يوافق اليوم الجمعة الذكرى الثانية لليوم الدولي للأخوة الإنسانية، والذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة في الرابع من فبراير 2021م؛ إحياء لذكرى التوقيع على وثيقة "الأخوة الإنسانية" بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في الرابع من فبراير من العام ٢٠١٩م.
وبهذه المناسبة، قال المستشار محمد عبد السلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية: إن العالم يحتفل في الرابع من فبراير الجاري بذكرى توقيع الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث والتي تم توقيعها من اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم في أبوظبي.
وأشار عبد السلام إلى أن الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية هذا العام يشهد العديد من الفعاليات التي يشارك فيها شخصيات دولية سياسية وفكرية واجتماعية، كما ندعو جميع الدول والهيئات والمنظمات المعنية والشركاء والناس في جميع أنحاء العالم للاحتفاء بهذه المناسبة إعلاءً لقيم الأخوة الإنسانية.
وفي إطار الاستعدادات لهذا الحدث المهم، أجرى موقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني مقابلة مع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت، المتواجد حاليًا في دبي والذي يشارك في الاحتفال ممثلًا لحاضرة الفاتيكان.
وخلال المقابلة، أكد نيافته أنه بعد مرور ثلاث سنوات على وثيقة الأخوة الإنسانية، وبعد أكثر من سنة على صدور الرسالة العامة للبابا فرنسيس "كلنا أخوة" Fratelli Tutti، لا يزال العالم يحتاج إلى أعمال ملموسة، تساهم في نشر هذه الأخوة على مختلف المستويات.
وأوضح الكاردينال ميغيل أن جائحة كوفيد-١٩ التي يشهدها العالم حاليًا ذكّرتنا جميعًا بأننا موجودون على سفينة واحدة، كما يقول البابا فرنسيس، وقد ساهمت أيضًا في تعزيز روح الأخوة المرجوة. ولفت نيافته إلى أن عالمنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى هذه القيمة الإنسانية الموجودة داخل الكائن البشري، لكنها تتطلب اليوم تحمّل المسؤوليات، واتخاذ خطوات ملموسة، كي تُنشر الأخوة الإنسانية على مختلف الأصعدة.
هذا ويقام اليوم الجمعة، الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لتوقيع الوثيقة، واليوم الدولي الثاني للأخوة الإنسانية، وذلك بعد أن تم الاحتفال بهما العام الفائت بصورة افتراضية. ويستضيف جناح الكرسي الرسولي في المعرض الدولي "إكسبو دبي ٢٠٢٠" الاحتفال الذي يشارك فيه ممثلًا عن الأزهر الشريف فضيلة وكيل الأزهر الأستاذ الدكتور محمد الضويني، ورئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي.
وخلال الاحتفال بهذا اليوم، تنطلق مسيرة لصالح الأخوة، بمشاركة ممثلين عن السلطات الإماراتية وبلدان أخرى مشاركة في إكسبو دبي ٢٠٢٠؛ بهدف تسليط الضوء على ضرورة تحمّل المسؤوليات واتخاذ خطوات ملموسة في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية التي دعت إليها الوثيقة، وذلك عبر دعم الروابط بين البشر؛ من خلال فتح قنوات للحوار حول العالم، الأمر الذي يسهم تلقائيًّا في تعزيزها.
هذا ويؤكد مرصد الأزهر أن العالم اليوم مع تصاعد خطاب الكراهية وحوادث التمييز والعنصرية وصعود العديد من التنظيمات الإرهابية التي تستغل ذلك من أجل تحقيق مكاسب أيديولوجية - بات في أمسّ الحاجة إلى تطبيق القيم التي دعت إليها الوثيقة على أرض الواقع.