لا يزال تنظيم "داعش" الإرهابي يواصل حملاته الإلكترونية لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفه، لا سيما من الشباب، مستغلًا مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره المتطرفة والترويج لها. وفي هذا الشأن، تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف المقطع المرئي الذي نشره المكتب الإعلامي لتنظيم "داعش في غرب إفريقيا" (ISWAP) الإرهابي، والذي بلغت مدته حوالي 24 دقيقة، ونشر بعنوان: "جيل التمكين"، وتضمن لقطات مصورة لمجموعة من الأطفال يطلق التنظيم عليهم اسم "أشبال الخلافة".
ويظهر المقطع المرئي الأطفال في أثناء تأديتهم تدريبات اللياقة البدنية بالزي العسكري، وتدريبهم على استخدام الأسلحة النارية، وتنفيذ اعتداءات على المنازل باستخدام أساليب الشرطة العسكرية، مع مراعاة انتقالهم من التدريبات النظرية إلى التطبيق العملي، وذلك داخل معسكرات التنظيم الإرهابي.
وكشف الفيديو قدرة هؤلاء الأطفال -على حد زعم التنظيم الإرهابي- على "الحرب" مثل البالغين، إضافة إلى تنفيذ عدد منهم عمليات قتل لبعض الأسرى عن طريق إطلاق النار على رأسهم مباشرة.
ومع تركيز تنظيم داعش الإرهابي على إعادة الظهور الإعلامي عبر الحملات الإلكترونية والمقاطع المرئية؛ بهدف إثبات قدرة فروعه المنتشرة في آسيا وإفريقيا، وكذلك الذئاب المنفردة التي أطلقها في عدد من دول العالم، على تنفيذ خططه الإرهابية وسعيه المتواصل إلى استقطاب عناصر جديدة لتعويض خسائره البشرية، فإن مرصد الأزهر يجدد تحذيره من خطورة تحركاته الأخيرة خاصة مع تجنيده للأطفال وتلقيهم مثل هذا النوع من التدريبات، واستغلال حداثة سنهم وعدم إدراكهم لخطورة الأفكار التي تغرس في عقولهم للقيام بأعمال إرهابية.
كما يناشد المرصد المجتمع الدولي بضرورة العمل على إنقاذ هؤلاء الأطفال من أيدى تلك التنظيمات المتطرفة التي تشوه فطرتهم السليمة، وإنشاء مراكز خاصة لإعادة تأهيلهم ومحو كل المفاهيم المغلوطة التي تلقوها في معسكرات "داعش" الإرهابي واستبدالها بالمفاهيم الصحيحة حول نبذ العنف والإرهاب بكل صوره.