظيم داعش الإرهابي سببًا في إعلان التنظيم مسؤوليته عن الهجمات التي نفذها عناصر تنظيم متمردي تحالف القوى الديمقراطية على الحانات والحافلات والتفجيرات.
وفي السياق ذاته يذكر أنه في 18 سبتمبر 2021م، اعتقلت جمهورية الكونغو الديمقراطية مواطنًا أردنيًّا للاشتباه في أنه من أتباع تنظيم داعش الإرهابي، تم القبض عليه في منطقة "ماكيسابو" بالقرب من بلدة "بيني" في مقاطعة كيفو الشمالية، حيث تعمل قوات الدفاع الأسترالية التابعة لقوات حفظ السلام بالأمم المتحدة.
وتشير التقارير إلى أنه يعد أول شخص غير إفريقي يُقبض عليه في الكونغو للاشتباه في علاقته بـ"داعش"، ومنذ ذلك الحين إلى الآن لم تقدم الحكومة الكونغولية معلومات إضافية عنه.
2.    مقاتلو حركة الشباب
كان الصومال في حالة اضطراب منذ ثلاثة عقود إلى الآن، الأمر الذي جعل الاتحاد الأفريقي يقرر إرسال قوة حفظ سلام في عام ٢٠٠٧م، عرفت باسم "أميسوم"، وساهمت أوغندا في تلك القوات مع دول أخرى؛ هي : بوروندي وإثيوبيا ونيجيريا وجيبوتي وكينيا وغانا، كل هذه الدول تنظر إليها حركة "الشباب" بعين معادية.
على الرغم من أن الحرب ضد حركة الشباب لم تصل إلى نهايتها، إلا أن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال قد نجحت  في دحر الحركة، وإخراجها من العاصمة مقديشو ومدن أخرى.
لذا نجد أن حركة الشباب توجه عملياتها من حين لآخر لأجزاء من تلك الدول؛ فعلى سبيل المثال، اعترفت الحركة بمسؤوليتها عن هجوم في أوغندا في 11 يوليو  2010م  بملعب لكرة القدم، أسفر عن مقتل أكثر من (٧٠) شخصًا وإصابة آخرين. 
3.    حركة قوة تحرير الوطن الأوغندي:
حركة قوة تحرير الوطن الأوغندي (UHLM / F): هي حركة متمردة مسلحة شنت هجمات عام 2016م، وَفقًا لتقرير صادر عن قوة الشرطة الأوغندية، وذكر التقرير أن الحركة نفذت (٥) هجمات في الفترة من ٢٠١٦م إلى ٢٠٢١م، استهدفت معسكرات قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، ورغم أن الجيش قد أوقف جميع الهجمات؛ فإن  بعض هجمات المتمردين نجحت في قتل عدد من الجنود، وعلى الجانب الآخر نجح الجنود في قتل واعتقال بعض المتمردين، ودفع الحركة للانسحاب من البلاد لتختبئ في غابات الكونغو.
هذا ويبقى تنظيم متمردي قوى التحالف الديمقراطية هو الأبرز؛ نظرًا لنشاطه المتزايد في المنطقة الحدودية بين أوغندا والكونغو، ولكونه التنظيم الوحيد في تلك المنطقة الذي أعلن صراحة ولاءه لـ"داعش" الإرهابي، كما أن تنظيم "داعش" أعلن أن تنظيم متمردي قوى التحالف الديمقراطية تابع له وتبنيه كل العمليات التي ينفذها ذلك التنظيم.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن تكاتف الشعب الأوغندي مع حكومته المتمثلة في الشرطة والجيش هو السبيل للتصدي لتلك الحركات والتنظيمات المتطرفة التي لا تمت إلى الأديان السماوية ولا إلى الإنسانية بِصلة. 


وحدة رصد اللغات الإفريقية
 

طباعة